لليوم الرابع على التوالي سجلت الأممالمتحدة فشلا ذريعا في التوصل إلى حل للأزمة اليمنية بسبب تعنت وفد الحوثيين في الانصياع لعدد من الشروط التي فرضتها الشرعية اليمنية، فيما قطع المتمردون مؤتمرا صحفيا بعد أن شهد مشادة كلامية وعراكا بالأيدي بين أنصار للحكومة ووفد الحوثيين وقيام ناشطة يمنية تدعى ذكرى العراسي بقذف حذائها على رئيس الوفد حمزة الحوثي، متهمة إياهم بتدمير اليمن وارتكاب القتل الجماعي. ووسط تمسك مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بتفاؤله لتسوية الأزمة رغم التأجيلات المتكررة والعقبات الكثيرة، قال وزير الخارجية ياسين عبدالله إنه يأمل أن تسفر الساعات المقبلة عن بعض النتائج، مضيفا "تناولنا مع مبعوث الأممالمتحدة المستجدات في كيفية البدء في المشاورات التي لم تبدأ حتى الآن، بسبب امتناع وفد الميليشيات الحوثية وصالح عن إعطاء أي تصور واضح". وفي شأن متصل، ألمح نائب الرئيس اليمني خالد بحاح خلال مؤتمر صحفي بالجامعة العربية أمس، إلى أن الحوثيين يريدون هدنة موقتة تهدف إلى توسيع نفوذهم، مشيرا إلى أن الهدنة الدائمة مطلب، بدلا عن الموقتة التي تستخدم في إطار التوسع في الحروب. سجلت الاجتماعات الدائرة في جنيف برعاية الأممالمتحدة بهدف حل الأزمة اليمنية أمس، فشلا جديدا ولليوم الرابع على التوالي، بعدما لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مع جماعة الحوثي المتمردة والمدعومة من إيران حول البنود التي حددها وفد الحكومة اليمنية الشرعية بجنيف، فيما قطع أنصار الحكومة مؤتمرا صحفيا عقده مسؤولون في الجماعة المتمردة، ورشقوهم بالأحذية ووصفوهم بقتلة الأطفال. وصاح أحد أنصار الحكومة "إنهم يقتلون الأطفال في اليمن" قبل أن ينشب عراك بالأيدي بين الجانبين. وتم اقتياد الرجل بعيدا بعد ذلك، بينما قامت ناشطة يمنية تدعى ذكرى العراسي وكذلك رجل يمني أخر برشق حمزة الحوثي الذي يرأس وفد الجماعة في المشاورات بالأحذية، خلال وجوده على المنصة. في الغضون، قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تصريحات إعلامية أمس، إنه على الرغم من التأجيلات المتكررة والعقبات الكثيرة فهو مازال متفائلا بشأن المشاورات بين أطراف النزاع في اليمن والجارية حاليا في جنيف. وحول ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم في المشاورات التي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أربعة أشهر في اليمن، قال ولد الشيخ "نعتقد ذلك، مازلنا متفائلين". جاء ذلك بعد اجتماع قصير للمبعوث الأممي مع مسؤولي الحكومة اليمنية في فندق بجنيف أمس، في اليوم الرابع من المحادثات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتي لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن. وقال وزير الخارجية اليمني ياسين عبدالله رئيس وفد الحكومة بالمحادثات، إنه يأمل أن تسفر الساعات المقبلة عن بعض النتائج. وأضاف "تناولنا مع مبعوث الأممالمتحدة، ما هي المستجدات في كيفية البدء في المشاورات التي لم تبدأ حتى الآن حقيقة بسبب أن وفد الميليشيات الحوثية وصالح مازالوا يمتنعون عن إعطاء أي تصور واضح". أضاف "لكن نتمنى أنه في الساعات القادمة أن تكون هناك استجابة لهم أو استجابة منهم في أن يأتوا للتشاور تحت مظلة الأممالمتحدة تحت مظلة الشرعية". وحول انفجار سيارة ملغومة قرب مساجد ومقر لجماعة الحوثيين في صنعاء ما أدى إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 50 شخصا في هجمات منسقة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، قال عبدالله "نحن جميعا ندين هذه الانفجارات، ندين كل الأعمال الإرهابية من أي طرف كان. لكنها في الأخير السبب في أن هناك الآن انفلاتا أمنيا غير طبيعي في داخل كل بلدان اليمن". وأضاف "إذا كانت ميليشيات الحوثي وصالح تدعي أنها تسيطر على الوضع فهذا دليل مؤكد على أن هذه الانفجارات والأعمال الإرهابية والإجرامية على أنهم لا يسيطرون على شيء". وعلى صعيد متصل، قال مسؤولون إن مبعوث الأممالمتحدة اجتمع مرة أخرى مع وفد الحكومة اليمنية في وقت لاحق مساء أمس، مشيرين إلى توقعات بامتداد المشاورة لمدة يوم أو يومين. وفي السياق، ألمح خالد بحاح نائب الرئيس اليمني خلال مؤتمر صحفي بالجامعة العربية أمس أن الحوثيين يريدون هدنة مؤقتة لتوسيع نفوذهم، وقال "نحن نتمنى هدنة إنسانية دائمة وليس هدنة مؤقتة لأن الهدنة المؤقتة تستخدم في إطار التوسع في الحروب وفي إطار تكتيكي من بعض الأطراف". ومن جانبه، أكد مجلس الجامعة العربية مُجدّداً دعم ومساندة الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية وما يبذله من جهود وطنية مُخلصة للمحافظة على كيان الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية. وجدد المجلس في بيانه الختامي لاجتماعه التشاوري الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن، تأييده لقرار القمة العربية في شرم الشيخ الذي أعرب عن التأييد التام للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، بناء على دعوة من الرئيس هادي. وأعرب مجلس الجامعة العربية عن أمله في أن تؤدي هذه الإجراءات العسكرية الاضطرارية والجهود السياسية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن، مطالبا جماعة الحوثيين بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى والمؤسسات والمصالح الحكومية، وإعادة تطبيع الوضع الأمني في العاصمة والمحافظات الأخرى وإعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى السلطات الشرعية الدستورية.