واصل أمس الخميس أعضاء الجالية الإسلامية في فرنسا أهم الجاليات الإسلامية في القارة الأوروبية التعبير عن احتجاجهم وغضبهم على إقدام مجلة " شارلي إيبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة على نشر رسوم كاريكاتورية لرسول المسلمين. وتجلى هذا الغضب أساسا من خلال ردود الفعل عبر مواقع الاتصال الاجتماعية على أمرين اثنين هما نشر هذه الرسوم من جهة وتعرض مكاتب المجلة من جهة أخرى إلى حريق متعمد فجر الاربعاء أي عشية صدور عدد خاص من المجلة بعنوان "شريعة إيبدو" رسمت فيه المجلة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين باعتباره "رئيس تحرير" العدد وأوردت على لسانه تعليقات أثارت حفيظة كثير من المسلمين وغير المسلمين. وكانت المجلة ذاتها قد نشرت عام 2005 بعض الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في صحف دانماركية أساءت فيها للمقدسات الاسلامية. وانقسمت ردود فعل مسلمي فرنسا تجاه الحادثين أي حادث نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول وحادث إحراق مكاتب المجلة إلى قسمين اثنين يرى أصحاب أحدهما أن المجلة أرادت استفزاز مشاعر المسلمين من وراء نشر عددها الخاص الذي قالت إدارة المجلة إنه تقرر بعد فوز حركة النهضة التونسية في أعقاب انتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة وتصريحات مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي عن اعتماد الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الأساسي في ليبيا ما بعد القذافي. وذكر أصحاب هذا الرأي بأن المجلة أخطأت لأنها تعرف جيدا أنه لا يسمح برسم رسول المسلمين بأي شكل من الأشكال وبتقويله أشياء تتجاوز حدود الحديث النبوي الشريف. وتكرر هذا التوضيح مرارا عديدة على ألسنة أعضاء الجالية الإسلامية الفرنسية باتجاه ستيفان شاربونييه مدير المجلة وأحد رساميها والملقب ب"شارب". وقد ردد هذا الأخير أكثر من مرة في اليومين الأخيرين أنه من حقه رسم من يشاء باسم حرية التعبير. ولكن ردوداً كثيرة من المسلمين عليه عبر الإنترنت ذكرت "شارب" بأنه يخول لنفسه مثلا اختلاق زاوية في إحدى الصحف للتعريض بالمسلمين ولكنه لا يجرؤ على إطلاق العنان لريشته في ما يخص اليهود مثلا خوفا من ردة فعلهم ومن القضاء. أما أصحاب الرأي الآخر ومنهم محمد الموساوي رئيس مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي ودليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير فإنهم نددوا بعملية إحراق مكاتب المجلة من جهة وأخذوا على مجلة "شارلي إيبدو" من جهة أخرى الانسياق وراء تيار يخلط بين الإسلام والمسلمين ومقدساتهم من جهة والمتطرفين الإسلامين من جهة أخرى. بل ذهب البعض إلى حد تذكير المسلمين بأن أفضل رد على الانخراط في منظومة الخلط بين هذين الأمرين هو تجاهل المغرضين وراكبي قطار المتحاملين على المسلمين والإسلام عن قصد أو عن جهل. وقد أكد كلود غيان وزير الداخلية الفرنسي أمس الأول أن إحراق مكاتب المجلة قد يكون من صنع تنظيمات إسلامية متطرفة بينما دعت جريدة "ليبراسيون" اليومية صحافيي المجلة إلى الانتقال عندها مؤقتا باسم ما أسمته مبدأ "اللجوء الصحفي".