قال مصدر في الشرطة الفرنسية إن مجهولين ألقوا قنبلة "مولوتوف"، مساء الثلاثاء 1 نوفمبر، على مقر صحيفة "تشارلي ايبدو" الهزلية الفرنسية، التي تصدر، الأربعاء 2 نوفمبر، عددا يسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما أدى إلى تدمير المبنى واحتراقه. وكانت الصحيفة قد أعلنت، الثلاثاء، عن قرارها بإصدار عدد خاص، الأربعاء، يتضمن استهزاء صريحاً بالقيم الإسلامية، "احتفالاً بفوز" حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات التونسية، على ما أوضحت. وقال المصدر في الشرطة إن الحريق اندلع "حوالي الساعة الواحدة صباحاً"، و"تمت السيطرة عليه، ولم يوقع أي إصابة"، كما "لم تحصل توقيفات". وعزا المصدر الحريق إلى إلقاء "زجاجة مولوتوف" على مقر الصحيفة في باريس، مضيفاً أنه "ينبغي أن يؤكد التحقيق ذلك". وذكر طبيب الطوارئ، باتريك بيلو، في اتصال هاتفي، أن الزجاجة الحارقة ألقيت على ما يبدو "على الواجهة، وأدت إلى اشتعال النيران في النظام المعلوماتي"، مضيفاً "دمر كل شيء". من جهته، أكّد مدير الصحيفة، الرسام شارب، أن "جهاز إخراج الصحيفة احترق، والدخان الأسود يكسو كل شيء، والنظام الكهربائي ذاب". وقال إن الحريق "مرتبط" مباشرة بعدد الأربعاء. وكانت الصحيفة الهزلية قد تلقت تهديدات عند نشرها الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، عام 2006، لكن مديرها قال إن عدد اليوم "ليس له البعد ذاته، إنه يهدف إلى الاستهزاء أكثر من أي شيء آخر". ولفت إلى أن الصفحة الأولى وحدها، كانت نشرت عند افتعال الحريق، وليس "مضمون" الصحيفة. ويؤوي مقر تشارلي ايبدو هيئة التحرير وقسم الإخراج ومكاتب ومخزونا من البضائع. وكلفت الشرطة القضائية في باريس بفتح تحقيق. وكانت موجة انتقادات واستياء قد غمرت صفحات مسلمي فرنسا على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بعد إساءة المجلة الفرنسية باختيارها خاتم الأنبياء - محمد صلى الله عليه وسلم - رئيس تحرير لعدد خاص عن تونس وليبيا، في إشارة للتهكم من صعود القوى الأحزاب الإسلامية في الدولتين. وقالت "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، إنها اختارت "تعيين نبي الإسلام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام رئيساً لتحرير عددها الذي سيحمل اسم "شريعة إيبدو" لمناسبة فوز حركة النهضة الإسلامية في تونس وإعلان المجلس الانتقالي في ليبيا الالتزام بأحكام الشريعة". ويحمل الإعلان للعدد عبارة "100 جلدة إن لم تموتوا من الضحك"، ويضع صورة كاريكاتورية للرسول، وقالت المجلة إنه سيضم مقالا كتب باسم الرسول على حدّ تعبيرها. ونقلت إذاعة "أوروبا 1" عن مدير تحرير المجلة فيليب فال "ما جعلنا نتحرك هو ما جرى في تونس وليبيا؛ حيث شاهدنا عودة ظهور الشريعة". وكانت منظمات إسلامية عدة قد رفعت دعوى قضائية ضد إدارة تحرير مجلة شارلي إيبدو، عام 2006، اتهموها فيها بالإساءة "من منطلق ديني" إلى المسلمين في فرنسا وفي الأماكن الأخرى بعد إعادة نشرها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والتي نشرتها صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية؛ حيث نشرت رسما قالت إنه للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل قنبلة على هيئة قلنسوة للرأس يشتعل فتيلها، ولكن المحكمة الفرنسية قضت ببراءة فيليب فال - مدير تحرير شارلي إيبدو - وأكدت عدم توافر نية الإساءة للإسلام والمسلمين في الرسوم التي نشرتها، وأوضح الحُكم أن المستهدف من الرسوم هم الأصوليون وليس الإسلام، وهو ما أثار استياء قيادات الأقلية المسلمة في فرنسا، واعتبرت الحكم ببراءة الصحيفة بمثابة إهانة أخرى.