يدنو من قلوبنا، يلامس مشاعرنا، ينثر البشرى ويلم الشتات، نلين لعظمته، ونبتهل لفضله؛ حيث الرحمات، وفيض الأجور والحسنات. يهل هلاله فتبتسم القلوب، وتشمر السواعد سعياً بالأعمال الصالحة، ويدخل الأنس بما اعتدناه من لمة إفطار تنتظر المغيب؛ ليصدح صوت الأذان معلناً دخول وقت صلاة المغرب، ليذهب الظمأ، وتبتل العروق، ويثبت الأجر إن شاء الله. اختصه المولى -جل وعلا- بالصيام، والقيام، وصالح الأعمال، وجعل للصائم فيه فرحتين: عند فطره، وعند لقاء ربه، جعلنا الله وإياكم ممن ينالهما فتكتمل المنى، وهل بعد ذلك من أمانٍ؛ عندما يرى العبد وجه ربه العظيم، اللهم اجعله منال كل قارئ. للإحسان في شهر القرآن فضائل، حيث يسعى فيه المسلمون للبذل والعطاء، من تفطير للصائمين، ودعم للمحتاجين، وتحري الأجر بالبذل والإنفاق، والتزود من الحسنات، وفيض الأجور والرحمات؛ فقد قال عليه السلام: (أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ). ومع إطلالة عشره الأواخر يتنافس المتنافسون طلباً لرحمات مظلة، فبها ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر التي نزل بها القرآن الكريم قال تعالى: (إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) كما أن من فضل الله تعالى أن له في كل يوم من أيامه عتقاء من النار فلا يدخلونها أبداً؛ فاللهم اجعلنا منهم. أخي الصائم: تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، وصالح الأعمال، وزادنا الله وإياكم حرصاً على اغتنام عشره العظيمة بكل عمل يقربنا إلى ربنا من قول و فعل، ليشملنا الله بعفوه ورحمته وفضلة.