يسبح الفكر في فضاء المعرفة فيولِّد الكثير من الإبداع والاختراعات، والحلول للظواهر والمشكلات، وإيجاد البدائل لما لا يمكن تجاوزه، ومما يميزه دخوله في مختلف التخصصات والعلوم والفنون؛ فيكون منارة في الطب والهندسة والصناعات والتكنولوجيا والأدب وسائر العلوم، فالفكر يولد لنا المعرفة؛ فقد ذكر أرسطو الفكر باعتباره «وسيلة لفهم العالم المادي، والتوصل للمعرفة العملية». يبقى الفكر ثراءً روحياً، ومناراً علمياً، ينثر بريقه من على متون المعرفة والعلم؛ ليضيف المزيد من النور لدى الإنسان وعلومه، فبه تبنى الأوطان، وتكتشف الاختراعات، ويرتفع الوعي نحو إحقاق العدل، وثبات القيم. الأسئلة التي ينبغي أن نطرحها، ونوسع وسائل الإدراك للتعامل معها، والإجابة عنها؛ هل للفكر ضوابط؟ وهل كل ما تجود به العقول يعد فكراً نيراً؟ وهل يمكن تعميم تجارب أي فكرة على كل المجتمعات والأعراق والديانات! يبقى فكر كل إنسان وما تجود به قريحته تحت نقد موضوعي، يبحث في الفكرة أو الأفكار بشكل إدراكي، ووعي صادق، لينظر فيها بعين الناقد، ليُرى إن كان بها تناقضات أو معارضات سابقة وليزيح الستار عما يعضدها من أدلة وبراهين صحيحة، أصدقها في الجانب التجريبي، ويتثبت منها في الجانب النظري، وينطلق بها إلى مدى نفعها، وقابليتها للتحقق، وانسجامها مع المجتمع، وقبل ذلك عدم تعارضها مع تعاليم ونصوص الشريعة الإسلامية الصحيحة؛ فالدين لا يعارض ما من شأنه نفع البشرية، بل يحثنا على إعمال العقل، وتوليد الفكر، وعِمارة الأرض. ختاماً: هنيئاً لكل صاحب فكرة راج صيتها، وعادت بالنفع لأوطانها وللإنسانية جمعاء، والحكمة ضالة المؤمن ودعوة لكل صاحب بصيرة؛ فالفكر يسع الجميع.