منذ سنوات واثناء حرب الروس مع الأفغان انتشرت ظاهرة شريط الكاسيت الإسلامي وفتحت رخص التسجيلات الإسلاميه على مصراعيها وكثرت محلات التسجيلات الإسلاميه ومؤسسات الإنتاج الاسلامي . وكانت غالبية انتاج تلك المؤسسات خطب ومحاضرات دينيه لمشايخ جلها كان يدعو الى الجهاد ونصرة الاخوان المستضعفين بالارض . ظهرت خطب ساهمت في تأجيج الشارع العام وخصوصا الشباب اليافع الذي كان يقرأ ويسمع من أولئك المشايخ قصصا وبطولات عن صولات وجولات المجاهدين في سبيل الله معظمها قصص وهمية .كان الشريط الاسلامي آنذاك يوزع مجانا في المدارس والمتاجر والأرصفة والشوارع ،بل ودخل حتى على المنازل وأصبح للشريط الإسلامي نجوم تبيع بالملايين وأسماء لأشخاص صنفوا على أنهم دعاة اكتسبوا شهرة مازال بعض منهم يقتات منها حتى الآن.الشريط الإسلامي ساهم في تأجيج مشاعر الكثيرين من الشباب منهم من سافر لنصرة إخوانه في أفغانستان ومنهم من تزمت وأصبح ناقماً على كل شيء ومكفراً لكل شيء .وكانت النتيجة نشأة جيل متوتر ومتطرف كاد ان يوصل البلد الى هاوية لا يعلم مداها إلا الله . ما حدث في السنوات العشرين السابقه يحدث الآن وان بصورة أكبر وتأثير أعمق، واستبدل ترخيص الشريط الإسلامي بالقناة الفضائية والصحيفة الإلكترونية، وتعددت القنوات الفضائية لدرجة أصبح من الصعب السيطرة على الوضع . ساهمت هذه الفضائيات بإثارة العديد من السلبيات في المجتمع وكثرت معها التحذيرات للقائمين على عربسات ونايل سات بوضع قيود ومعايير لمنح التراخيص لقنوات جديدة ليس لجماً للحريات إنما لتقنين ما يعرض في تلك القنوات من تهديد للأمن الوطني واللحمة الوطنية لكن لم يسمع أحد والنتيجة ما يحدث حالياً من تجاوزات وصلت حتى الأعراض والأفراد والحريات الشخصية .وما حدث الأسبوع الماضي على إحدى القنوات الفضائية من مشاحنات ومهاترات وسباب شخصي بين المتحاورين اكبر دليل على ما تقدمه تلك القنوات للمجتمع من توتر ومشاحنات، وتأكيدا على ان بعض الاعلاميين العاملين في تلك القنوات لا يهمهم إلا الإثارة الرخيصة . إن التوسع في منح التراخيص لصحف الكترونية ومكاتب لقنوات فضائية والدعم المستمر من مختلف الجهات الرسمية لمواقع التواصل الاجتماعي كفيل بوضع المجتمع على مشارف هاوية جديدة لا يعلم مداها إلا الله لأن ما يبث وينشر حالياً يؤصل لظاهرة العنف والرأي الواحد ، ويلغي كل محاولات الدولة لنشر ثقافة الحوار والتعامل الخلاق مع الاخر ،وظهور جيل تكفيري من نوع مختلف .