تشرق الشمس ببهاء فتلامس بسحرها حبات الرمال، وتنساب بضوئها لتداعب أمواج البحار، فتنشر ترانيم الأمل، لتضم بأحضانها سحر الطبيعة، بارزة ملامح شبه الجزيرة، وما أن تغيب حتى يبعث الشفق السكون، ويرسم سحره بفنون، ليخيم الليل في أمان، ويسري بنسيمه متغلغلاً في جسد الطبيعة كنسيم عليل؛ ليحضن بدفئه أرض الأناقة، ومهبط الوحي، ومبعث النبي، متباهياً بحضارة عاد وثمود، وشيء من ناقة صالح، وبقية من سبأ. إطلالة فريدة لموطن مهيب بأطرافه المترامية، وتضاريسه الجامحة، جامعاً بين دفتيه السهل والجبل، والصحاري والهجر؛ ليضم بين جنباته التاريخ والحضارة، فيبهر العالم متباهياً بالإرث والأصالة، متسلحاً بمقومات الحاضر، وسحر المستقبل. اجتمع الحُسن في موطن الإحسان، ليعم بنفعه الدنيا حاملاً لواء الحج والعمرة، ناشراً للعالم الأمان؛ ليضيء الأرض بشيء من مكنوزه، ويتصدر الإنتاج بمزيد من الطاقة، فيتربع على عرش منتجيها، حاملاً لواء مصدريها. إنه امتداد الماضي بجماله، والحاضر ببهائه؛ فالدرعية عاصمة الدولة، والتاريخ يكتب الأمجاد؛ إنه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله واضع لبنة الصرح العظيم، مؤسس الكيان المهيب قبل ثلاثة قرون؛ لتكون نواة جامحة لدولة عظيمة عام 1727م يطل على العالم بأسرة ببزوغ فجر مملكة الإنسانية. يا الله يا للي لا إله غيرك يا ناصر جنده على العدوان نداء للرجال؛ ليكون الجواب «أبشر.. أبشر» وحامل الراية يرفع «البيرق» متباهياً بأعظم علم، متزيناً بتوحيد الله العظيم «لا إله إلا الله، محمد رسول الله». إنه العام 1902 فشعب الصملة، وجيل الهيبة، يلتفون حول القائد العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، قبل أكثر من قرن ليعلن توحيد البلاد، واكتمال العقد الفريد، لجوهرة العالم المشعة؛ «المملكة العربية السعودية» حيث الماضي المهيب، والحاضر الزاهي، والمستقبل المشرق، إنه بحق «تأسيس وريادة».