اندلعت معركة بالأيدي على هامش محادثات السلام في جنيف يوم الخميس بين أنصار الفصائل المتحاربة المختلفة في اليمن فيما يؤكد على الانقسامات التي أحبطت جهود الأممالمتحدة في الوساطة في هدنة في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر. وقطع أنصار الحكومة اليمنية مؤتمرا صحفيا عقده مسؤولون في جماعة الحوثي المدعومة من ايران في جنيف يوم الخميس ورشقوهم بالأحذية ووصفوهم بأنهم "مجرمون" و"كلاب" و"يقتلون الأطفال" في اليمن. ويشن تحالف تقوده السعودية غارات جوية على الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ قرابة ثلاثة أشهر. وقالت مصادر قبلية إن القتال استمر يوم الخميس حيث قتل نحو 30 شخصا في اشتباكات بين الحوثيين ورجال القبائل في محافظة مأرب بوسط البلاد بينما تعرضت العاصمة صنعاء لضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين. وتعمل محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة في جنيف على الجمع بين الفئات المتنافسة ومن المقرر ان تختتم المحادثات يوم الجمعة أو السبت وتحدث المندوبون عن عدم تحقيق تقدم يذكر نحو التوصل إلى الهدنة التي دعت إليها الاممالمتحدة. واحتفظ حمزة الحوثي الذي يرأس وفد الجماعة في محادثات السلام المنعقدة في جنيف برعاية الأممالمتحدة برباطة جأشه خلال الشجار الذي استمر عدة دقائق وبدأ حينما توجهت امرأة إلى المنصة ورشقته بحذاء. ثم نشبت معركة بالأيدي بين الحوثيين ومحتجين قبل اقتياد المحتجين الى خارج المكان. مشاحنات ------------ وقال ياسر العواضي ممثل المؤتمر الشعبي العام المتحالف مع الحوثيين إنهم يؤيدون هدنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. لكنه تابع أنه لا يعتقد أن السعودية تؤيد هذا مضيفا أن الأمر يرجع إليهم. لكن خالد بحاح نائب الرئيس اليمني لمح إلى أن الحوثيين سيستغلون وقف إطلاق النار لتوسيع نفوذهم. وقال للصحفيين في الجامعة العربية بالقاهرة "نحن نتمني هدنة إنسانية دائمة وليس هدنة مؤقته لأن الهدنة المؤقتة تستخدم في إطار التوسع في الحروب وفي إطار تكتيكي من بعض الأطراف." وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) يوم الخميس إن قتيلين سقطا وأصيب 60 شخصا بجراح في تفجير أربع سيارات ملغومة قرب مساجد بالعاصمة صنعاء ومقر لجماعة الحوثي يوم الأربعاء. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت عشية أول أيام شهر رمضان. ويعاني اليمن أزمة إنسانية إذ تشهد مناطق كثيرة اشتباكات. وتسبب حصار شبه كامل يفرضه التحالف في قطع إمدادات الغذاء والوقود والدواء. وذكرت مصادر طبية في مدينة عدن أن نحو 20 شخصا بينهم طبيب توفوا بحمى الضنك في حي كريتر يوم الأربعاء بعد تفشي المرض بسبب ضعف الخدمات الصحية ونقص المياه. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء إن 19 من بين 22 محافظة يمنية تعاني أزمة غذاء أو حالة طوارئ. وأضاف "اليمن بحاجة ماسة إلى توقف القتال." وقتل أكثر من 2600 مدني ومقاتل منذ بدء الصراع في أواخر مارس آذار.