يتدخل الفكر الأيديولوجي في وسائل معالجة العنف لدرجة تصل إلى حد ازدواجية التبرير المعتمدة على السعي إلى السيطرة. فنظرية ال(أمركة) في حقيقتها نظرية سياسية ميكيافللية نفعية تقدم المصلحة الفردية الرأسمالية. لهذا، فإن معالجة العنف تصب في مساحة الازدواجية، وتبرر القتل، الغزو، السلب، والتدمير منساقة إلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وعلى اعتبار أن جميع الأفكار صالحة، فالفكرة تشبه ورقة البنكنوت الزائفة تظل سارية إلى أن يثبت بطلانها. أما النظرية السوفييتية الاشتراكية فهي متناقضة داخل منظومتها؛ لأنها تقدم الدولة المسيطرة الممارسة لنفس الأفعال المشينة. ولأن خطورة مبدأ المصلحة الفردية يكمن في ضرورة أن يكون المنتصر واحدا، سقطت الاشتراكية عن طريق الرأسمالية الساعية إلى الهيمنة الدائمة. بيد أن أن فناء الرأسمالية يفسر أيضا على أنه أتى من داخل منظومتها القائمة على مبدأ الأنانية المفرطة. إن السيناريو الذي يحدث في العالم خير دليل علي ذلك. ولقد قدم الإسلام المعالجة الكاملة لنبذ العنف شريطة استيعابه بعمق، ويبعد عن أن يربط بنظرية المنفعة الفردية التي تتخذها النظريات التأصيلية المتطرفة التي تسيء فهم قيم الإسلام الفاضلة، المجافية للأنانية، القسوة والتطرف، ما أدى إلى إساءة فهم الإسلام وتولدت لدى شعوب الغرب (الإسلاموفوبيا)، فضلا عن مظاهر عدة أصابت سماحة هذا الدين الحنيف بآثار سلبية، وباتت مجاميع الغرب في حاجة ماسة للتعرف إلى الإسلام في ظل الفراغ الروحي، وسيطرة الجوانب المادية .إن الإسلام لم يكره أحدا ولم ينشر بالسيف، كما يدعي البعض، إذ عالج كل أشكال العنف، لأنه قائم على مبدأ التسامح، بدءا من الكلمة الطبية، الصبرالتقوى، العدالة، وانتهاء بطريقة التعامل مع كبار السن، النساء، الأطفال، حتى الأشجار. أي احترام لكل المخلوقات الطبيعية البيئية، والأسرى في الحروب. [email protected]