اعتبر مراقبون أن عام 2011 كان عام المرأة السعودية بامتياز، خصوصا عقب قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبتمبر/ أيلول الماضي بالسماح للمرأة السعودية بالحصول على الحق في التصويت والترشح في الانتخابات البلدية والمشاركة أيضا كعضو في الدورة القادمة لمجلس الشورى. ولقيت تلك القرارات - وهي اكبر تغيير يشهده المجتمع السعودي المحافظ- ترحيب الليبراليين والناشطين الذين قالوا إنها أحيت الآمال في إمكانية الاستجابة يوما ما لمطالب أخرى بمزيد من الديمقراطية والحقوق الاجتماعية. وفي رصد لوكالة رويترز عبر مقابلات أجرتها مع اثنتين من النساء السعوديات البارزات في المجتمع هما الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز والأميرة أميرة الطويل زوجة الأمير الوليد بن طلال أكدتا أن عام 2011 كان عام المرأة السعودية بامتياز بما تضمنه من قرارات سياسية تصب لصالح تعزيز مشاركة المرأة في صنع مستقبل المملكة في شتى المجالات. وفي هذا الصدد قالت الأميرة عادلة إنها متفائلة بشأن تنامي دور المرأة السعودية في المستقبل في ظل توجهات القيادة السعودية نحو توسيع مشاركتها في التنمية. وجاءت تصريحات كريمة خادم الحرمين خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" على هامش منتدى رائدات وسيدات الأعمال الذي عقد الأحد في العاصمة الرياض والذي يناقش سبل تمكين المرأة في المجتمع. وبسؤالها عن رؤيتها بشان المزيد من تمكين المرأة في المجتمع خلال العام المقبل قالت الأميرة عادلة "نحن طبعا متفائلون. هناك جهود مجتمعية خلال السنوات العشر الأخيرة هادفة إلى توسيع مشاركة المرأة في التنمية وهناك قرارات سياسية من ولاة الأمر بدعم المرأة لدخول مجلس الشورى والمجالس البلدية". وأضافت "نعتبر (تلك القرارات) نافذة ستوصلنا ان شاء الله إلى تطوير أكبر وتوسيع أكثر في تمكين المرأة من مراكز قيادية لخدمة المجتمع". وترأس الأميرة عادلة عدة جمعيات خيرية ولها نشاط ملحوظ في المجتمع السعودي وتشغل عدة مناصب أهمها رئيسة الهيئة الاستشارية بالمتحف الوطني السعودي ورئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث ورئيسة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية. وحول أهم العوائق التي تقف أمام تمكين المرأة قالت الأميرة عادلة إن أهم تلك العوامل هي (نقص) التأهيل والخبرة والتجربة إلى جانب ارتباط المرأة بالأسرة مما يجعل مجالها المهني في المرتبة الثانية. وقالت الأميرة عادلة "أظن أن التأهيل والتمكين وتطوير قدرات المرأة هي العوامل (الهامة) وخصوصا بالقطاع الخاص لأن الوظيفة تعطى للأكفأ بغض النظر عن كون (من يعمل) سيدة أو رجل". واختتمت الأميرة حديثها بأن ناشدت المرأة السعودية العمل على الوعي بحقوقها وتطوير قدراتها لتعزيز ثقة المجتمع بها وتشجيعه على دعمها. وقالت "أطالب بوعي المرأة بحقوقها وانتباهها لقدراتها والعمل على تطوير ذاتها وترتيب أولوياتها... كل هذا سيضع ثقة أكبر من المجتمع بها وبالتالي يمكن من حشد الدعم لها عن طريق القطاعات الحكومية أو القطاع الخاص". واتجهت وزارة العمل السعودية في وقت سابق من العام إلى فتح فرص عمل أمام النساء في محال بيع الملابس الداخلية وهددت في يوليو/ تموز الماضي بإغلاق اي متاجر لبيع الملابس الداخلية النسائية لم تستبدل جميع العاملين من الرجال بها في غضون ستة اشهر. من جانبها قالت الأميرة أميرة الطويل زوجة الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز إن عام 2011 كان عاما ممتازا للمرأة السعودية بفضل قرار السماح لها بالمشاركة في الانتخابات والمجالس البلدية وان عام 2012 سيشهد المزيد من الجهود الرامية لتمكين المرأة في المجتمع. وجاءت تصريحات الأميرة خلال مقابلة الأحد على هامش مؤتمر نسائي عقد بالعاصمة السعودية. وقالت "اعتقد أن عام 2011 كان عاما ممتازا لنا. عبرت الكثير من النساء عن ارائهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما أن قرارات الملك عبد الله بالسماح للنساء بالمشاركة في الانتخابات والمجالس البلدية ومجلس الشورى كلها خطوات عظيمة لنا". وأضافت "هناك الكثير من الجهود حدثت في 2011 واعتقد ان 2012 سيكون امتدادا لتلك الجهود بل سيعززها". وحول ابرز التحديات أمام تمكين المرأة في المجتمع قالت الطويل "اعتقد أنها العقلية (الخاصة بالمجتمع). هناك الكثير من السيدات السعوديات متعلمات ويتميزن في العمل واذا سألتهن سيقلن أنهن يحظين بأسر تدعمهن بشدة". وأبدت الاميرة أسفها لوجود أسر لا تهتم بدعم النساء وتشجيعهن على العمل قائلة "للاسف هناك أسر لا تهتم بدعم النساء وترى أن دورها ينحصر في المنزل وتربية الاطفال. هذا دور يحترم ولكن اذا رغبت المرأة في المزيد يجب أن يكون لها الحق في ذلك". وأوضحت أنه من المهم العمل للتحرك في اتجاه تشجيع المرأة على العمل قائلة "من المهم تغيير عقلية بعض الاسر. ويمكن القيام بذلك عبر حملات التوعية بدور النساء واحترام الاسلام لهن".
وبسؤالها حول ما اذا كان عمل النساء من شأنه أن يؤهل المرأة لان تصبح ذات استقلالية مادية وحينئذ تسعى للمطالبة بالمزيد من حقوقها قالت "هناك 70 بالمئة من الحسابات المصرفية في السعودية مملوكة للنساء واعتقد أن الكثير من النساء بدأن يحظين باستقلال مادي. لكن الامر الاهم ليس الاستقلال المادي بل التعليم". وتابعت "بمجرد أن تتعلمي تصبحين واعية بحقوقك ولن تتراجعي عنها، بل تعرفينها وتسعين للحصول عليها. هذا هو ما تركز الحكومة عليه الان -التعليم- وهذا ما يجب أن نركز عليه ونبذل كل جهد لتوضيح حقيقة أن المرأة مساوية للرجل في الطاقات والاداء كمواطنة سعودية". وتساهم الاميرة أميرة الطويل بنشاط بارز على المستويين المحلي والعالمي عبر منصبها كنائبة لرئيس مجلس ادارة مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية والمملوكة لزوجها الملياردير السعودي الامير الوليد. وتساعد مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية على تحفيز وتمويل المنظمات المهتمة بشؤون المرأة ودعم مشروعات انتاج الحرفيات من النساء لصالح الجمعيات الخيرية. كما تعمل على تدريب النساء من أجل تأهيلهن وتوظيفهن الى جانب تمكين القيادات النسائية من ابراز قصص نجاح المرأة السعودية في مختلف أنحاء العالم من خلال المؤتمرات والندوات. 50 سيدة في مبادرة الشرق الأوسط وعلى صعيد متصل انطلقت الاثنين 5 ديسمبر في جدة فعاليات مبادرة الشرق الأوسط لتوسعة برنامج المرأة السعودية في المشروعات الاجتماعية بحضور 50 سيدة سعودية من أربعة مدن هي الرياضوجدة والمدينة والدمام . ويهدف البرنامج الذي نظمته كلية دار الحكمة للبنات بجدة إلى تطوير خطط العمل لمبادرات العمل الاجتماعي المناسبة التي يمكن تنفيذها في المملكة العربية السعودية ومن ثم تقديمها إلى مختلف مصادر التمويل وبرامج دعم ورعاية مبادرات العمل الاجتماعي . ويناقش البرنامج مساندة الطالبات من قبل مرشدين ومدربين مهنيين في تطوير قدراتهم في العمل الاجتماعي والتعاون مع الطالبات وعضوات هيئة التدريس والشركاء الآخرين عبر شبكة الانترنت . وأكدت عميدة كلية دار الحكمة للبنات الدكتورة سهير القرشي أن مبادرة الشرق الأوسط لتوسعة برنامج المرأة السعودية في المشروعات الاجتماعية يأتي في إطار ثمرة التعاون بين كلية دار الحكمة في جدة و كلية بابسون الأمريكية من خلال شراكة أولية أقيمت في عام 2010 م والتحق بالمشروع 100 طالبة شاركن في برامج للتوعية بمرض السكري وإعادة التدوير للنفايات والاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها من المشاريع التي تخدم المجتمع . ولفتت الدكتورة القرشي إلى أن مبادرة الشرق الأوسط ينطلق من مفهوم مبادرات العمل الاجتماعي حيث يتضمن البرنامج / حلقة دراسية تمهيدية لتقديم وشرح التصور الأساسي لمبادرات العمل الاجتماعي تليها ندوة تتعلم خلالها الطالبات مهارات العمل اللازمة لتأسيس مبادرات العمل الاجتماعي / ثم إلقاء الضوء على المشروع النهائي في المبادرة الاجتماعية . وأشارت عميدة الكلية إلى أن الهدف الأساسي لهذا البرنامج هو تعليم مهارات وتقنيات إدارة الأعمال وتطبيقها بما يتناسب مع الاحتياجات الاجتماعية وتنمية القيم الاجتماعية والاقتصادية لدى المرآة السعودية بالدرجة الأولى .
ملتقى "المرأة السعودية مالها وماعليها" وينظم مركز باحثات لدراسات المرأة يوم السبت القادم ملتقى " المرأة السعودية ما لها وما عليها " وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتيننتال بالرياض . وأوضح المشرف العام على مركز باحثات لدراسات المرأة الدكتور فؤاد العبدالكريم أن الملتقى يشارك فيه أكثر من / 1300 / مختص من الجهات الحكومية والأهلية والخيرية من / 20 / مدينة بالمملكة ويهدف إلى توعية المجتمع عامة والمرأة خاصة بحقوق المرأة الشرعية والنظامية التي تكفل بحفظها الدين الإسلامي بالإضافة إلى اقتراح بعض الآليات والحلول العملية وإبراز أن علاقة المرأة بالرجل في الإسلام تقوم على أساس الرحمة والمودة والرأفة لا على الصراع . وبين أن فكرة الملتقى تسلط الضوء على حقوق المرأة السعودية في الشريعة الإسلامية من خلال أنظمة الدولة ثم ربطها بالواقع ومحاولة النظر في الفجوات والمشكلات بينهم من أجل تقليلها. وأبان العبدالكريم أن الملتقى سيناقش أربع محاور هي / قراءة في حقوق المرأة في النظام السعودي / و / حقوق المرأة الاجتماعية الواقع والحلول / و / حقوق المرأة الاقتصادية الواقع والحلول / و/ وعي المرأة الحقوقي / بالإضافة إلى أربع ورش عمل مصاحبة للملتقى بعنوان / تنمية مفهوم الحقوق والواجبات و/ حقوق الفتيات وواجباتهن / و / وعي المرأة بحقوقها القضائية و/ كيف تحافظ المرأة على حقوقها المالية / و / المرأة وبيئة العمل / . من جانبها ذكرت مدير عام الإدارة النسائية بمركز باحثات المرأة الدكتورة نورة العمر أن الملتقى حصيلة لدراسات وبحوث أستمرت نحو 8 اشهر بغية تقديم التوصيات والاقتراحات للجهات ذات العلاقة لتفعيلها وإبراز دورالمملكة لتطبيقها الشريعة الإسلامية في حقوق المرأة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها وبيان أن ما يقع في المجتمع من أخطاء هو نتيجة العادات والتقاليد . وأشارت إلى أن الملتقى سيعقبه تنظيم فعالية بعنوان / الفتاة السعودية والغد الواعد / تستهدف الفتيات ويناقش أهم قضاياهن الفردية من خلال البحوث والدراسات ثم رفع التوصيات للجهات المعنية .