طارق إبراهيم - الوطن السعودية وفقا للصحافة الكويتية أخذت الأزمة السياسية الداخلية الكويتية منحى خليجيا بعد اتهامات أطلقها النائب فيصل الدويسان ضد المملكة. الدويسان قال إنه تبين أن60 شخصا ممن اقتحموا مجلس الأمة من دولة خليجية، وتساءل قائلا "ماذا يفعل هؤلاء في شأن كويتي داخلي؟ هذا يبعث علامات استفهام بأن هناك أيادي خارجية قلقة ومؤرقة من الديموقراطية الكويتية، ولا تريد لهذه الديموقراطية أن تنتقل إليها، وأن دولا أيضا في الخليج تعيش صباحا ومساء حالة من القهر والديكتاتورية، ولا تريد للتجربة النسائية في الكويت أن تنتقل إليها، فهم يعيشون حالة من الكبرياء تعودوا عليها، ومواطنوهم دائما يرحبون ويشيرون للتجربة الكويتية". انتهى كلام النائب الدويسان، وثارت ردود الكويتيين من داخل المجلس وخارجه منتقدين اتهام الدويسان للسعودية في مثل هذه الأحداث ونقلت الصحافة الكويتية كل ذلك. النائب مسلم البراك رد على الدويسان قائلا "الشعب يعلم أن الخطر الحقيقي يأتي من العراق وإيران، وأنت أعلنت لشبكة إعلامية خارجيه أنه قبض على 60 خليجيا دخلوا مجلس الأمة، وأن هدف بلادهم زعزعة الأمن في الكويت. وبما أنك حولت نفسك ناطقا باسم وزارة الداخلية فعليك أن تثبت ذلك". والحقيقة أن مثل هذا الاتهام وفي هذا الوقت معروف مغزاه، ولست بحاجة للغوص في تحليله وكشف مغزاه، ولكن التصريح الذي أدلى به النائب جمعان الحربش يكفى لتأكيد ما أقول، فالحربش صرح للصحافة الكويتية أن النائب مسلم البراك أخبر زملاءه النواب، قبل تجمع الأربعاء، أن لديه معلومات أكيدة أن أوامر صدرت لبعض أفراد وزارة الداخلية بارتداء لباس خليجي والتواجد بين الحضور، حتى تصور بعد ذلك وسائل الإعلام الفاسد أن الحشد وراءه توجيهات خارجية. وأوضح الحربش عبر حسابه في "تويتر" أنهم تراجعوا عن ذلك بعد انكشاف الخطة وبعد تسرب معلوماتها في "تويتر" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي. وإن كانت شهادة النائب الكويتي هذه لا تكفي، فنقلا عن الصحافة الكويتية أيضا، أكد النائب محمد المطير للنواب في ساحة الإرادة رؤيته لما يقارب 30 شخصا يلبسون (شماغ) و(دشداشة بيضاء) يقفون خلف أحد حواجز رجال الأمن بعد منتصف ليل الأربعاء. ووصف الحربش الأوامر بلباس اللبس الخليجي والوجود في ساحة الإرادة، بصور الحرب "القذرة" لينسب هذا الحراك الشعبي لدولة خليجية. ما ينبغي أن يعلمه فيصل الدويسان أنه حتى لو وجد من بين من اقتحموا مجلس الأمة سعوديون ممن يعيشون في الكويت ويحملون الجنسية المزدوجة الكويتية والسعودية فإن مشاكل بعض نواب مجلس الأمة مع بعضهم البعض لصالح أو ضد أطراف في الحكومة الكويتية ممن هم أيضا مع أو ضد التوجهات الإيرانية في الخليج، لن تفلح في مثل هذه السيناريوهات السخيفة بهدف تشويه سمعة المملكة، لتصب في مصلحة الطرف المتهم بمعاداتنا ومحاولته اغتيال سفرائنا، وشعب الكويت في عمومه يعلم أنه ليس من مصلحة السعودية البتة أن تعيش الكويت فوضى أمنية أو سياسية. بقي أن أهمس في أذن النائب الدويسان أن الديموقراطية الكويتية الحالية ومن بداية التسعينات غير مغرية مطلقا لتصاب ب (العين الحارة)، وعلاقة المملكة بالكويت الرسمية والشعبية لن تفلح إيران وأذنابها في النيل منها أو زعزعتها!