تتسبّب عفوية الأطفال غالباً في جلب عديد من المشكلات لذويهم، فكم مرّة أفشى ابنك مشاعرك تجاه مَن تزورينه، أو ذكر تفاصيل حادثة حصلت في المنزل دون أن يدرك أنها أمر خاصّ لا يجب إطلاع الآخرين عليه؟ وأحيانا تتعرّض بعض العلاقات مع الآخرين للانهيار بسبب تفوّه الصغير بكل ما يسمع من حديث. وتقول الدكتورة عزة صيام أستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية الآداب بجامعة بنها في مصر، إن الطفل يلجأ إلى إفشاء أسرار المنزل من غير قصد لأسباب مختلفة، لعلّ أبرزها شعوره بالنقص أو رغبته في أن يكون محط الانتباه والإعجاب أو ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية. وعادةً، يتخلّص الطفل من هذه العادة عندما يصل عقله إلى مستوى يميّز فيه بين الحقيقة والخيال، بالمقابل يأبى بعض الأطفال التفوّه بأي كلمة عن تفاصيل حياتهم في المنزل أمام الغرباء حتى عندما يسألونهم عنها، وهذه إشارة إلى ضرورة عدم الاستهانة بذكاء الطفل، إذ إن ما ينقصه في هذه الحالة هو حُسن التوجيه. ولكي يتخلّص الطفل من هذه العادة تنصح الدكتورة صيام باتباع الخطوات التالية: - زرع الآداب الدينية والأخلاق الحميدة لدى طفلك كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الأسرار.
- تعليم الطفل أن إفشاء أسرار المنزل من الأمور غير المستحبة والتي ينزعج منها الناس، وأن هناك أحاديث أخرى يمكن أن يجذب من خلالها الآخرين. - الشرح بهدوء للاطفال مدى خصوصية ما يدور في المنزل، وأن هذه الأخيرة أمور خاصّة لا يجب أن يطلع عليها حتى الأقرباء والأصدقاء. ومع مرور الوقت، سيدرك معنى ومفهوم خصوصية المنزل. - البحث عن أسباب إفشاء طفلك الأسرار، وإذا كان يفعل ذلك للحصول على الثناء والانتباه، نعطيه مزيدا من الثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به. وإذا كان السبب هو حماية للنفس، نكن أقل قسوة معه، ونكافئه إن التزم بعدم إفشاء الأسرار الخاصة بالمنزل. - على الوالدين الالتزام بعدم إفشاء أسرار الغير أمامه لأنه قد يعمد إلى ذلك من باب التقليد. - تجنّب العنف في معالجة هذه المشكلة لأنه يفاقمها، مع ضرورة وقف اللوم المستمر والنقد والأوامر. - نغيّر طريقة الاحتجاج على تصرفه، ونقوم، على سبيل المثال، بعدم الكلام معه لمدّة ساعة، مع إعلامه بذلك. - عدم المبالغة في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته، ويعتاد عليه الطفل. - اشعر طفلك بأهميته في الأسرة وبأنه عنصر له قيمته واحترامه وأنه فرد مطلع على تفاصيل العائلة وما يدور بداخلها، فهذه التصرفات ستشعره بأهميته وتعزّز لديه ثقته بنفسه وتعلّمه تحمّل المسؤولية. - يمكن للوالدين الاستعانة بالحكايات وقصص ما قبل النوم والتطرق لحوادث وقصص مشابهة لغرس هذا المفهوم لدى الطفل.