أحدث خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأربعاء، جدلاً على الساحة البحرينية بين مؤيد ومعارض. ففي حين ثمنت جمعية الوفاق الوطني المعارضة، الخطاب خصوصاً ما يتعلق بموضوع ضرورة التحول إلى الديمقراطية، في حين بالمقابل أبدى تجمع الوحدة الوطنية استغرابه من دعوة أوباما للحوار مع "الوفاق"، التي قالت إن الوقائع والأحداث أثبتت "أنها جمعية طائفية تمارس عمليات الإقصاء وفقا لنظرية دينية أصولية شيعية تقوم على نظرية ولاية الفقه." تفصيلاً، ثمنت جمعية الوفاق الوطني، التكتل الشيعي المعارض، خطاب أوباما خصوصاً ما يتعلق بموضوع ضرورة التحول إلى الديمقراطية، وأعلنت عن استعدادها لحوار مباشر لتحقيق الانتقال للديمقراطية الحقيقية. وأكدت الوفاق في بيان لها تبنيها لما طرح في العمل على التغيير السلمي الذي يستجيب لمطالب الشعب، مؤكدةً الحاجة الضرورية والملحة للتحول الديمقراطي في البحرين وأن شعب البحرين تواق للحرية والديمقراطية ومن اللازم العمل سريعاً في ذلك التحول لأن الأوضاع في البحرين لا تحتمل مزيداً من التراجعات السياسية الكبيرة والتدهور في واقع حقوق الإنسان والتراجع الاقتصادي والتنموي، على حد قولها. وأكدت الجمعية أن وضع البحرين بحاجة لمزيد من المتابعة والاهتمام الدولي المستمر لدعم التوجهات الداعمة للتحول الديمقراطي. وشددت على ما طرحه اوباما بأنها تؤمن بأن الروابط الوطنية التي تجمع البحرينيين ستكون أقوى مما يفرقهم إذا تحولت البحرين للديمقراطية وحكمتها قيم الحرية والمواطنة. بالمقابل، أبدى تجمع الوحدة الوطنية استغرابه من دعوة الرئيس الأمريكي للحوار مع جمعية الوفاق التي قالت إن الوقائع والإحداث "أثبتت بأنها جمعية طائفية تمارس عمليات الإقصاء وفقا لنظرية دينية أصولية شيعية تقوم على نظرية ولاية الفقه." وطالب التجمع أوباما بعدم تبنى موقف الطرف الذي لا يعترف بالقوى الأخرى ولا يعترف بمكونات المجتمع الأخرى، مشيراً إلى أن أي دعم لطرف على حساب الأطراف الأخرى سيكون خطراً على الوحدة الوطنية التي ندعو إليها. وقال التجمع في بيان صدر عنه بعد خطاب أوباما حول عدم اعتراف الرئيس الأمريكي بكافة القوي السياسية في البحرين إنه تابع خطاب الرئيس الأمريكي حول الأوضاع في المنطقة العربية وعلى وجه الخصوص ما ورد في كلمته حول الأوضاع في البحرين. وأشار البيان إلى أن الوقائع والإحداث في البحرين خلال الفترة الماضية "أثبتت بأن حركتها على اتصال وتنسيق مع حزب الله الذي تصنفه الولاياتالمتحدة بأنه حزب إرهابي بينما يتجاهل الرئيس أوباما تجمع الوحدة الوطنية وهو القوة المعارضة الرئيسية الذي يضم في عضويته كل أطياف المجتمع البحريني من ديانات ومذاهب وأقليات ويطالب بإقامة مجتمع مدني." وأضاف: "ونحن في التجمع نرى بأن الحل يقوم بالاتفاق بين الدولة وجميع الأطراف السياسية على الساحة البحرينية دون استثناء. لذلك فإننا نطالب أوباما بأن لا يتبنى موقف الطرف الذي لا يعترف بالقوى الأخرى ولا يعترف بمكونات المجتمع الأخرى وأن أي دعم لطرف على حساب الأطراف الأخرى سيكون خطراً على الوحدة الوطنية التي ندعو إليها." يشار إلى أن أوباما قال في خطابه بالأمم المتحدة الأربعاء إن "البحرين اتخذت خطوات في اتجاه الإصلاح والمساءلة ولكن المطلوب أكثر من ذلك." وأضاف: "أمريكا هي صديق مقرب من البحرين وسوف نستمر في دعوة الحكومة والوفاق كتلة المعارضة الرئيسية السعي إلى إقامة حوار هادف يجمع التغيير السلمي الذي يستجيب للشعب. نؤمن إن الروابط الوطنية التي تجمع البحرينيين معا يجب إن تكون أقوى من القوى الطائفية التي قد تفرقهم."