اتفق أعضاء المعارضة السورية بعد مناقشة مبادرة مثيرة للجدل طرحها رئيسهم على أن الائتلاف الوطني السوري المعارض مستعد للتفاوض من أجل التوصل الى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا على ألا يكون الرئيس بشار الاسد طرفا في أي تسوية. وجاء اجتماع الائتلاف السوري المعارض الذي يضم 70 عضوا قبل محادثات يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أحد آخر الحلفاء الاجانب للاسد وفي الوقت الذي يستأنف فيه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي جهوده للتوصل الى اتفاق. وبعد جلسة غاضبة حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية تعرض فيها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب لانتقادات حادة من الاعضاء الاسلاميين والليبراليين على السواء على اقتراحه اجراء محادثات مع حكومة الاسد دون النص على ما سموه أهدافا واضحة تبنى الائتلاف وثيقة سياسية تطالب بتنحي الاسد ومحاكمته عن اراقة الدماء. وقالت مسودة الوثيقة التي اطلعت عليها رويترز وتم توزيعها للمناقشة انه يجب ألا يكون الاسد طرفا في أي تسوية سياسية ويجب محاكمته لكنها لم تتضمن مطالبة مباشرة بتنحيه. وقال عبد الباسط سيدا عضو المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا والذي انتقد الخطيب لتصرفه وحده : لقد تبنينا الوثيقة السياسية التي تحدد معايير أي حوار. والاضافة الرئيسية الى المسودة هي بند عن ضرورة تنحي الاسد. وأضاف سيدا : حذفنا بندا عن ضرورة مشاركة روسيا وأمريكا في أي محادثات وأضفنا أن قيادة الائتلاف يجب مشاورتها قبل اطلاق اي مبادرة في المستقبل. ومع ذلك فإن الوثيقة التي تم الاتفاق عليها تنطوي على تخفيف لحدة مواقف سابقة أصرت على ضرورة رحيل الرئيس قبل بدء أي محادثات مع حكومته. وفي مؤشر على ان الاسد ما زال يتخذ موقف التحدي قال الابراهيمي ان الاسد أبلغه أنه سيبقى رئيسا حتى نهاية ولايته في عام 2014 ثم يرشح نفسه لاعادة انتخابه. وقال الابراهيمي لقناة العربية الفضائية التلفزيونية انه يريد أن يرى حكومة انتقالية تتشكل في سوريا ولا تكون مسؤولة أمام أي سلطة أعلى وتستمر حتى تجرى انتخابات تحت اشراف الاممالمتحدة في البلاد. وقال الابراهيمي انه يؤيد الرأي القائل بأنه يجب ان تأتي قوات لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة الى سوريا كما حدث في بلدان أخرى.