يبدو أن الفنان «حسن عسيري» أخذ على عاتقه صناعة المواهب الشابة والتي عانت طويلاً من عدم وجود أي معهد متخصص في دعم المواهب الشابة وصقلها وتوجيهها في الإطار الصحيح الذي يضعها على أعتاب النجومية. وبمتابعة سريعة لبعض إنتاجاته من أعمال درامية وكوميدية ومنها «الخادمة»، «من الآخر»، «كلام الناس»، نلاحظ حرصه الدائم على تقديم العديد من الوجوه الجديدة التي تتميز بالموهبة في أعمال قوية جنباً إلى جنب مع كبار النجوم. ومن أبرز هذه الوجوه الممثلة الشابة «لمار» التي قدمتها في «كلام الناس» و»من الآخر» والتي استطاعت أن تحقق شهرة واسعة انطلقت بعدها الى العديد من الأعمال الأخرى وحققت من خلالها أيضاً نجومية سريعة لكنها ناضجة. ومن أبرز المواهب أيضاً التي قدمها «عسيري» نجد أسماء عديدة مثل فيصل العمري وأحمد شعيب ومحمد جبرتي وبدر المطرفي، ومفاجأة هذا العام الشاب الأردني ياسين أبو شيخة، والذي يشبه إلى حد كبير نجم منتخب الأرجنتين الشهير «ميسي»، والذي يشارك هذا العام بدور البطولة في إحدى حلقات مسلسل «كلام الناس» في موسمه الثاني. ومن أهم الأعمال التي تألقت فيها هذه المواهب يأتي مسلسل «الخادمة» والذي شارك فيه فيصل العمري وأحمد شعيب، ومسلسل «قول في الثمانينات» الذي شارك فيه محمد جبرتي وبدر المطرفي، ويتواصل ذلك أيضا في الموسم الثاني من «كلام الناس» بمجموعة جديدة من المواهب من بينهم مجاهد العمري، أيمن بركات. وإضافة إلى الإنتاجات العديدة التي يحرص «العسيري» على تطعيمها بالموهوبين، يستعد حاليا لإطلاق قناة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» لترجمة هذه الإبداعات وإتاحتها مباشرة للجمهور. وعن هذه التجربة يقول الفنان حسن عسيري: إن المواهب الشابة الحقيقة تحتاج لمن يضعها على أول طريق النجومية ومن ثم صقلها من خلال التعامل المباشر مع كبار النجوم وهذه مسؤولية تستحق الجهد. في الاتجاه ذاته، أكد المخرج عمر الديني أحد الداعمين الأساسيين للمواهب الشابة أن ما يقدمه خطوة مهمة لإنهاء معاناة الموهوبين من أبناء المملكة في مختلف المجالات الفنية، لا سيما التمثيل، وكذلك الذين عانوا من افتقاد الدعم والتوجيه أو وجود معهد أو مؤسسة تأخذ بأيديهم إلى طريق النجومية، فلقد بدأ مشروع «طريق المواهب» في وضع النقاط فوق الحروف، واستطاع المشروع أن يقدم للساحة الفنية العديد من المواهب الشابة المتميزة.لافتا إلى أن مشروع «طريق المواهب» قدم العديد من المواهب الواعدة خاصة في عدد من الأعمال المهمة في الدراما السعودية، مثل مسلسل «الخادمة» الذي ضم مجموعة من الوجوه الجديدة مثل الممثلين الشابين فيصل العمري، وأحمد شعيب اللذين انطلقا من «طريق المواهب» إلى العديد من التجارب الفنية الأخرى التي صقلت مواهبهما. إلى ذلك، كشف مدير الإنتاج رياض أحمد عن المعاناة التي يواجهها القائمون على اختيار المواهب، موضحا أن لجان التقييم تواجه دوما صعوبات بالغة في الاختيار نظرا لكفاءة العديد من المواهب الشابة في مختلف المجالات. لافتا إلى أن اللجنة المشكلة برئاسة الفنان «حسن عسيري» والمؤلف علاء حمزة، والمخرج عمر الديني تجد صعوبة بالغة في الاختيار، مشيراً إلى أن مشروع «طريق المواهب» كشف عن وجود آلاف الموهوبين من أبناء المملكة والذين يحتاجون الى الفرصة للاكتشاف والصقل ومن ثم وضع أقدامهم على أول سلم الاحتراف. وأكد رياض وهو أول مدير إنتاج لمسلسل «باب الحارة» والذي أصبح أحد أبرز المنتجين السعوديين خلال خمسة أعوام، أهمية تجديد دماء الدراما السعودية بالعناصر الشابة، موضحا أن المجتمع السعودي زاخر بالمواهب الجديرة بالاهتمام والتي تفتقر إلى من يمد لها يد المساعدة. مشيراً إلى أن الفنان «حسن عسيري» يولي أهمية خاصة لدعم المواهب السعودية الصاعدة.