من رافق المريض وعرف ألمه، ولازم الطبيب وعرف فضله؛ أيقن أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ويدرك ذلك.. من لاكته سود الليالي بوابل من الأنين، والكثير من الألم إنه «المريض». دائماً ما ننسى في اكتمال الصحة المرض؛ لنعاود الكرة لفراشه بسيل من اللوم لما مضى من تصريف حياتنا، وتركنا استثماراً يعيننا على المقاومة والنهوض السريع، فنقع بين مطرقة المرض، وأنين وخزه. قصص تُحكى، ونسيج من الروايات عن المرض؛ محورها قريب، وربما أنت. فتنوع الحديث عنها بين ذكرى تكاد تمحى، وتبعات لازمت صاحبها، وأخرى أنهت حياته؛ ليكون الفراق هو النتيجة المؤلمة! من جودة الحياة الاستثمار المتنوع في المال، والعلم، والعمل، بل حتى في تربية الأبناء؛ وكم هو مؤلم أن تنجح في ذلك كله وتفقد المتعة به! لعدم قدرتك على الابتهاج بمكتسباتك نظير مرضك، وإغفالك الاستثمار في «صحتك». إن عنايتك ببدنك عبادة كما أنه حاجة، فانظر في سلوكك وعاداتك؛ لتجد أن كل ما يدخل جوفك لك أو عليك؛ وفيصله أكل متزن، وشرب منظم، وبعد عما يحرق أحشاءك، ويتعب أعضاءك. ثم انظر إلى ما تقوي به قلبك، وعضلات جسدك؛ لتكون قادراً على التجديف في نهر الرشاقة والصحة. ولاحظ ما يؤرق فكرك، ويوهن فؤادك؛ لتنطلق إلى المجتمع بحب، باحثاً عن العلاقات التي تنقي الفكر، وتزرع الابتسامة، وتعينك على نوائب الدهر. ولا تنس ضرورة المتابعة للصحة، والاستباق لتفشي المرض؛ من خلال الفحوصات الدورية، والتحاليل المنتظمة، والتي تدلك على نتيجة استثمارك، لتهنأ بحياتك مستمتعاً بجميع مكتسباتك، فإذا أردت أن تكون مستثمراً ناجحاً.. فابدأ الاستثمار في صحتك.