أكتب هذه الحروف – الصعبة علي - وإنا على فراقك يا أبا عدنان لمحزونون، بعد أن وارينا الثرى: «العديل» والصديق» و»القريب» و»النسيب» اللواء إبراهيم المنيع «أبو عدنان» رحمه الله رحمة واسعة، وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وأحسن الله عزاء أهله وذويه، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. «الناس شهود الله في الأرض» كان هذا هو العنوان الرئيس لمشهد الوداع، كم تمنيت يا أبا عدنان أن تسمع ثناء الناس عليك، من أقرباء، وأصدقاء، وزملاء عمل، وعامة من عرفوك، وحبهم وامتنانهم لك، وحزنهم على فقدك وفراقك، نعم هذا الأثر الذي تركته في نفوسهم، ونبته الخير التي غرستها بداخلهم، والخلق الرفيع الذي عاملتهم به، والسلوك الحسن الذي أسرتهم به، هكذا كانت سمة رحلتك الطويل معهم طوال تلك السنوات التي مضت. بالرغم من لحظات الحزن وألم الفقد كان الفخر والاعتزاز لغة لعيون أبنائك في تفاصيل ذلك المشهد، نظير ما كانوا يسمعونه من المعزين في وصف ماكنتم عليه من سيرة حسنة قدم الجميع شهادتهم عليها من واقع تجربة ومعايشة ومواقف مروّا بها معك أو مررت بها معهم، كانوا في غاية الفخر بأبيهم الذي رحل جسداً وبقيت ذكراه سنداً لهم -بعد الله-، ولسان حالهم يقول على ما تركته من أثر: «وكن رجلًا إن أتوا بعده.. يقولون مرَّ وهذا الأثر». كان عزاؤهم «فخرهم بك». عرفتك أيها الراحل الكبير قبل (27) عاماً، منذ 1994م كأصدقاء ثم كأقرباء وبقيت «أنت أنت» لم تغيرك الحياة ولم تعد للوراء خطوة واحدة، بل زدت سمواً ورقياً وتواضعاً واحتراما مع مرور الأيام، هكذا هم الثابتون في علاقتهم مع الآخرين، لا يغيرهم شيئاً، خدمت وطنك سنوات طوال بكل تفان وإخلاص وجد واجتهاد، لطالما كنت بعيداً عن عائلتك وأبنائك لأوقات طويلة من أجل خدمة هذا الوطن، عربة التاريخ ستحفظ لك هذا البذل والعطاء طال الزمان أم قصر. «لم يبق شيء من الذكرى نخبئه.. إلا الحنين ودمع في مآقينا». وإنا على فراقك يا «أبا عدنان» لمحزنون.