لم تفلح المرة الوحيدة و«النادرة» التي يظهر فيها الثنائي الكوميدي ناصر القصبي وعبدالله السدحان «تلفزيونياً» خارج إطار «طاش ما طاش»، في خلق حضور تلفزيوني مفيد، ويجيب على الأسئلة التي فاض بها المشاهد السعودي ليس عن «طاش 18» وبحسب، وإنما عن «طاش» الذي سبقه، إذ جاء ظهور «الثنائي السعودي» الأشهر، في برنامج «واجه الصحافة» الذي يقدمه داود الشريان، مرتبكاً، ومتناقضاً، ولا يمنح إجابات كاملة – حتى وإن لم تكن وافية شافية - كما أن الحوار التلفزيوني الذي تم تسجيل مجرياته في أواخر شهر رمضان المنصرم، كشف عياناً بياناً عن الخلاف «الحاد» الذي ضرب أطنابه بين القصبي والسدحان قبل ثلاثة أعوام، وحاول الاثنان حجبه عن وسائل الإعلام والناس قدر استطاعتهما، لكن السدحان، الذي حضر في اللقاء بصورة «ضعيفة» و«مهزوزة» تطوقها آلاف علامات التعجب والاستفهام، أزاح الغطاء عن هذا الخلاف، وهو يعزل نفسه عن أراء رفيق دربه القصبي، ويتبرأ منها، ويؤكد أنها تخصه وحده، بل إنه قال في الحلقة التي حل فيها الكاتب سعد الدوسري ضيفاً ثالثاً، تعليقاً على رأي طرحه القصبي عن رغبته في توقف «طاش»: «عمرك ما اتفقت معي أبد»، كما أنه وفي الوقت الذي أعترف فيه نجم الكوميديا والدراما السعودية ناصر القصبي بأن «طاش» يجب أن يتوقف، وأن انتقال أبطاله من عباءته سيكلف ثمناً كبيراً مع صعوبة بالغة في صنع بديل بنفس الحجم، تساءل السدحان: «وين بتروح؟». وإن بدأ ناصر أكثر هدوء وعقلانية في إجاباته على أسئلة الشريان وملاحظات الدوسري وانتقاداته، فإن عبدالله كان حاداً وشرساً ورافضاً لكل تعليق يمسّ «طاش»، بخاصة في ما يتعلق بأن معظم ما يقدم فيه هو «تهريج واستهبال»، وقال: «ما نقوم به في طاش هو دراما الموقف والأعمال الخليجية مليئة بالتهريج والاستهبال وهذا معيب»، وامتداداً للاختلاف المعلن بينه وبين القصبي، عارضه في رأيه حول وجود أزمة نص، وأوضح: «طاش خارج ذلك بوجود عدد من الكتاب»، لافتاً إلى أن من أبرز أسباب الاستهبال ضعف النص، وأضاف: «أنا ضد من يعتقد أن انتقاد الخدمات الحكومية هو أمر خارج رسالة الفن بل هو جزء من الفن الحقيقي». ووجّه السدحان انتقادات صريحة إلى جهات حكومية اتهمها بانعدام التعاون وتوجسها غير المبرر من «طاش، وطرد فريق العمل من عدة مواقع للتصوير في الرياض، على رغم وجود التصريح الرسمي». وظهر عبدالله في اللقاء التلفزيوني - بحسب مشاهدين - «متأففاً» – وكأنه أرغم على الظهور فيه - محتداً ضد الانتقادات الموجهة ل«طاش» واختلف في كثير من النقاط مع شريكه ناصر، قبل أن يرد على سؤال حول كون «الجميع في طاش كومبارس ما عدا أبطال العمل»، بقوله إن «طاش أخرج مجموعة مميزة هذا العام من النجوم، وكثير ممن أبرزهم «طاش» في أعمال سابقة أصبحوا منتجين فنيين». لكن القصبي لم يجد حرجاً، وهو يعترف على الملأ أنه خلال 25 سنة من العمل الكوميدي والدرامي لم يشعر يوماً بأنه أمام حوار حقيقي، وقال: «الموجود هو مجرد حكي، والقنوات الفضائية أسهمت في ترويج وتسويق الاستهبال والتهريج»، مشيراً إلى أن الدراما الخليجية أيضاً لم تسلم من الوقوع في ذات الفخ، واصفاً المناخ العام لتطور الدراما ب«المناخ غير الملائم»، مبدياً استغرابه من المصاعب وانعدام الدعم اللوجستي الذي صاحب تصوير حلقات «طاش 18» ووصفه بالمنعدم، وقال «هناك سلوك عجيب ومؤذٍ من الشارع العام لنا أثناء التصوير». مستشهداً «حتى غرفة سجن لم يسمح لنا بالتصوير فيها»، وأضاف «من المحتمل وجود نظرة غريبة نحو «طاش» تحديداً، الذي فقد بعض الدعم الذي كان يجده في سنوات سابقة، على رغم أننا قدمنا نصوصنا وكنا في غاية الوضوح». القصبي يمتدح المالكي... وينتقد التكرار السدحان يدافع عن نفسه في «تويتر»