في الوقت الذي يشتكي فيه المنتمين للتيار الإسلامي في السعودية من الهيمنة الليبرالية على الصحف الورقية المحلية– برأيهم – ، اتجه البعض إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لمناهضة المقالات والآراء الليبرالية المنشورة عبر الصحف وذلك عن طريق البريد الإلكتروني بواسطة رسائل يومية تتضمن متابعة يومية ودقيقة للكتاب والصحف مع الرد عليها أحيانا والدعوة أحيانا أخرى لاستنهاض المسئولين لاتخاذ اللازم حيال ما يرونه من مخالفات . الهيئة والاختلاط والدفاع عن المشايخ والدعاة والسينما وقيادة المرأة للسيارة هي أبرز القضايا الحاضرة في أجندة الدفاع الإسلامي في المعركة الإلكترونية ضد الليبراليين السعوديين. في السطور القادمة نلقي الضوء على مجموعتين من أبرز المجموعات البريدية العاملة في هذا المجال، والتي لاقتا رواجا واسعا. حتى لا تغرق السفينة [حتى لا تغرق السفينة] هو الشعار الذي ترفعه مجموعة مصلح البريدية والتي تقوم بالرصد اليومي للصحف الورقية السعودية وبعد المواقع الإلكترونية، والمجموعة تركز في سياستها غالباً على جمع الأخبار والمقالات والتقارير المتعلقة بقضايا اختلاط الرجال بالنساء في السعودية والهجوم على هيئة الأمر بالمعروف والآراء التي تراها مخالفة للدين من قبل الكتاب السعوديين داعية إلى الاحتساب في الناصحة ومراسلة المسئولين لمنع هذه المنكرات – برأيهم - . وتقوم المجموعة بإرسال ملخص لرصدها الصحفي عبر ملف مرفق بصيغتي الوورد وpdf يحتوي على نسخ ولصق لأهم الموضوعات التي تندرج تحت الإطار السابق ذكره ارتأت اختيارها سواءً كانت تؤيد محتواها أم تخالفه، بينما تحتوي الرسالة على أبرز الأخبار مع التعليق على بعض المحتويات، في حين تكون رسالة الجمعة ملخصاً للرصد الأسبوعي وأهم الموضوعات التي اشتمل عليها الأسبوع. aboaziz وفي عمل مشابه لكنه أكثر فردية يحرص أبو عبد العزيز كما أسمى نفسه على متابعة الأخبار اليومية وانتقاء بعضها للتعليق عليها بكلمات مختصرة مع وضع لينك المصدر، أو نشره لمقال لأحد المشايخ أو الدعاة ردا على بعض الكتاب. أبو عبد العزيز أو aboaziz- بحسب الرسائل الواردة من إيميله – والذي بدأ مهمته منذ 3 سنوات يقوم بإرسال رسائل يومية للعديد من الكتاب والكاتبات والإعلاميين خاصة تحت عنوان للاطلاع بهدف أن يقال للمحسن أحسنت ( فيزيد خيره ) ،وللمسيء أسأت (فيقل شره ) ! – بحسب قوله- وعن السبب الذي دفعه لمثل هذا العمل يقول:بحكم اطلاعي اليومي على الصحف أحزنني تزايد نشر المنكرات والمخالفات الشرعية الظاهرة - على حد تعبيره - ومنها على سبيل المثال :صور السفور والتبرج والاختلاط و مقالات الدعوة لقيادة المرأة للسيارة ومقالات الدعوة للرياضة النسائية خارج المنزل ، ومقالات الترويج للسينما، وكيل التهم جزافا للهيئة فور نشر أي خبر تكون الهيئة طرفا فيه وذلك قبل أن تبدأ اللجان الرسمية مباشرة التحقيق في القضية . وأضاف: وانطلاقا من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره ... الحديث ...) أقوم بإرسال هذه الرسائل بهدف النصيحة. غير أنه لم يبدي اكتراثه كثيراً لاستجابة الكتاب من عدمها مرجعا ذلك إلى أن ذلك بيد الله سبحانه وتعالى مستدلا بقوله ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )، منوها في الوقت ذاته إلى أن استجابة البعض ورده الإيجابي على رسائله، في حين كثيرا ما يتلقى رسائل غاضبة من الكتاب من الجنسين ويقوم بتحقيق رغبتهم بحذف عناوينهم الذي أضافها مسبقا دون علمهم، معتبرا غضبهم من الكيل بمكياليين حيث أنهم يبادرون بنقد الغير فيما يختنقون من النقد الموجه لهم – بحسب قوله .