بعد محاولات عديدة ومناشدات للمسؤولين لأعوام، استطاع أدباء وكتاب الأحساء أن يحظوا بناد أدبي عام 1428، وأن يكون له مجلس إدارة وأعضاء وميزانية ودعم من الجميع. أدباء ومثقفو الأحساء يتمنون دوراً أكبر من إقامة الفعاليات المنبرية في النادي الأدبي (اليوم) وبعد أربع سنوات من عطاء النادي، رأى عدد من أدباء ومثقفي الأحساء أن النادي ما زال بعيدا عن تحقيق طموحاتهم، رغم اعتراف بعضهم أن النادي يقوم بدور أدبي وثقافي جيد في المحافظة، إلا أن طموحات المثقفين أكبر بكثير. وأوضح عدد منهم أن فعاليات النادي أشبه ما تكون بمنتدى ثقافي أهلي، عدا تنظيمه ملتقى جواثا الثقافي وملتقى السرد. وأكدوا بعده عن الأدباء والمثقفين من الشباب ومن النساء. هيمنة وشللية وفي حديثه عن دور النادي في إشباع رغبة الأدباء والمثقفين في الأحساء، رأى القاص طاهر الزارعي أن «ثمة حدود إلزامية بين المؤسسة الثقافية والمثقف، فالمثقف كائن حالم طموح، والمؤسسة مؤطرة بأنساق لا تستطيع تجاوزها. وجماليات الخطاب الثقافي ليست محصورة في هذه المؤسسة حتما، بل بإمكان المثقف أن يحصل عليها في ظل تعددية الثقافة. موضحا أن على المؤسسة الثقافية المحلية، نادي الأحساء الأدبي مثالا، أن تبرهن للمثقف حالة الوعي الذي وصلت إليه من خلال إنتاجها الثقافي الذي يجب أن يكون متجددا، ومن خلال وسائل أكثر إدراكا للمتعة الدلالية والتكنولوجية. وأوضح أنه تمنى أن تكون هناك لغة تواصل بين النادي والمثقف المحلي حتى يتم التعاطي معه وفق طموحه المتجدد بعيدا عن تعقيدات وتشابكات المؤسسة الثقافية وشلليتهاومحسوبياتها وهيمنتها على الثقافة المحلية (في الأحساء) لمعرفتنا أن المثقف ذو خصوصية غالبة، وأنه باستطاعته أن يؤثث له مكانا ثقافيا خصبا وفق أحلامه، ويحقق له فعلا ثقافيا مستقبليا. منتدى عادي وأشار الكاتب أحمد البقشي إلى أن النادي يقوم بدور جيد، إلا أن طموحات المثقفين أكبر بكثير، موضحا أن دور النادي أصبح مثل دور المنتديات الثقافية العادية، ويقوم بأعمال بإمكان شباب المنتديات الثقافية القيام بها، مثل طباعة كتاب وإقامة ندوات.وقال إن ما يقوم به النادي غير كاف، خاصة أن البعض يردد أن الأحساء بحاجة إلى ناد أدبي ثان، لوجود كم هائل من المثقفين والطاقات الإبداعية، مؤكدا أن على النادي أن يقدم بما يميزه ويرضي المثقفين، خاصة فئة الشباب التي تنتظر أن تأخذ دورها الثقافي.وعن انتخاب مجلس إدارة للنادي، قال البقشي: التشكيل نفسه كأفراد جيدين، ولكن كمحصلة يرجى منهم أكثر، خاصة أن في هذه المجموعة قامات أدبيه في الشعر أو النقد وغير ذلك، وعلى إدارة النادي أن تعي أن طموح وأمنيات المثقفين لا حدود لها، خاصة ونحن في طفرة تكنولوجيا وحراك ثقافي متطور. نصيب الشباب وأثنى القاص حسن البطران على النادي، وقال: هو ناد يديره مجموعة من المثقفين والأدباء يتقدمهم رئيس النادي الأدبي د. يوسف الجبر، وهم يمتلكون القدرة على التعامل الحضاري والمخزون الثقافي الكبير، موضحا أن النادي اهتم بكل أنواع الثقافة والأدب من شعر وقصة ورواية وفعاليات ثقافية وفكرية متنوعة، خاصة في الفترة الأخيرة، إذ ظهر النادي متميزا بعكس الماضي.وتمنى البطران من النادي أن يحقق أمنيته بتسليط الضوء على مثقفي وكتاب الأحساء، خاصة فئة الشباب الذين لم يأخذوا نصيبهم في الاهتمام والمشاركة في برامج النادي لتقديم إنتاجهم، على حد قوله، موضحا أن إصدار معجم لشعراء الأحساء لا يكفي.كما تمنى أن تضاف وجوها ثقافية جديدة ودماء تعطي محافظة الأحساء صوتا وحراكا جديدا في الساحة الثقافية على مستوى المملكة عامة والأحساء خاصة. فشل نسائي ورأت عضو اللجنة النسائية في النادي سابقا منال الخليفة أن النادي استطاع أن يحقق طموح المثقفين الرجال، وحاول علاج بعض الإخفاقات، أما بالنسبة للمثقفات فإن طموحاتهن وئدت، وأن اللجنة النسائية السابقة فشلت في استقطاب المثقفات وتحقيق طموحهن، فلم تتواجد البرامج أو الأمسيات التي تستطيع أن تكشف فيها المثقفة عن طاقاتها أمام مجتمعها، فيما لم تجد الموهوبات يد عون تمتد لهن، وهذا ما كانت تصبو له هذه الفئة بالنادي.وأوضحت أن تغيب الإدارة النسائية ومن ثم عضوات اللجنة والخلافات التي لاحت من بعيد، تسببت في أن يكون القسم النسائي جدرانا خاوية، مع وجود عدد قليل بينها.وقالت: مع هذا، فقد تواجدت الأمسيات الرجالية والمحاضرات التي تميزت بالمستوى العالي، لكن تبقى مشكلة النساء قائمة، مقترحة أن يكون هناك جدول واضح للمحاضرات يتم الإعلان عنه قبل كل شهر، بالإضافة إلى بث رسائل قصيرة عبر الجوال، حتى تستطيع المرأة تحديد أهم المحاضرات التي ترغب في حضورها منسقة بذلك مع المواصلات. ضعف التواصل وأعربت د. ناهد الموسى عن سعادتها بنادي الأحساء الأدبي الثقافي، متمنية له مزيدا من التطور رغم ضعف التواصل. ورأت أن فعاليات النادي وما يصلها من إعلانات عبر رسائل الجوال النصية، ينم عن إلمام بكافة الجوانب الأدبية والثقافية والاجتماعية. وأوضحت أن الدورات التي يقدمها النادي بالتعاون مع جهات أخرى ظاهرة صحية، حيث يقدم خدمة للمجتمع مما يعزز التواصل ويفتح باب المشاركة مع المجتمع المحلي. متأملة أن تستمر عطاءات النادي وانجازاته وتتسع حتى تحقق الجودة العالية ومواصفاتها التي أصبحت هدفا تسعى له كافة المؤسسات العلمية والثقافية. فاعلية مفقودة من جانبها، قالت الأديبة معصومة العبد الرضا إن النادي أشبه ما يكون بمأدبة تحوي صنوف المعرفة والخبرة. موضحة أن الإعلان عن افتتاح النادي، اعتراف بحقيقة مجتمع الأحساء الفكري.وأضافت: عاش النادي فترة مخاض أولية في بداياته، إلا أنه استطاع أن يتخطاها، ويصحح مساره في قبالة أندية المملكة الأخرى بقيادة د. يوسف الجبر، عدا أنه ترك اللجنة النسائية على حالها، ما أدى ذلك إلى انخفاض المستوى.وأوضحت أن النادي قام بالعديد من الفعاليات، من مهرجانات وأمسيات وندوات ودورات، وفي مقدمة ذلك مهرجان «جواثا» وملتقى السرد. غير أن هذا النشاط لا يرقى إلى مستوى الطموح المتأمل للمجتمع في الأحساء المعروف باتساع الأفق والنظرة الشمولية نحو حضور فاعل. وتمنت العبد الرضا أن يكون هناك اهتمام بمناح ثقافية أخرى مثل الفنون، وأن يخصص جزءا من الدعم المادي المخصص للنادي، لإقامة مقر له، وأن يكون تصميم المبنى قادرا على استيعاب المفكرين والأدباء والمثقفين دون تميز بين الرجال والنساء، تفاديا للغبن المعرفي والوجودي. طموحات مغيبة أما القاص عبدالجليل الحافظ فقال: ليس هناك شيء يحقق طموح الإنسان، لأنه بطبعه يطمح للأفضل، وخاصة في الأمور الثقافية. وأضاف: أعتقد أن النادي لم يحقق طموحات الشباب والمثقفين والأدباء في الأحساء لأسباب عديدة، منها: عزوف المثقفين في الأحساء عن النادي، وعدم وجود مقر رئيسي رسمي لإقامة فعاليات النادي، وكذلك ضعف الميزانية، موضحا أن هذه الأسباب تحد من نشاطات النادي ومشروعاته الثقافية، بالإضافة إلى حصر النادي في ثلاث فعاليات، هي المنبر والإعلام والمطبوعات، وكان لهذا تأثير سلبي للغاية على النادي وعلى المثقفين. ورأى الحافظ أن رئيس النادي د. يوسف الجبر قام بجهد كبير في حل الكثير من المشاكل، مما ساعد على عودة الكثير للنادي. غياب المنهج وتحدث الشاعر يحيى العبداللطيف عن الظروف التي يعانيها في التواصل مع النادي، وقال: ربما ظروف عملي لا تسمح بحضوري الدائم لبرامج النادي وسط الأسبوع، لكن من خلال فترة عمل النادي، نلاحظ غياب برنامج ممنهج لاستثمار الأدباء الشباب، بل تلاحظ ندرة البرامج التي تشرك الشباب بين عمري 18 و ثلاثين عاما، لذا نتساءل في جلساتنا الأدبية، نحن الشباب، حول كثير من القضايا مثل الابتكار في إنتاج مواضيع وبرامج تشغل الساحة وتذكي الحراك الأدبي بدلا من الاكتفاء بعمل أمسيات ومحاضرات في مواضيع مطروقة بكثرة، وقد تكون باردة. وأوضح أن النادي أصدر معجما لأسماء كثيرة لم نكن نعرفها من ذي قبل، متمنيا أن يتاح لأصواتهم الحضور على منبر النادي.