اختبأ تحت جسر معلّق، نظر نظرةً في السماء التي تلبّدت بالغيوم!
وقف متأملاً تلك السماء وذاك الجسر، ارتمى في كرتونة بجانبه، تأبطها جيّدا، حاول أن ينام دون جدوى، رغم تعوده على أبواق السيارات من فوقه، مال قليلا على بضعة أعواد، جمعها بالكاد أشعل فيها، (...)
كان جيرانه يحذرونه في كل مرة من هذا الطريق الترابي الذي تكثر من على جانبيه ورش لتجميل ما عطب بالسيارات، وأخرى لترقيع الإطارات ومحلات قطع الغيار الأصلية متناثرة كقطع الشطرنج بعد أن قلب من خسر الرهان الطاولة!
وهو يشعر بسعادة تشفي قلبه الوهن، والممتلئ (...)
ارتدى بنطاله، التقط قميصه، ووضع قبعته بشكلٍ مائل، صار يشبه كثيرا مجسّم الخيال الذي يحرس المزرعة من خراب أسراب الطيور..
شمّ عبير الريحان، أزال حشائش صغيرة، ترك الورد لم يقترب منه!
عاد إلى فناء البيت، وسحب كرسيه الخشبي الذي يتشابه في مشيته، الأوراق (...)
تسدل نظارتها ذات الإطار الأحمر، ومن بين العدستين، شريط لاصق أصفر، تنزلق حتى تقترب من أرنبة أنفها وهي تتابع باهتمام من تلفازها الذي لا يُظِهر موضة مذيعيه، سوى باللونين الأبيض والأسود، هنا تعصر ذاكرتها، تتقافز أمام عينيها مشاهد وأحداث مبعثرة حاولت (...)
الساعة ال12 ، رفعتْ يدها سريعاً تتحسس المنبّه، صمت أخيراً،
لاحظت تعابير وجهه، خرجتْ الآه مسجونة لملمتْ بعضها ببطء حتى استقرّت، فانسلّت من غطائها بنعومة كانسلال الماء من بين الأصابع...
وقفت في منتصف الغرفة تفكّر:
- الذهاب إلى عزلتها كعادتها تفرّغ ما (...)
الساعة ال12
رفعتْ يدها سريعًا تتحسس المنبّه، صمت أخيرًا، لاحظت تعابير وجهه، خرجتْ الآه مسجونة لملمتْ بعضها ببطء حتى استقرّت، فانسلّت من غطائها بنعومة كانسلال الماء من بين الأصابع..
وقفت في منتصف الغرفة، تفكّر:
* الذهاب إلى عزلتها كعادتها تفرّغ ما (...)
كان يتحدثُ عن كل شيء وفي كل شيء ! وأخطر ما في الأمر حين يشغرُ فاه وتتدلّى سيمفونية صوته مع تقاطع أنفاس أنفه، ويبقى في طرف شدقيه بعد صراخه بقايا من ريقه.
كانوا في كل مرّة يعطيهم محاضرة موعظة، نصيحة يمرّرون أصابعهم في أقاصي أفواههم ويتظاهرون بإزالة (...)
عطش
قذف بآخر قارورة في يده التي تقطر دما، وارتمى على رصيف بارد، وحلم بمدينة النور التي احتواها غدر البشر فتناثرت حبّات الخيانة.
رعشة
أخذ قلما وبدأ يكتب، فخرج سم من ريشته، ارتعشت يده، سقطت الورقة ومعها خيوط عنكبوت اصطادت أصابعه، نفضها ليظهر تعْبير (...)
النظر في الثنائيات يستلزم تشابه الأضداد في الكلمة والتي تقابلها من حيث تشكيل اللفظ واختلاف المعنى في أي سطر معرفة يُقْرأ ويُسْتقرأ خصوصا إذا جاءت هذه الثنائيات المتضادة في نصٍ أدبي إذا نحن أمام ثنائيتين ومتضادتين اختلاف المعنى والمبنى!
تتبع تلك (...)
لا أحد يُنْكِر جهود الأندية الأدبيّة إلا جاحد لا يخاف الله في حَرْفِه! أو حاقد في قَلْبِه بعض مرض أو حاسد في صَدْرِهِ غِلّ يُسره ولا يُظْهِره إلا من خلال كتابات هشّة أو قطرات ماء لا تسمن فاصلة ولا تغني من سطر!
ولكي نكون منصفين في كتاباتنا ليس كل (...)
في إحدى مجموعات الواتساب في مواقع التواصل الرقمي الاجتماعي والمُسَمى «ديوانية الأصدقاء» وفي عصريّة رمضانية نشرَ الزميل الإعلامي خازم العمري بهذا المصطلح ردّا ( ها انتبه ) ممازحاً أحد الأعضاء، هنا لفت انتباهي ذلك وكأنّ أحداً ضربني على رأسي بمطرقةٍ (...)
سأحكي لكم أيها القرّاء الأعزّاء قصتي حين انحدرت تاركاً باحتي وقريتي بكل ما فيها من جمال وخضرة وهواء نقي من الصعب الانفصال عنها، فكل من عاش فوق تراب الباحة الطاهر، أو أي قرية في مناطق مملكتنا الحبيبة، ومَنْ يفعل ذلك فهو الموت البطيء أَشْبَه بالسمكة (...)
سأبدأ بهذه المعلومة التي قرأتها من كتاب «علامات استفهام» للدكتور/ علي شلش طيّب الله حرفه: [ذات مرّة روى الكاتب المسرحي الفرنسي أوجين أونيسكو واقعة طريفة من صحفي شاب، استوقفه وهو متجه لحضور أحد المؤتمرات، وسأله ما رأيك في الموت؟
وبهت أونيسكو كما (...)
الكتاب - السلام عليك أيها الشيخ هذه تحيةٌ
الشيخ - أستوقفتني في الطريق فجأة
وتسألني إلى أين أنتَ ذاهب؟
الكتاب -نعم ف أنت متهندمٌ هكذا
الشيخ - حتى أنت أوراقٌ بيديك
وبريقٌ في عينيك واهب؟
[يتمتمان بكلماتٍ خجلى]
الشيخ - أنا «وجهازي»؟!
الكتاب - أضحكتني.. (...)
لا أعرفُ بصراحة، صدى ما كتبت هنا في هذه الزاوية العزيزة عليّ جداً، الجمعة الماضية، عن القراءة بين وقتين، في حَلْقَتِها الأولى!
لكني أكاد أجزم أنها المقالة أقصد حرّكت الثابت وحوّرت المتحّول وفق نظرية الثابت المتحول، والآن بكل جهد وإن كان مقلا وحسبي (...)
أعرف أن القراءة قد أُشْبعتْ كتابة ومقالات وربما الكثير والكثير مِمْن يقرؤون هذه الأسطر هنا سيقولون: وما الجديد يا سُعْلي؟!
ومعهم كل الحق في ذلك، ولكن سأخوض تجربة الغوص في مفردة (القراءة) بين زمنين وأعني به زمناً أو وقتاً بعيداً عن تعريفات القراءة (...)
أَوْقَفَ السيارةَ، ترك البابَ مفتوحا، بعد أن خرج منها، وضعَ المفتاحَ في ثقب البوابة، تكسّرت كل محاولاته!
رفع بصره إلى السماء، مُطْلِقا الزفرات مِنْ سجن صدره، ضغط على سمّاعتي الجرس بقوّة، انتظر وانتظر..
حاول أن يتسلّق سور البيت، نجا من السقوط إلا من (...)
حين ترى الحروفَ بين ناظريك تتقافز تودّ أن ترقص على الورق أو في مساحة بيضاء افتراضيّة من مواقع التواصل الرقمي، فلا تتركها تنتظر كثيراً، اعشقها خذ بيدها، هدهدها بين أصبعيك، ضُمّ معها الحركات، حتى تصنع بفكرك وإبداعك، كلمات تكتب لتقرأ، وتعجب، تناقش (...)
سعيدٌ جدًا لكل هذا الحِراك الذي تقوم به بعض أنديتنا الأدبية بشكل عام وفي احتفائها باليوم العالمي للقصَّة على وجه الخصوص، بدءًا من بيت السرد بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، نادي الباحة الأدبي، نادي مكة، وجدة..... إلى نادي أبها باستضافة عدد من كتَّاب (...)
سأحكي لكم في هذه الزاوية حكاية أيها القرّاء الأعزّاء أرجو أن تنال إعجابكم، مناقشاتكم حولها، تفضلوا إلى نص الحكاية:
هذه تذكرتك!
قراَ الجملة، فكَرَ فيها مليّا، مُقَلِبا خاتمه يمنة ويسرة، يُخْرجه متأمّلا، يعيده متوّجا في بُنْصَرِه مٍنْ كَفّه (...)
لم أكن أتخيّل أن الحرف الذي عشقته في روحي يسري مع شراييني، يلتقط كل أفراحي وأحزاني يهذبّني، يتسامر معي كالقمر، يواسيني، يمتلكني حتّى يصل إلى سُدّة منتهى فَمِي، يأمرني بحبٍ أن أكتبه على الورق عطرا، وعلى شاشة هاتفي شهدا..
سيأتي عليه اليوم الذي تتفوّق (...)
قبل أن أجيب دعونا قرَّائي الأعزاء نأخذ جولة قرائية من الفضاء الإلكتروني في شِعْر الهجاء في أغلب العصور:
حيث يقول الشاعر زهير بن أبي سُلمى:
فهو هنا يطعن في رجال هذه القبيلة ويشبههم بالنساء اللواتي ينتظرن المهر والأزواج.
وقول النابغة الذبياني:
ومثل (...)
وأنا أضع هذا السؤال في المقدمة كعنوان لم تكن الإجابة حاضرة في ذهني سوى لملمات قليلة لكن الأهم في كل من يلتهم العنوان قراءة ينظر للسؤال على أنه تجارة (بيع وشراء) بالضبط هذا ما أَرْمي إليه !
لأن الثقافة بضاعة وليست كأي بضاعة فهي الأغلى سِعْراً، فمن (...)
يقول الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس:
(دَع الآخرين يتباهون بعدد الصفحات التي كتبوها، أما أنا فسأتباهى بعدد الصفحات التي قرأتُها)
ويقول السعلي:
إن القراءة هي السبيل للتقاط مفاتيح تنظيم ما تخمّر في رأسك وقد يسأل سائل: فقط القراءة ؟
هنا يجب على (...)
بداية يقول: نيتشه هو فريدريش فيلهيلم نيتشه شاعر وفيلسوف ألماني من أجمل ما قاله من وجهة نظري:
الحياة جدل بين الذوق والتذوق
نسيان الغاية هو أكثر أنواع الغباء شيوعاً
ويقول السعلي:
حين تسوّل لك نفسك في الرد على أحدٍ ما ، فاغسل حرفك ثلاثا قبل (...)