يشكل المسار الرئيسي لنادي الرياض الأدبي، انفتاحه على مختلف الشرائح الاجتماعية والمؤسسات لتي أقام معها شراكات مختلفة على عدة مستويات من المناشط الثقافية التي جاء منها المنبري، والعرض المسرحي، وإقامة الدورات المتخصصة عبر تلك الشراكات، إلى جانب ما صحبها من معارض فنية وتشكيلية وضوئية، التي استطاعت أن تحقق جذبا ناجحا للعديد من الشرائح الاجتماعية بدءا بالطفل وانتهاء بالنخبة المثقفة.. كل ذلك جاء بجهود متناغمة متكاملة من أعضاء مجلس إدارة النادي، ونتاجا لما قدموه على مستوى أنشطة النادي من رؤى ومقترحات وصفها رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي، بأنها جهود تضافرت لتصب في حقل الفعل الثقافي الذي قدمه النادي خلال الفترة الماضية من دورة مجلسه الحالي. تقول الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة: تميز النادي الأدبي بالرياض بوصفه معلما ثقافيا وفكريا، حاول منذ نشأته وبتعاقب الرجال المخلصين على إدارته أن يثبت دوره الحضاري والفكري من خلال القيام بدوره الاجتماعي، ولعل الوثيقة الأخيرة للنادي تجبر كل منصف على أن يقدم بالجهد الذي بذله مجلس النادي وإدارته في إحداث ذلك الحراك الفكري والثقافي داخل المجتمع. ومضت الحلوة في حديثها مشيرة إلى أن تلك الرؤية الثاقبة والمرونة الفكرية، والجهد المخلص للقائمين على النادي أسهم في اتساع نطاق أنشطته ومنابر الحوار فيه، وتحقيق عدة شراكات علمية وفكرية واجتماعية، جعلت من وجوده على الساحة الفكرية والثقافية أمر محسوما. د. نوال لحلوة: تميزت أنشطته بجودة مكثفة تجسد مثابرة إدارته وقالت نوال: لا شك أن ذلك الجهد المتميز في المحاضرات والندوات والدورات، واستضافة ذلك الجمع الغفير من المثقفين والأدباء والعلماء والمفكرين الذين مثلوا على مسرحه الثقافي، يجبر كل مهتم بهذا الحراك ألا يغمض بصره أو بصيرته عن ذلك المشهد الثقافي المبدع، الذي استطاع النادي أن ينسجه بكل اقتدار في الفترة السابقة، فهيأ بذلك بيئته ثقافية فكرية منفتحة، وفتح الأمل لتشكيل حقبة جديدة متنوعة ومبدعة، تعد مثلا للأندية الأدبية السعودية. واختتمت الحلوة حديثها قائلة: نعم، لقد كان للتعددية الفكرية والثقافية، وتنوع أنشطة النادي وكثافتها، ودورت حركة الطباعة والنشر، وتعدد المسارات والمسافات الثقافية التي شقها النادي، أكبر شاهد يثبت قدرة إدارته على بسط أشرعتها داخل المشهد الثقافي والأدبي المحلي، مما يجبرك على المتابعة لهذه التظاهرة المثيرة من جانب، والشعور بالإجلال والامتنان للقائمين عليه من جانب آخر.. فما تقول إلا: بورك عقل دبر، وفكر سطر، ويد سعت، لتنتج كل هذا الإبداع. العمرو: صنع مجلس النادي فعلاً ثقافياً له بصمته المميزة كماً وكيفاً لم تغب عن فضاء تلك الأسابيع الأيام الثقافية العربية، فقد التقى مرتادو النادي خلال الأيام العربية بأنشطة ثقافية سودانية وجزائرية ويمنية وألمانية ويابانية.. وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، التي شهدت تفاعلا عزز مضي النادي في إقامة هذه الأيام.. أما عن أمسيات الوفاء، فقد أقام النادي العديد من الليالي التي كرم خلالها الرموز الإبداعية الوطنية، فكرم الدكتور غازي القصيبي، وكرم الأديب عبدالله بن خميس، والشاعر محمد الثبيتي – رحمهم الله – وكرم أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، والرحالة محمد العبودي، والأديب عبدالله بن إدريس، والروائية والكاتبة رجاء عالم، والناقد وعضو مجلس الشورى الدكتور سعد البازعي، والشاعرة والكاتبة الدكتورة فوزية أبو خالد.. وغير ذلك من ليالي الوفاء لمبدعين ومبدعات محليا وعربيا. العرفج: قدم النادي أنشطة نوعية تخاطب كافة الأطياف الثقافية من جانب آخر قال الأستاذ منصور عبدالله العمرو: لقد كان أعضاء نادي الرياض الأدبي في قمة عطائهم، والنادي في قمة التألق والتميز، واستطيع أن أقول وبكل تأكيد وبكل ثقة – أيضا- أن أعضاء المجلس في النادي تركوا بصمتهم المميزة، يكفي أنهم تميزوا بإثراء الأمسيات وتميزها بشكل لم يتوفر لأي ناد آخر، دون أن يعني هذا انتقاص لجهود الأندية الأخرى. د. خوجة يسلم جائزة كتاب العام لعواطف نواب وأضاف العمرو، بأن إدارة النادي وفرت المزيج المعرفي بكل أشكاله، ومن مختلف مصادره، إذ لم يكن نشاط النادي محليا فقط، وإنما تجاوز ذلك إلى فعاليات عربية لأمسيات لتونس، السودان، اليمن، مصر.. إضافة إلى أمسيات يابانية وألمانية، وغيرها من الأمسيات في هذا السياق. واختتم العمرو حديثه قائلا: ليس هناك لون سائد، فهناك الديني والأدبي والفلسفي، والإعلامي، والفني.. حتى الوسائل الحديثة للمعرفة كان لها نصيب وافر، فطالما تعرفنا بإعجاب عن مناشط وإبداعات لشباب في أعمار أبنائنا، وعرفت آفاق لم أكن أنا وأمثالي يعرفونها. تميز نادي الرياض الأدبي، بعقده للأسابيع الثقافية، التي أصبحت مضمارا لما يقدمه من مناشط أسبوعية متناغمة في سياقات أدبية و ثقافية استطاعت أن تقدم العمل المؤسسي المتكامل بشكل يجسد ما يقف خلفه من تخطيط برامجي متميز، ممثلا في أعضاء مجلس إدارة النادي. د. عبدالله الجاسر وابن إدريس في إحدى الفعاليات وقد تميزت أسابيع النادي الثقافية بتنفيذ عدة فعاليات في ليلة واحدة، حيث استطاع النادي أن يقيم (28) فعالية متنوعة خلال شهر واحد، منطلقا في هذه الأسابيع من منظور أدبي وثقافي ومهاري وتدريبي، إذ أقام العديد من الدورات التدريبية التي تميزت بكثافة الحضور، والتي جاء منها على سبيل المثال لا الحصر: دورة في التصوير الفوتوغرافي، دورة في التحرير الأدبي، وأخرى في التصحيح الإملائي، ودورة في كتابة السيناريو، إلى جانب الأسابيع التي خصصها النادي عبر ما مده من شراكات، والتي جاء منها: أسبوع الإذاعة، أسبوع الرياض الثقافي، أسبوع المختبر القصصي، أسبوع المسابقة القصصية المنبرية، أسبوع الإعلام الجديد.. إلى جانب ما أقامه النادي خلال أسابيعه الثقافية من برامج تعنى بشؤون الأسرة وثقافة الطفل. د. الحجيلان يفتتح معرض الطوابع والعملات الكاتب محمد العرفج استهل حديثه عن نشاط أدبي الرياض قائلا: ظل مبنى أدبي الرياض في الفترة الأخيرة خلية ثقافية حقيقية يدخلهما المرأة والمرء ليخرج بشهد المعرفة، في فترتي الدكتورين سعد البازعي وعبدالله الوشمي شاهدتين على أن مبنى النادي القابع في حي الملز يلجه الكثير من الزائرات والزوار فاتحاً مصراعي الباب.. فمجلات وكتب تطبع بالمئات، ودعوات خارجية وداخلية لتجارب يستفاد منها لتغذية الهمم والعقول بأفكارها، ودعوات تقنية وورقية ولفظية، ومداخلات متسعة لجميع الأطياف بكل حرية وتلاقح للأفكار. وأضاف العرفج بأن النادي قدم أعراسا ثقافية ذات مستوى رفيع، وعطاء يشعر به جميع المثقفات والمثقفين دون استثناء المواطنين منهم والمقيمين على حد سواء.. مشيرا إلى أنه يحسب لإدارة أدبي الرياض أشياء لا تعد،أهمها الموافقة على إنشاء الحلقة الفلسفية، وعدم طباعة أي عمل للعاملين عليها ليشعرا المرأة والمرء أنهم وجدوا لخدمتهما في كل المحافل والأماكن والأوقات متواصلاً مع الداخل والخارج حساً والتقاء وطباعة كتاب. د. السبيل وعبدالعزيز البابطين خلال ملتقى النقد الثالث واختتم العرفج حديثه قائلا: الكل لطيف معطاء يجتهد من تلقاء نفسه حتى خارج أوقات الدوام الرسمي وأثناء الإجازات في خدمة الزائرات والزائرين الذين يلتمسون الثقافة بشتى أنواعها ومشاربها، فإدارة النادي واضحة المعالم ، ومكاتبها لا أبواب لها، وتنوير الفعاليات في مختلف المشارب والاتجاهات.. و مكتب بريدي يوصل الإهداءات لأصحابها في العاصمة وخارجها عبر شبكة تجمع النوادي الأدبية في مختلف مناطق الوطن. كما تميز النادي في جانب التواصل الإعلامي، حيث دشن موقعا له على شبكة الإنترنت، وقناة على اليوتيوب، وصفحة في الفيس بوك، إضافة إلى خدمة جوال النادي، إلى جانب استضافته للبرامج الإعلامية، وقاعدة للبيانات، التي تكاملت فيما بينها لإيصال ثقافة النادي والتعريف بدوره الأدبي والثقافي من خلال ما قدمه من فعاليات منبرية وورش تدريبية وقراءات نقدية واحتفاء بالمبدعين من الرواد وجيل الشباب، إلى جانب تميزه في مجال المطبوعات والإصدارات في مجالات إبداعية أدبية وثقافية مختلفة، إضافة إلى إصدارته الأخيرة التي دشنها لمجموعة من الطالبات القاصات، وكتاب الرياض في عيون الشعر، وآخر في دراسات فلسفية لزكي الميلاد.. وغيرها من الإصدارات التي دأب النادي على إقامة معارض خاصة لها بمقر النادي بصفة خاصة، وللكتاب المحلي بصفة عامة، إلى جانب حضوره ومشاركته المتميزة من خلال مطبوعاته التي يصدرها بالشراكة مع الدور العربية البارزة في هذا المجال من جانب، والمشاركة بمطبوعاته وإصداراته خلال دورت معرض الرياض الدولي للكتاب.. تجدر الإشارة إلى أن نادي الرياض الأدبي سيشهد مساء اليوم عند الساعة الثامنة والنصف ، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض عقد انتخاب مجلس إدارته الجديد، وذلك بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، والأعضاء الممثلين للجنة المشرفة على انتخابات الأندية الأدبية بالمملكة. الزميل سعد الحميدين وحسين علي في معرض كتاب بالنادي من فعاليات الأمسية اليابانية شعار النادي