يتبادر للبعض أن الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشه صاحب أخطر منظومة أخلاقية، التي أبرزها في مؤلفاته «مولد المأساة»، «والعلم والمرح»، «ما وراء الخير والشر»، «أصل نشأة الأخلاق» و «هكذا تكلم زرادشت». وتستند منظومته الأخلاقية بشكل أساسي إلى نظرته الوجودية الإنطولوجية التي تنعكس على نظريته في المعرفة الإبستمولوجيا. فهو فيلسوف عدمي، تأثر بديفيد هيوم فيلسوف النزعة التجريبية الذى اعتبر أن الحواس هي المصدر الوحيد للمعرفة. وعلى أساس نظرته حطم تماما ما يطلق عليه الفلاسفة حقا ومطلقا، ومن ثم تجاوز اليقين المعرفي والأساس الديني للأخلاق، وأن الأخلاق المسيحية قائمة على الزهد، الرحمة، والشفقة. لهذا، اعتمدت منظومته الأخلاقية على التركيز على الأنانية، حب الذات، القوة، القسوة، البعد عن الرحمة والتسامح، المساواة والإخاء وعلى البعض أن يتحلوا بأخلاق حيوانات الغابة «الأسود والثعالب». ولكننا إذا أمعنا النظر نجد أن منظومة نيتشه الأخلاقية لم تكن أخطر المنظومات التي على شاكلتها، فقد سبقتها أخطر منظومة أخلاقية، وهي المنظومة اليهودية القائمة على فكرة أنهم المختارون كشعب، في حين أنهم أشهر من ينقض العهود على مر التاريخ، وقد تطاولوا وكذبوا الرسل، وزرعوا الفتن وأشعلوا الحروب. وفي عالمنا المعاصر، سلبوا أرض فلسطين على أمل أن يقيموا دولتهم العبرية من النيل إلى الفرات، فقتلوا وسلبوا وحاصروا ونهبوا وشردوا، ولكن نصر الله قريب مهما طال الزمن، فأرض فلسطين بإذن الله ستعود إلى أصحابها. لهذا، فإن دولة إسرائيل ما هي إلا كيان في مخيلتهم فقط، قائمة على أخطر منظومة أخلاقية تعتمد على علاقتين: علاقة اليهودي مع اليهودي ويطلق عليها «المشباه»، وعلاقة اليهودي مع غيره ويطلق عليها «النكرى». وخطورة هذه المنظومة تظهر في أن علاقة المشباه مع المشباه تستند إلى اعتبار أن هنالك قاعدة للحلال والحرام، فكل الجرائم اللاأخلاقية حلال ضد النكرى «السرقة، القتل، الكذب ...»، وكل الجرائم اللاأخلاقية حرام ضد المشباه. وعندما ينتفي المقوم الديني الأخلاقي لأية فكرة، ينتفي معها كل ما ينبني عليها، وكذا دولة إسرائيل. [email protected]