- حلب - وليد عزيزي - أعضاء المعارضة السورية بعد مناقشة مبادرة مثيرة للجدل طرحها رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب على الاستعداد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا، على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية. وجاء اجتماع الائتلاف السوري المعارض، الذي يضم 70 عضوا، ويحظى بدعم تركيا ودول عربية وغربية، قبل محادثات يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، أحد آخر الحلفاء الأجانب للأسد، في الوقت الذي يستأنف فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي جهوده للتوصل إلى اتفاق. وبعد جلسة غاضبة حتى وقت متأخر من الليل، تعرض فيها رئيس الائتلاف الخطيب إلى انتقادات حادة من الأعضاء الإسلاميين والليبراليين على السواء على اقتراحه إجراء محادثات مع حكومة الأسد دون النص على ما سموه أهدافا واضحة، تبنى الائتلاف وثيقة سياسية تطالب بتنحي الأسد ومحاكمته عن إراقة الدماء. وقالت مسودة الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة "رويترز"، وتم توزيعها للمناقشة إنه يجب ألا يكون الأسد طرفا في أي تسوية سياسية، ويجب محاكمته، لكنها لم تتضمن مطالبة مباشرة بتنحيه. وقال عبد الباسط سيدا، عضو المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا، والذي انتقد الخطيب لتصرفه وحده "لقد تبنينا الوثيقة السياسية التي تحدد معايير أي حوار. والإضافة الرئيسية إلى المسودة هي بند عن ضرورة تنحي الأسد." وأضاف سيدا قوله "حذفنا بندا عن ضرورة مشاركة روسيا وأميركا في أي محادثات، وأضفنا أن قيادة الائتلاف يجب مشاورتها قبل إطلاق أي مبادرة في المستقبل". ومع ذلك فإن الوثيقة التي تم الاتفاق عليها تنطوي على تخفيف لحدة مواقف سابقة أصرت على ضرورة رحيل الرئيس قبل بدء أي محادثات مع حكومته. غير أن مقاتلي المعارضة في الميدان بصورة عامة، الذين ليس للخطيب تأثير يذكر عليهم، يعارضون المبادرة. مقاتلو المعارضة في الميدان يعارضون مبادرة الخطيب للحوار مع الأسد لأنها تتعارض مع هدف الانتفاضة المتمثل في إسقاط النظام وجميع رموزه. وقالت جبهة تحرير سوريا الإسلامية التي تمثل كتائب مسلحة في بيان إنها تعارض مبادرة الخطيب لأنها تتجاهل هدف الانتفاضة المتمثل في إسقاط النظام وجميع رموزه. وقلل الناشط المعارض المخضرم وعضو الائتلاف الوطني وليد البني الذي يدعم الخطيب من أهمية حذف الإدراج المباشر لعزل الأسد. وقال البني إن المعارضة تطالب بمحاسبة الأسد على إراقة الدماء والدمار الذي سببه، وعبر عن اعتقاده بأن الرسالة واضحة بما يكفي. وأطلق الخطيب مبادرته الشهر الماضي بعد محادثات مع وزيري خارجية روسيا وإيران في ميونيخ، لكن دون التشاور مع الائتلاف الذي فوجئ بالمبادرة. المعارضة تدين التفجيرات إلى ذلك دان الائتلاف السوري المعارض الخميس سلسلة "التفجيرات الإرهابية" التي أوقعت عشرات القتلى في العاصمة السورية دمشق، "أيا كان مرتكبها"، بينما اتهمت الحكومة السورية مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بتنفيذ الهجمات. وضربت سلسلة تفجيرات مناطق عدة في دمشق، الخميس، وأسفرت عن مقتل 83 شخصا على الأقل وإصابة مئات آخرين، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.