أكتب هذه الحروف – الصعبة علي - وإنا على فراقك يا أبا عدنان لمحزونون، بعد أن وارينا الثرى: «العديل» والصديق» و»القريب» و»النسيب» اللواء إبراهيم المنيع «أبو عدنان» رحمه الله رحمة واسعة، وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وأحسن الله عزاء أهله وذويه، (...)
يُخفق الكثير من الأدباء والشعراء في جعل نصوصهم أقرب إلى ذاكرة مبنية يمكنها تجسيد ثقافة المكان وتقديمها كنموذج فلسفي يعتمد على قراءة الكاتب للمحيط الذي يصفه، ومن النادر أن ينجح أحد في تحقيق هذه المعادلة، فإما ان يغيب النص أو يغيب المكان.
هذه الأبيات (...)
في أيام الجامعة، تعرفت على أحد الأشخاص من محافظة الأحساء ينتمي إلى المذهب «الشيعي»، قادتنا الصدفة للعمل المشترك في مشروع دراسي، عملنا معاً لسنة كاملة، اكتشفنا من خلالها ما بيننا من عوامل مشتركة، ورؤى متقاربة، وود متبادل، كان أوله التوافق الكبير في (...)
بمجرد أن تحضر كلمة «إطلالة» في حجوزات الفنادق ودور الإيواء والمنتجعات وعروض بيع أو تأجير الفلل وشقق التمليك وغيرها من تداول الأصول، ما إن تقفز القيمة السوقية إلى الضعف نظير الميزة النسبية أو التنافسية لإطلالة ذلك المكان سواء كان على بحر أو نهر أو (...)
تُعرّف الخرافة بأنها: «الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة»، كما كان يعتقد بأن الخرزة الزرقاء تدفع الشر وأن حدوة الفرس مجلبة للخير، وما إلى ذلك من «الوهم» الذي يعيشه البعض ويؤدي به إلى هدر (...)
ذات يوم استشارني أحد الزملاء وهو يعمل رئيسًا لإحدى بلديات المحافظات عن أنجع الطرق لنشر ثقافة أنسنة المدينة التي يتولى إدارتها، وكان يرغب في أن يكون ذلك من خلال فكرة إبداعية وفريدة وغير مسبوقة، ونصحته حينها بأن يُحضر قطيعًا من «الفيلة»، وينشرها في (...)
أشارككم معاناتي مع واحدة من أكثر الأمور تعقيداً، والتي ترتبط بطريقة تفكيري منذ سنوات طويلة، بالرغم من أنها ساهمت وبشكل مباشر في تنظيم أفكاري وقولبتها بما يمكنني من إدارتها وتوظيفها أينما كان موضعها، لقد كنت في كثير من الاحيان أشعر بأن ذلك أمر إيجابي (...)
من أجمل برامج ألعاب القوى وأكثرها إثارة «سباق ال400 متر تتابع»، حيث يمثل نموذجاً انضباطياً جماعياً للفريق لأداء مهمة واحدة في نفس المسار للمسافة الإجمالية المقسمة على المراحل الأربع (100 متر لكل متسابق) حيث يقوم بها اللاعبون بالتناوب ويتوجب على كل (...)
«أقدم لكم ذا لاين، مدينة مليونية بطول 170 كم تحافظ على 95 % من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية»، هكذا فاجأ الأمير محمد بن سلمان العالم الأسبوع الماضي بواحد من أكثر المشاريع تفرداً على مستوى الإدارة العمرانية، (...)
على الرغم من وصف ابن خلدون: « أن عمران البادية ناقص عن عمران الحواضر؛ لأن الأمور الضرورية في العمران ليست كلها موجودة لأهل البدو»، إلا أن إنسان الصحراء أثبت قدرته الكبيرة على التعايش مع الطبيعة، خاصة ممن سكنوا «الْبَادِيَةِ» و»الخَلاَءُ»، بعيداً عن (...)
جمعتنا الأسبوع الماضي أمسية شتوية مع بعض الأصدقاء، بعد مواسم الشَتَات التي فرّقتنا سنواتها، تغيرنا جميعاً، وبقي ما بيننا من «قِيم» أَلَّفْت قلوبنا، وعدنا لنلتقي بعد كل هذه الأيام التي مضت، وكان اسْتِئثارٍ الحديث ليلتها عن صديقنا الذي روى تجربته (...)
مع نهاية اليوم، بالكاد وصلت مُنهكاً إلى ذلك الشارع المكتظ بضجيج الناس، قادماً من آخر المدينة، وباحثاً عن مقعد خشبي وفنجان قهوة وبعض الغرباء، لأروي ما بداخلي من مسافات عطش غرستها أيام حُبلى بلحظات مفقودة، ما كانت لتَمُر - لولا لطف من الله - ثم لأنني (...)
لكل منّا قراءته للمكان الذي يوجد فيه، والتي تظهر عادة على هيئة تكهنات وتصرفات وسلوكيات فردية يمارسها في حياته اليومية، وتُمثّل شيئاً وجدانياً يتحكم بأسلوب عيشه وتعامله مع محيطه، ربما تكون مفردات وتفاصيل بسيطة جداً ولكنها تبقى الأكثر تأثيراً في تشكيل (...)
قبل الشروع في بناء برج مياه الرياض بحي المربع عام 1969م أزيل ذلك المبنى الرشيق والقابع في جانب من حديقة البلدية جنوب شرق البرج، كان ذلك هو الفرع الثاني لمشروع «كازينو الرياض» والثالث من نوعه على مستوى المدينة، المقهى «الفريد» الذي افتتح عام 1961م (...)
هل جرّبت يوماً أن تمشي على قدميك في شارع اعتدت أن تسلكه وأنت داخل سيارتك، إن قررت القيام بهذه التجربة ستشعر للوهلة الأولى أن هذا المسار المعتاد يبدو مختلفاً بعض الشيء، ستكتشف تفاصيل كثيرة لم تتعرف عليها من قبل، ومساحات واسعة لم تتوقع أن يستوعبها ذلك (...)
هل تساءلت يوماً لماذا تشعر بشيء من التوتر وعدم الارتياح عندما تكون في المصعد مع أشخاص غرباء، أو عندما يجلس أحدهم في المقعد المجاور لك في الطائرة، أو حين يقترب منك شخص بمسافة قصيرة عند الحديث معك، وكذلك حرصك على ترك مسافة بينك وبين من يقف أمامك أو (...)
أَنْسَنة المكان مفهوم ارتبط بالإنسان منذ بدأ حياته على الأرض واستخلافه فيها {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}، استطاع خلالها ذلك الإنسان تطويع البيئة المكانية التي نشأ بداخلها بما يجعلها مهيأة لأسلوب عيشه ورفع مستوى تفاعله معها، من بداية بحثه (...)
أجمل ما في الإدارة الحديثة أنها نسفت خرافة معيار «التقادُم» كأحقيّة مكتسبة لتَبَوُّء المقاعد الأمامية التي لم تعد حكراً على أصحاب الأقدمية والخبرة والتجربة، بقدر ما هي باتت مُتاحة لذوي العقول المُبتَكَرة والمُبدِعة، ولمن يمتلك «فِكْرُ مُختَلِف» (...)
العنوان اقتباس من مقولة الفيلسوف الإنجليزي «بيرتراند راسل»، الحائز على جائزة نوبل الفخرية للأدب عام 1950 نظير إصداراته التي يدافع فيها عن المثل الإنسانية وحرية الفكر، كما يُنسب له مبدأ أن «القدرة على ملء وقت الفراغ بذكاء هو أعلى مستوى من الثقافة (...)
بعد تجربة عملية في حقل التراث العمراني، تعلمّت فيها الكثير على أيدي خبراء وأساتذة ومسؤولين ومتخصصين وممارسين ومجتمعات محلية، يمكنني القول إن أفضل الحلول التي من شأنها استثمار التراث العمراني ثقافياً واجتماعيًا واقتصاديًا ومعماريًا تكمن في «عودته إلى (...)
قد يبدو هذا المقال من ظاهر عنوانه «مادياً» بحتاً، ويشجع الآخرين على «المساومة» ، ويحفّزهم ألا يعملوا إلا بمقابل، وهو بالفعل كذلك، والحديث هنا عن «بيئة الأعمال» بمختلف صورها ومجالاتها ومساراتها، وبالتأكيد ليس عن التطوع أو عمل الخير لوجه الله تعالى، (...)
يبدو أن أمانة الرياض قررت خوض غمار تحدٍّ جديد في أسلوب «إدارة المدن بمشاركة سكانها». هذه المرة البوصلة تتجه إلى استثمار المواهب والطاقات الإبداعية للمشاركة في صنع مستقبل الرياض كما جاء في مفردات إعلانها عن مسابقة تطوير موقع جبل «أبو مخروق» في حي (...)
يعجبني الإنسان المسكون بكل ما هو جميل، الذي يحافظ على أناقته ومظهره ولباسه وابتسامته وروحه المفعمة بالحياة مهما تقدَّم به العمر رجلاً كان أم امرأة، هذه الفئة من الناس يمتلكون بداخلهم طاقة من الجمال الداخلي، تمنحهم القدرة على البقاء في دائرة المنافسة (...)
كثير من المدن تخفق في إقناع سكانها من أجل بناء صورة ذهنية جيّدة عنها، أو تحقيق معدلات متقدمة في تقييمهم لخدماتها، أو عن المشاريع التي تنفذها، بالرغم من أن إدارة هذه المدن تعمل على مدار الساعة بكامل طاقاتها، وترى أنها قامت بعمل كبير وجهود حثيثة (...)
يُعرَّف «الشغف» بأنه «شعور قوي يملأ الشخص، ويدفعه للاهتمام البالغ بشيء ما، أو الرغبة الجامحة للقيام بعمل ما...». ويقول ماكسويل: «شغفك باهتمامك يعطيك أفضلية عن الآخرين..»؛ لذلك لطالما كان هناك بحث دائم عن الشغف كأرضية لكل عمل قادر على الخروج بصاحبه (...)