في حديثه للأستاذ داود الشريان في برنامجه المميز «واجه الصحافة»؛ كشف نجم الكوميديا السعودية ناصر القصبي, كما لم يفعل من قبل, واقع الدراما والكوميديا في السعودية وشخّص المشكلة بشكل صريح حين اتهم القنوات الفضائية بالمساهمة بتسويق الاستهبال والتهريج من خلال دعمها للأعمال السطحية. كان القصبي واضحاً وهو يتحدث عن العمل الذي شغل الناس على مدى عقدين من الزمان «طاش ما طاش» معترفاً بأن ما كان يقدمه المسلسل خلال تلك الأعوام مجرد حكي وإن تميّز البرنامج وصموده طيلة هذه الفترة كان بسبب معالجته لقضايا تعتبر ضمن دائرة «الخطوط الحمراء». والقصبي الذي يعتبر النجم السعودي الأول بموهبته اللافتة التي منحته القدرة على التميز في جميع الأدوار؛ بدا في اللقاء وكأنه قد ملّ من «طاش» ويريد الانعتاق منه بأي طريقة بحثاً عن فضاءات جديدة يمارس فيها موهبته التي باتت اليوم أكبر من «طاش» نفسه. إن من تحدث في ذلك اللقاء كانت موهبة القصبي التي سئمت سجن «طاش» وتريد الحرية بعد 19 عاماً من الأسر. مشكلة القصبي أنه حبس نفسه داخل إطار عمل واحد أغلب سنوات عمره الفني, مُكرراً نفسه في شخصيات «فؤاد وأبو هزار» وغيرها, دون ارتقاء لما يليق بموهبته الصريحة التي يعترف بها الجمهور السعودي بكافة أطيافه. ولو أنه لم يبق أسيراً لتلك الشخصيات, وقام منذ وقت مبكر بالتنويع في أدواره ومسلسلاته, لربما أصبح سجله الفني اليوم يحمل أدواراً عظيمة تفوق ما قدمه في طاش. ترى كم من الفرص الكبيرة ضاعت على موهبة القصبي بسبب الإصرار على البقاء في سجن طاش؟. إن الأدوار المسرحية والتلفزيونية الرائعة التي قدمها القصبي في بداياته قبل مرحلة طاش تقول إننا أمام ممثل استثنائي يمكنه أن يقدم الكثير ليس على مستوى الخليج فحسب بل أيضاً على المستوى العربي. ولكن لأن طاش هو «الدجاجة التي تبيض ذهباً» فسيبقى القصبي مرغماً على تكرار نفسه كل سنة بنفس الشكل ونفس الشخصيات.. والخاسر الأكبر هي الدراما السعودية التي خسرت أداءات عظيمة كان يمكن أن ترى النور لو أن فناننا الكبير تحرر من سجنه الطويل.