نُزِّل بلسانٍ عربيٍ مبين؛ ليكون بلاغاً للعالمين، حفظته الصدور، ووعته القلوب، وتكفَّل بحفظه علَّام الغيوب، وحين كان رسول الهدى -عليه السلام- في الغار أتاه الوحي من الروح الأمين، ليكون التكليف (اقرأ) لتتوالى آياته وسوره ما بين بلاغ للعمل، وقصة للعبرة، حتى اكتمل وحيُّه، وحفظه المسلمون في صدورهم؛ ثم يسر الله لعثمان -رضي الله عنه- كتابته في السطور، كأعظم مكنوز، وأجل مكتوب، فهو النبراس العظيم. إن قدسية القرآن الكريم لدى المسلمين عظيمة، ومكانته جليلة؛ فلا يرضى مسلم بالعبث به، أو تمزيقه، أو إهانة ورقه، وهذا من واجبات المسلم تجاه كلام ربه؛ فالقرآن للمسلم ربيعٌ للقلوب، ونورٌ للصدور، وضياءٌ في الدنيا والدين. وبين فينةٍ وأخرى يظهر منحرفو الفكر، ومتعصبو الباطل، ليُظهروا وقاحتهم بإيذاء مشاعر المسلمين بتمزيق ورقه، أو إهانة غلافه؛ وهنا وقفة: كان للمملكة العربية السعودية جهود تُذكر، ومواقف لا تنكر، للعناية به ونشره، وإبراز مكنونه، ومن ذلك نذكر، بفخرٍ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف؛ الذي بلغت مطبوعاته مشارق الأرض ومغاربها؛ ليسهل للمسلمين الوصول إليه، وحفظه والعمل به. ودوماً تأتي المواقف الراسخة، والنهج الثابت، وبنبرةٍ حازمة؛ من خلال وزارة الخارجية السعودية بإدانة واستنكار كل مساسٍ بالمصحف الشريف، والتنديد بذلك في موقف دولي بطولي مشرف يدل على اهتمام المملكة العربية السعودية بكتاب الله، وكذلك دورها البارز من خلال منظمة العالم الإسلامي في دعم ونُصرة الإسلام والمسلمين. فلكل مسلم؛ هذه إطلالة سريعة لعمل دؤوب من قيادة نبيلة، وحكومة رشيدة، في جهودها للعناية بالقرآن الكريم ونشره وتعليمه، فهو شفاء للصدور، وسعادة في الدنيا والدين. ختاماً: كفاك وطني هم العناية بكتاب الله، فهلّا كنت حصيفاً واعتنيت بقراءته وفهمه وحفظه. أخيراً.. للقرآن الكريم في قلوبنا مكانة، ولقيمته لدى قيادتنا عناية، ولدوره في حياتنا قصص وحكاية؛ لعظيم بلاغته، وإعجاز وصفه، وجميل أثره، فلن نرضى بإهانةٍ لورقه، ولن يُمَّحى من قلوبنا حبه، رزقنا الله حسن تلاوته وحفظه.