تساءلت صحيفة (الديلي تليجراف) البريطانية عن مستقبل الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط بعد الثورات والانتفاضات العربية ضد أنظمتها القمعية الفاسدة التي كانت تحكمهم، مؤكدة أن هذه الثورات التي أسقطت الديكتاتوريات الحاكمة معها ما وصفته الصحيفة ب (الامبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط). ونشرت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة 25 فبراير 2011 مقالا تحليليا عن وضع أمريكا بعد الثورات العربية جاء فيه إن :" الرئيس الأمريكي باراك أوباما تردد كثيراً في اتخاذ مواقف واضحة عندما بدأت الأزمات في الشرق الأوسط، ومن ثم بدأ يحاول أن يصورها على أنها تحركات ستتفق في النهاية مع المفاهيم الأمريكية للديمقراطية، وظهر ذلك بوضوح من خلال التصور الشعبي الأمريكي بأن ما يجري يشبه سقوط الأنظمة الاشتراكية في أوروبا الشرقية". وقال الكاتب إن تاريخ العالم العربي بعد سقوط الدولة العثمانية شهد مرحلتين، الأولى استعمار مباشر فرنسي وبريطاني، والثانية مرحلة الامبراطورية الأمريكية التي هيمن نفوذها في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، ورأى أن الدول العربية تدخل اليوم مرحلتها الثالثة التي لن تقرر كلها فيها سلوك الطريق الأمريكي بالضرورة، معتبراً أن واشنطن لم تدرك ذلك حتى الآن. ويستعرض الكاتب انهيار الإمبراطوريات، بداية من الامبراطورية الإسبانية لصالح البريطانية إلى بروز الأمريكية ما بعد الحرب العالمية، مشيرا إلى أن أمريكا ورثت بريطانيا وفرنسا في المنطقة في حرب السويس عام 1956. ويقول:" في البداية كانت هناك وعود بأنها ستسمح بالاستقلال وتقرير المصير، لكن ذلك لم يدم طويلا واختارت أمريكا أن تحكم عبر ديكتاتوريين قمعيين وفاسدين تمدهم بالسلاح والتدريب والنصح من واشنطن". ويختتم الكاتب مقاله بالقول:" كما أن عام 1989 شهد انهيار الإمبراطورية الروسية في أوروبا الشرقية، فيبدو أن عام 2011 سيشهد إزاحة الأنظمة التابعة لأمريكا في العالم العربي، وبالتالي تداعي الإمبراطورية الأمريكية وسقوطها ".