البعض يظنه متعة، وآخر رسالة، وغيره مصدر رزق؛ ليصل الحال ببعضهم إلى الاحتراق!.. فنحن نحيا بالعمل، ونعيش على ثماره؛ فتجد الفلاح في عمل دؤوب لاستصلاح الأرض وزراعتها، والنجار لتحسين الأخشاب وزخرفتها، والحداد لقص الحديد وسبكه، وتطور الأمر وسادت المدنية، وفُتح التعليم وأصبحت الوظيفة نتاج مخرجاته، ليكون رتم حياة مختلف، بعمل منظم، وراتب مؤجل، في وقت محدد؛ لينعم الفكر بالهدوء، وتشعر النفس بالأمان، لضمان الأجر ونيله في موعده. تسارعت عجلة الحياة، وتعايش الناس مع العمل؛ فما الذي حققته في وظيفتك بما مر بها من أحداث وما صاحبها من أفراح وأتراح؟ وهل هو ما تحلم به؟. إن من العاملين من يتقدم، ومنهم يتقادم؛ لتكون سيرة من قضى سنين عمره في العمل ما نتج عنه حاله وأخص: الصحي، والاجتماعي، والنفسي، وكذلك المالي.. فهل ما وصل إليه حالك الوظيفي يشعرك بالرضا أم ستقضي ما بقي في علاج أثاره؟ كان لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، الشغوف بخدمة بلده، وصف لما يجب أن يكون عليه المسؤول ليكون ناجحاً بجانب الكفاءة والقدرة قوله: «أهم شيء يكون الشغف عند المسؤول». فمن مخرجات شغفك بالعمل؛ الانضباط الوظيفي، فهو من أبرز الوسائل المعينة على الصحة النفسية والجسدية، والاندماج في بيئة العمل بأمان، مع رغبة في الإنجاز؛ فمن تعود الراحة صعبت عليه أبسط المهام، ليكون الشغف سبيلاً للتغيير، وتحقيق الاستقرار الوظيفي، والوقاية من الاحتراق؛ فبه تتقن عملك، وتحقق أهدافه وتؤدي مهامه بكفاءة. ختاماً: اجعل العمل في مخيلتك مكان تعلق وحب؛ لتشعر بمتعة الإنجاز، ونجاح العمل.