قال مسؤولون عسكريون أميركيون إنه في واحدة من أكثر الخسائر الدموية بالنسبة للقوات الأميركية منذ بدء الحرب الأفغانية التي بدأت في أواخر عام 2001، قُتل 30 جندياً كانوا على متن مروحية تم إسقاطها في أفغانستان فجر السبت الفائت، منهم 22 ينتمون إلى القوات البحرية الخاصة المعروفين باسم «سيلز «SEALS» ومعظم الذين قضوا في العملية كانوا من الوحدة ذاتها التي قامت بتنفيذ عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. وقال مسؤول عسكري إن الطائرة سقطت بنيران مسلحين في إقليم «واردوك» المضطرب الواقع وسط شرقي أفغانستان. العملية أثارت تساؤلات المراقبين والأميركان منهم، مثلما الغرابة أيضاً.. ذلك أن القوات البحرية الخاصة المعروفة باسم سيلز، تكون على درجة عالية جدا من الكفاءة والمقدرة القتالية، حيث يتم إرسالها عادة إلى مهمات خاصة من نوعية معينة، مثل الاستطلاعات المحفوفة بالمخاطر، مكافحة الإرهاب، الحروب غير التقليدية، إنقاذ الرهائن. كما شاركت في مهام خاصة في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وغزو بنما وحرب العراق وإيران، وحرب عاصفة الصحراء وأفغانستان وآخرها عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ويمر أفراد هذه القوة بأقسى أنواع التدريبات العسكرية وأكثرها دقة واحترافا.. موت أحد أفراد هذه القوة خسارة كبيرة للبحرية أو الجيش الأميركي، فما بالك بموت 22 فردا دفعة واحدة. ومن هنا يبدأ التساؤل.. قوات على درجة عالية من الكفاءة والمهارة العسكرية، يتم إرسالها في مروحية إلى منطقة متوترة في أفغانستان لإنقاذ جنود أميركيين محاصرين بالنيران.. كيف يتم إرسال هذا العدد في مروحية غير مجهزة لمثل هذه العمليات، ومن السهل اصطيادها بقذائف آر بي جيه أو أي صاروخ محمول على الأكتاف، وفي منطقة جبلية وعرة من السهل الاختباء فيها وترصد المروحيات. ليس الأمر يمكن اعتباره خطأ عسكرياً أو إن صح التعبير «غباء عسكري». إذ عادة لا يتم إرسال هذه القوات إلا كحل أخير، وتاريخها يشهد بذلك. لكن أن تتم بالصورة التي تمت فالنتيجة لا بد أن تكون قاسية ومأساوية بالنسبة للجيش الأميركي.. ما إن وقعت المروحية وانتشر الخبر حتى تم استحضار موضوع اغتيال بن لادن. إنها الوحدة ذاتها التي قامت بعملية دقيقة مميزة صفق لها الملايين من الأميركان، وأوباما نفسه لم ينتظر حتى الصباح ليعلن خبر موت بن لادن بواسطة القوات الخاصة تلك.. هل المسألة صدفة بأن يتم إرسال نفس الجنود الذين قاموا بعملية اغتيال بن لادن على وجه السرعة لعملية أخرى بنفس البلد ودون تجهيزات معدة سلفاً وبدقة تامة كعادتها لأجل إتمام المهمة بنجاح؟ لماذا لم يتم إرسال آخرين إلى المهمة؟ هل يُراد من وراء هذه العملية إنهاء وإغلاق أفواه وعيون كل من شاهد وشارك ميدانياً في عملية بن لادن التي ما زال البعض يشكك فيها، لسرعتها وسرعة غلق ملفها، لكي يتم إزالة كل ما له علاقة بهذا الملف الشائك والذي ما زال شائكاً؟ هل سقوط المروحية والتضحية بالقوات الخاصة أولئك، لأجل مصلحة عليا أهم للولايات المتحدة، على غرار أفلام الاستخبارات والتضحية بالأصدقاء قبل غيرهم في سبيل طمس كل آثار جريمة ما أو عملية معينة؟ ظني أن الموضوع لو تم تجاوزه بسرعة خلال اليومين القادمين وإلهاء الشعب الأميركي بموضوعات أخرى، فإن احتمالية صواب ما ذكرناه كبيرة.. وإن متابعة الأخبار لعدة أيام خاصة القنوات الإعلامية الرئيسية في الولاياتالمتحدة المقروءة والمرئية، ستكون مفيدة في وضع بعض النقاط على عدد من الحروف لتتضح معانيها، فربما فهمنا بعض ما جرى ويجري أو ما سيجري في قادم الأيام.. لم لا؟ كل شيء وارد.