لكل إنسان حاجات أساسية يعيش معها في سلام، ومتى فقدها أو فقد إحداها تهاوى إلى الضياع، واختل توازنه في الحياة، ليصبح تائهاً باحثاً عن النجاة، متلهفاً لملاذ.
حاجات فسيولوجية؛ من هواء، وماء، وطعام، ومأوى، هي ما تبقيك على قيد الحياة.
ولكي يستقر الحال؛ (...)
فصول الحكاية منذ البداية تحكي عن عزة وعروبة وأصالة، كانت كضوء ساطع بزغ من أرض الجزيرة مهبط الوحي، وكأني به يضيء الكون بعد عتمة الحروب والتنازع والشتات؛ ليكون نبراس علم ومعرفة، وحصناً حصيناً ينثر بريقه بالخير والازدهار، ويمد يده بالعون والدعم لكل (...)
يسبح الفكر في فضاء المعرفة فيولِّد الكثير من الإبداع والاختراعات، والحلول للظواهر والمشكلات، وإيجاد البدائل لما لا يمكن تجاوزه، ومما يميزه دخوله في مختلف التخصصات والعلوم والفنون؛ فيكون منارة في الطب والهندسة والصناعات والتكنولوجيا والأدب وسائر (...)
الكتابة فن ماتع؛ يبحر بك بلا قيودٍ نحو ما تفكر بنثره دون توصيف لحروفك، أو نقد لمضمونك، فالمسؤولية فيه إطار عام، رهينٌ لمعتقداتك وقيمك وما تؤمن به، بل حتى ما تشعر به، ليأتيك الحكم لاحقاً بصواب وخطأ ما أظهرت، وتحمل تبعات ما اقترفت، لتكون الوصية لمن (...)
رسالة خالدة، عمَّت أصقاع الأرض، وتناقلها المسلمون جيلاً بعد آخر، اختُص بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليبلغ قومه بأداء الفريضة، وليأتوا من كل فج عميق؛ ليشهدوا مناسكهم، ويكملوا أركان دينهم.
أيام عظام، وليالٍ مباركات، تجمع حجاج بيت الله الحرام (...)
بلد حوته العزلة، وضاق به الكون الفسيح، لينثر على سفح جبل مسكنه؛ فقد اعتاد الوحدة شعاره، والانطواء ملاذه، هرباً من مجهول لا يدركه، ومستقبل لا يستشرفه.
كانت المثالية حياته، فلا يرضى بالتقصير، ولا يروق له ضعف التدبير، ويرى الخروج عن المألوف من معضلاته، (...)
منذ فجره الأول كان للعربي الأصيل نخوة وشهامة، وكرم وشجاعة، إنه العام 1139 للهجرة والإمام محمد بن سعود، رحمه الله، يعلن «الدرعية» عاصمة للدولة السعودية الأولى كنواة لبلد باذخ العطاء، واسع الأفق، جميل المحيا، إذ أشرق على الكون بملامحه الزاهية، وقيمه (...)
أمر يستحق الثناء أن تكون منتجاً بإبداعٍ ينقلك من بعثرة الأفكار وسوء القرار، إلى التنظيم وحسن الأداء، والقدرة على التصرف في أسوأ الظروف؛ برجاحة تفكير، وحسن منطق.
فلكي نرتقي في مراتب النجاح، ونسير مع قافلة التقدم، فليكن لنا مواقف تذكر؛ فالإنسان (...)
في ليلة شتاءٍ باردة، مع وقع أمطارٍ هادرة، وحديث رياح هائجة؛ كان الفتى يئنُّ بين مطرقة الوحدة، وأنين الخوف، متلهفاً لصبحٍ يضيء له القليل من بصره.
صارع ألمه وشارف الموت، مترقباً آخر نفس من حياته؛ ليلمع وميضٌ تتشكل فيه ملامح ذكرياته، ما جعله في ذهول، (...)
أمر شائع؛ أن يغمرك اليأس، ويسيطر الإحباط على تفكيرك، فقد شعر بذلك الكثير من العظماء الذين تمكنوا من النفوذ إلى متسع من الأفكار، والاختراعات، ليكونوا نقطة مضيئة في تاريخ البشرية.
طُرد «توماس أديسون» من مدرسته بحجة البلادة، والتخلف العقلي! واستطاع (...)
في كل قُطر بصمة، وفي كل مجال ومضة، وفي كل مجد قصة؛ وطن لا يحتمل البقاء دون نماء، ولا التأخر دون حضور، يحكي لنا في كل موقف أصالته، ويبرز لنا في كل محفل حضارته، حتى حُفِر في قلوب العالم كأجمل وطن، ونُقش في قلوبنا كشريانٍ نابض بالحياة؛ يقودنا للمجد (...)
منحنيات طويلة تأخذك إلى أفق السعادة، وتعيدك إلى قاع الحزن، تشعر بقسوتها، وتطير فرحاً بجمالها، يطول بعضها ويقصر، ويغادر البعض تاركاً بصمته؛ ليبقى أثر ما طبع في قلوبنا من خير يقوي عزيمتنا، وشر نعكف على لمِّ شتاتنا بعده، وربما نتعثر فيتعذر علينا مغادرة (...)
تزينت مكة بالحجيج، وابتهجت المشاعر بالمناسك، حيث أعظم الفضائل؛ بأمل العودة بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعمل صالح متقبل مبرور.
حظي الحج بالعناية منذ فرضه، وتعاقب على خدمته الخلفاء، والأمراء، وكان لكل من وُلِّيَ أمره شديد الحرص بتنظيمه، وتفويج قاصديه بيسر (...)
لكل إنسان حاجات أساسية يعيش معها في سلام، ومتى اختل أحدها اختل توازنه في الحياة، ليصبح تائهاً باحثاً عن النجاة، متلهفاً لملاذ.. يأتي في مقدمتها «الحاجات الفسيولوجية»؛ من هواء، وماء، وطعام، ومأوى، وهي ما تبقيك على قيد الحياة.
ولكي يستقر الحال؛ احتاج (...)
رحلة مبهجة تخيم بظلالها على أيامه ولياليه برونق عذب مختلف، تارة للاستزادة من معين أجره، وأخرى للتقلب في جميل ذكرياته، وما بين هذا وذاك مسلم عابد يقوم ليله، ويصوم نهاره، ويتقرب إلى ربه بصلة رحمه، والاستزادة من أعمال البر والإحسان، بحثاً عن البركة (...)
من رافق المريض وعرف ألمه، ولازم الطبيب وعرف فضله؛ أيقن أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ويدرك ذلك.. من لاكته سود الليالي بوابل من الأنين، والكثير من الألم إنه «المريض».
دائماً ما ننسى في اكتمال الصحة المرض؛ لنعاود الكرة لفراشه بسيل من اللوم لما مضى من (...)
البعض يظنه متعة، وآخر رسالة، وغيره مصدر رزق؛ ليصل الحال ببعضهم إلى الاحتراق!.. فنحن نحيا بالعمل، ونعيش على ثماره؛ فتجد الفلاح في عمل دؤوب لاستصلاح الأرض وزراعتها، والنجار لتحسين الأخشاب وزخرفتها، والحداد لقص الحديد وسبكه، وتطور الأمر وسادت المدنية، (...)
لكل جيل قصته، ولكل مرحلة حكايتها، جوهر ذلك وطن ينثر الاطمئنان، ويبعث السعادة، ويزرع فيك الافتخار.
هذا شيخ كبير، وابنه رجل وقور، ولديه طفل صغير؛ نهلوا من معين عطائه، واحتضنهم في كنفه، ليوصي الجد ولده بأن يخبر طفله عن وطنه؛ أنه أمانة، وحفظه رسالة، (...)
يا تُرى لو قدر لحاج قبل مئة عام واسرح بخيالك لما قبل ذلك بأعوام أن يرى الحج اليوم فماذا سيقول؟
نبتهل للمولى بحج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور، لحجاج بيته الحرام.
شرف الزمان والمكان يجتمعان فينثران على الأرض السكينة والأمان؛ لتحقيق مقاصدَ من العبودية (...)
عجيب ذلك اللسان حين يتبرأ منك كأنه عدوك؛ تحنو عليه بدفء؛ ويلسعك بلهيبه، قيل في غدره «رب كلمة قالت لصاحبها دعني»، وقيل في خيانته «وهل يجر الناس في النار إلا حصائد السنتهم»، وقيل في التعامل معه «لسانك حصانك إن صنته صانك»، وما زال يتزعم قهرك بمزيد من (...)
ما أعظم تدبير الله، وما أبهى عفوه؛ جعل من رحمته مواسم الطاعات سلوة للمسلم، وبهجة للعابد، وملاذاً للخائف؛ لتأمن النفوس بمدبر الأمور، وتلوذ القلوب بعلام الغيوب، فقد كان شهر من الصيام والقيام، تنوعت به الطاعات، وفُتحت فيه أبواب الجنان، فكان الفوز (...)