يتدخل الفكر الأيديولوجي في وسائل معالجة العنف لدرجة تصل إلى حد ازدواجية التبرير المعتمدة على السعي إلى السيطرة. فنظرية ال(أمركة) في حقيقتها نظرية سياسية ميكيافللية نفعية تقدم المصلحة الفردية الرأسمالية. لهذا، فإن معالجة العنف تصب في مساحة (...)
اختلت المعايير، فتعددت أشكال العنف في واقعنا المعاش، ونتج عن ذلك ظهور نظريات تأصيلية تتخذه نبراسا توظفه لخدمة مآربها الخفية لتلطخ الإنسانية بمزيد من الدماء البريئة، على اعتبار أن العنف يعتمد وبشكل أساس على الشدة والغلظة والافتقار إلى الحكمة، الحجة، (...)
أنعم الله على الإنسان بالخلق والكون والتسخير، وجعل الرغبة في اكتشاف خبايا هذا الكون ومحاولة السيطرة على ما يهدد وجوده ديدنا فينا. لهذا، سعى إنسان هذا الكون إلى ابتكار مندوحة للتعامل مع ما حوله وبني جنسه. فلجأ إلى الصيد والقنص والمقايضة ليسد حاجاته (...)
ضرورة إنسانية أن تتوازن كفتي التكنولوجيا وما أحدثته تقنيات تعبر عن مدى تقدم قدرات الإنسان المعاصر من خلال محاولته للسيطرة، أو ليحل العديد من مشكلاته الحياتية، وبين افتقار الإنسان لقيمه الأخلاقية (الأخلاق هي اللبنة الأساس لتطور الأمم) والتقصير المهني (...)
ازدهرت حضارات عدة عبر التاريخ، سادت، سمقت ثم اندثرت. حضارات ارتبطت بالمدن، بادت مخلفة من الأثار والحكم، فخلدت من المدن ما لم يزل حاضرا مثل: دمشق، بغداد، القيروان، أثينا، وروما، ومدن لم تبق إلا في المخيلة التاريخية كبابل، طيبة، وأسبرطة. وإن أمعنا (...)
لندرك رحمة بديع السموات والأرض علينا، يتعين أن، نتبصر عالمنا وأنفسنا بعمق وحصافة. عنده، نجد أن الكون والإنسان يتناغمان كإيقاع الوتر الموسيقي المدوزن بإتقان متناه، وبهندسة ربانية بالغة الدقة، وقف الإنسان أمامها متأملا، وحاول أن يدرك كنه هذا العالم (...)
قد لايعتقد البعض أن هناك طقوسا ذات حلقة دائرية، مركزها أيديولوجية شعوبها الأخلاقية عبر التاريخ البشرى في كل حضاراته المادية والروحانية. فمنذ أن خلق الإنسان وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، سيظل الإنسان في حالة صراع بين الخير والشر على محيطه (...)
يتبادر للبعض أن الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشه صاحب أخطر منظومة أخلاقية، التي أبرزها في مؤلفاته
«مولد المأساة»، «والعلم والمرح»، «ما وراء الخير والشر»، «أصل نشأة الأخلاق» و «هكذا تكلم زرادشت». وتستند منظومته الأخلاقية بشكل أساسي إلى نظرته الوجودية (...)
اجتهد معظم الفلاسفة والمفكرين والأدباء عبر التاريخ الإنساني في تصور مدينة يمكن أن يستنبط من منظورها أنموذجا يعبر عن رفض ما هو كائن، والتطلع إلى ما ينبغي أن يكون عليه قاطنوها. وتباينت التصورات، فمنها من ارتهن إلى العقل ورهط إلى الشرع. وأكثر التصورات (...)
بدأت المجتمعات البشرية أنثوية عشتارية، فكانت المركز المسيطر على كل المقاليد، المتمتع بكل أشكال الحرية والسيطرة، فتمرد الرجل وانقلب عليها مستقدحا المجتمعات الذكورية. فأصبحت المرأة حبيسة مسكنها، محرومة من التمتع بحقوقها، في وقت ترزح فيه تحت وطأة جملة (...)
إن سلمنا جدلا، أن نسيج المجتمع العربي يتباين على نحو تام وغيره بمكتسباته العقدية والتقاليدية، التي يتسنمها التآلف الأسري المترابط الوشائج، وبنيوية مورثاته. بيد أننا نلمس خللا واضحا في استيعاب حق المرأة الشرعي، جراء الخلط بالسائد، واستنباط، أو باسم (...)
تحبو الأيام مقتربة من يوم الاستفتاء حول تقرير المصير في جنوب السودان. وبالتأني في قراءة سيناريو الواقع هذه الأيام تشعر بأن هناك من قفز على النتائج وجعلها تبدو وكأن الانفصال أصبح المآل الحتمي لجنوب السودان. تجأر بعض الأصوات منادية بالانفصال جنوبا (...)
نقر أن الحضارة الإنسانية بوتقة تحوي أنبل ما أبدعه الإنسان على مدى التاريخ من حكم، آثار، وأدوات، تاريخ، آداب، شعر، فلسفة وفنون، نهضت به وعلمته أن يقي نفسه شر عوامل الطبيعة وبني جنسه. وقد ظهرت العديد من الحضارات في الشرق القديم توزعت بين الصين، (...)
يخفق واقعنا العربي المعاش بنبضات بالغة التعقيد، غير محمودة العواقب ومستهجنة التداعيات. ذاك مرده إلى مفرزات واقع اليوم المستأثر باستقداح جذوات الحروب وويلاتها أزمات تستشري في مفاصل مجتمعاتنا، مؤثرة على مناحينا الاجتماعية، السياسية والاقتصادية. إنها (...)
عانى الفكر الإسلامي منذ وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وبعد الخلافة الراشدة إثر ظهور الفرق الإسلامية المعتدلة والباطنة، من تطرفين عقدي وسلوكي. ففي عهد الفرق الإسلامية كان التطرف يطال الجانب العقدي بحجة الدفاع عن العقيدة ضد الأفكار اليهودية (...)
السودان بما يزخر من تباين إثني، ثقافي وآيديولوجي، تقبع حاجته السافرة إلى هندسة عقلية نيرة وحكيمة تنأى به عن ثالوث التقاطع، الاضطراب والفقر. فرغم كل إمكانيات البلاد الظاهرة والكامنة، ظل رهين درك تجاذب آيديولوجي أفضى بدوره إلى عرج اقتصادي. ويرى البعض (...)
تباينت أنماط الحكمة البشرية -نظريا وعمليا- وفق المستخلص الزمني، إذ تنسب إلى منجز الفكر الإنساني ونتاجه عبر صراعه مع الملموس الآني ونفسه وعداه، مستأنسا جميع مظاهر الحياة، معبرا عن خوفه وقلقه، مستبطنا تطلعه لعالم أفضل. فظهرت فنونه، إبداعاته، أساطيره، (...)