دعت صحيفة القبس الكويتية، في عددها الصادر الأحد إلى وضع حد للانقسامات المتصاعدة داخل أسرة الصباح الحاكمة، لافتة الى أن لمثل تلك الشروخ عواقب وخيمة على الإمارة الخليجية الغنية بالنفط. وجاء في الافتتاحية التي نشرتها الصحيفة الليبرالية على صدر صفحتها الأولى: "اليوم نحن قلقون ومهتمون ومصدومون بينما نراقب الاقتتال الداخلي يتصاعد بين أجنحة الأسرة الحاكمة." وأضافت الافتتاحية: "لقد وصل الخلاف إلى منعطف يُخشى في حال عدم حله، عن طريق حكماء العائلة، أن يصبح عنيفا." وحذرت القبس، التي تشترك في ملكيتها مجموعة من الأسر الكويتية الثرية التي تعمل بالتجارة، من أن الخلافات المستحكمة بين أجنحة الأسرة الحاكمة "قد أصبحت خطيرة للغاية"، وذلك ببساطة لأن المعسكرات المختلفة تسعى إلى حشد التأييد والدعم لها من قبل عامة الشعب، الأمر الذي ينذر بانتقال النزاع إلى "مؤسسات الدولة". يُشار إلى أن الكويت، وهي ثالث أكبر مصدَّر للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، شهدت سلسلة من الأزمات السياسية منذ عام 2006، إذ أدت تلك الأزمات إلى تقديم ثماني من حكومات الإمارة استقالاتها، وإلى حل البرلمان أربع مرات. ففي عام 2006، أدى الصراع على السلطة داخل أسرة الصباح إلى تصويت غير مسبوق في البرلمان على تنحية الأمير في ذلك الوقت، الشيخ سعد العبد الله الصباح، وذلك "لأسباب صحية". فوضى ومسؤولية مظاهرات في الكويت شهدت الكويت سلسلة من الأزمات السياسية منذ عام 2006، أطاحت ثماني حكومات وأربعة برلمانات منتخبة ويحمِّل الكويتيون عادة مسؤولية الاضطرابات والفوضى في البلاد إلى الخلافات التي تنشب بين أعضاء بارزين في أسرة الصباح التي تحكم البلاد دون أن تواجه أي تحديات حقيقية من بقية الأسر في البلاد على مر الأعوام ال 250 الماضية. ووفقا للقانون الكويتي، فإن الذكور المنحدرين من أسرة حاكم الإمارة الراحل مبارك الكبير، وعددهم نحو 350، هم من يحق لهم أن يحملوا لقب أمير. وهم الآن منقسمون إلى معسكرات مختلفة عدة ، ويتنافسون فيما بينهم على المناصب الرفيعة في الإمارة. ويتولى أمراء من أسرة الصباح معظم المناصب المهمة في الدولة، فمنهم يجب أن يكون أمير البلاد وولي عهده ورئيس الوزراء، ناهيك عن سيطرتهم على الوزارات السيادية كالدفاع والداخلية والخارجية والإعلام.