قُتل 13 شخصاً بينهم خمسة جنود، وأصيب خمسة وثلاثون آخرون بجروح في اشتباكات عنيفة منذ ساعات الفجر الأولى بين الجيش اليمني ومنشقين يساندهم مسلحون مدنيون في الأحياء الغربية لمدينة تعز في اليمن. وأفاد مراسل "العربية" أن اللواء "33 مدرع" يحاول منذ الفجر اقتحام الأحياء الغربية للمدينة بعد قصف مكثف ليلاً لعدد من أحيائها. وأكد سكان في المدينة لوكالة "فرانس برس" أنه مع استمرار الاشتباكات تم إغلاق جميع الطرقات المؤدية إلى المدينة التي باتت معزولة عن محيطها الريفي، وهي أكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان، ولها دور فاعل في الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وذكر شهود أنهم رأوا دبابات الجيش تنتشر في حي بيرباشا وفي جوار نادي الصقر في غرب المدينة وكانت تلقى مقاومة شديدة. كما تقوم قوات الجيش بقصف ضواحي شمال تعز، لا سيما منطقة المخلاف. وأفادت مصادر محلية أن قوات اللواء 33 المرابطة على مشارف المدينة تلقت في اليومين الأخيرين تعزيزات بالدبابات والرجال من الجيش في محافظة لحج الجنوبية. وأفادت المصادر أن القصف الذي طال أحياء الروضة والمسبح في تعز ليل الأربعاء الخميس تسبب بأضرار مادية كبيرة. وتشهد تعز انتشارا واسعا للمسلحين المعارضين والموالين للرئيس صالح، فيما أكد سكان لوكالة "فرانس برس" أنهم يلحظون تواجد "وجوه غريبة" بين المسلحين الموالين للرئيس، قد يكونون أتوا من خارج تعز. ويأتي ذلك بالرغم من التوقيع على اتفاق لنقل السلطة في اليمن يشمل خصوصا رفع المظاهر المسلحة. إلا أن مسؤولين في معسكر الرئيس وفي المعارضة على حد سواء حذروا من هشاشة الأمن، وإمكانية انفجار الوضع في أي لحظة، لا سيما في تعز. حكومة الوفاق الوطني من جهة ثانية، اتفقت المعارضة اليمنية مع الحزب الحاكم على توزيع الحقائب في حكومة الوفاق الوطني ما يمهد لولادة وشيكة للحكومة التي ستدير المرحلة الانتقالية، لكن هذا المؤشر السياسي الإيجابي ترافق مع تصعيد دام في تعز (جنوب صنعاء) حيث قتل 13 شخصا بينهم خمسة جنود. وأكدت المعارضة اليمنية الخميس أن تشكيلة حكومة الوفاق التي سيرأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة ستبصر النور السبت أو الأحد. وقال المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان لوكالة فرانس برس "لقد تم الاتفاق مع الحزب الحاكم على توزيع الحقائب وسيكون التشكيل سهلا جدا جدا". وأشار الى أن التشكيلة مع الأسماء "ستعلن السبت وكحد أقصى الأحد". وذكر قحطان أن المعارضة اختيرت بالقرعة لتشكيل قائمتي حقائب "أ" و"ب" فيما قام الحزب الحاكم باختيار القائمة "أ" وبقيت القائمة الأخرى للمعارضة. وبحسب قحطان، فإن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حصل على حقائب الدفاع والخارجية والنفط والاتصالات والخدمة المدنية. أما المعارضة فحصلت على حقائب الداخلية والمالية، التخطيط والتعاون الدولي، والإعلام وحقوق الإنسان. وأكد قحطان أن مبدأ الاتفاق ينص على ألا يرفض أي من الطرفين الأسماء التي يختارها الطرف الآخر لحقائبه، لذا "سيكون التشكيل سهلا جدا جدا" على حد قوله. وقال مصدر يمني معارض أكد لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق الخميس أنه تم التوصل الى اتفاق بين المعارضة والحزب الحاكم على توزيع الحقائب في حكومة الوفاق الوطني التي ستشكل بموجب اتفاق انتقال السلطة.