أكد مختصون أن الذكاء الاصطناعي يُعد أحد أهم الوسائل الحديثة في تقديم الخدمات في كافة قطاعات الدولة وتحليل البيانات والارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، وخلق سوق جديدة واعدة ذات قيمة اقتصادية عالية، وغيرها من المزايا العديدة التي يمكن تسخيرها في خدمة الوطن والمواطن. وأوضحوا في حديثهم ل «اليوم»، أن الذكاء الاصطناعي لا يعمل بدون وجود بنية بيانات وخدمات ناضجة في كافة القطاعات والمجالات التي تلامس المواطنين وتزيد من استخداماته، مشيرين إلى أن الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة تحتاج لجرعات من زيادة الوعي بشأن فرص وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالها وخاصة في مجالي تعلم الآلة والتنقيب عن البيانات. وقال أستاذ الذكاء الاصطناعي المساعد بجامعة جدة د. ماجد المرعشي: «إذا نظرنا للخطط الطموحة ضمن رؤية المملكة 2030، نجد أن هناك تركيزا كبيرا على المستوى الوطني للسبق في هذا المجال والذي يظهر من خلال عدد من المبادرات والمشروعات المهمة، وكل هذه المبادرات والمشاريع في زمن قياسي تزيدنا تفاؤلا بمستقبل الوطن بإذن الله». وأضاف «المرعشي»: الذكاء الاصطناعي لا يعمل بدون وجود بنية بيانات وخدمات ناضجة. وعلى سبيل المثال، تحتاج المؤسسات إلى استخدام إطار مرجعي للبنية التقنية المؤسسية كمنهجية البنية التقنية المؤسسية المطورة من كوبيت أو منهجية وطنية كتلك الصادرة من برنامج التعاملات الحكومية «يسر»، وتعمل هذه المنهجيات على تجهيز البنية التقنية وبنية الأعمال والخدمات لتكون ناضجة بما فيه الكفاية وبالتالي تمكن للتقنيات المتطورة كتقنيات الذكاء الاصطناعي من العمل بشكل مبهر. » تقنية الذكاء وقال الأستاذ المشارك بقسم تقنية الحاسب بكلية الاتصالات والإلكترونيات بجدة د. عبدالله باحطاب: يوجد توجه لدى الدول العظمى في الإنفاق على برامج الذكاء الصناعي بشكل كبير جدا حيث الولاياتالمتحدةالأمريكية تعزم على انفاق 686.1 مليار دولار لعام 2019م، والصين تخطط لانفاق 22.15 مليار دولار بحلول عام 2020م و59.07 مليار دولار بحلول 2025م و150 مليار دولار بحلول عام 2030م، وكذلك فرنسا وجدت نفسها متأخرة في هذا المجال فعزمت على تخصيص مبلغ 1.8 مليار، بينما حجم الانفاق في دول الشرق الأوسط وإفريقيا سوف يكون فقط 114 مليون دولار بحلول عام 2021م، وتقنية الذكاء الصناعي سوف يكون لها دور كبير في تقدم جميع المجالات مثل: المجال الصحي، المدني، الصناعي، والعسكري، وهناك تخوف من هذه التكنولوجيا كونها قد تنشئ بطالة حيث سيتم الاستغناء عن الكادر البشري بشكل كبير، وهذه المخاوف كانت موجودة في الثمانينيات عند بداية استخدام الحاسب الآلي في القطاعات المدنية والصناعية والعسكرية، ولكن في الحقيقة إن استخدام الحاسب الآلي وما يتبعه من تقنيات أوجد وظائف بشكل مهول وبمرتبات عالية. » مشاريع مستقبلية وقال المختص في الاتصالات وتقنية المعلومات م. خالد أبو إبراهيم: «تعمل المملكة على تأسيس كل مشاريعها المستقبلية ومدنها كذلك بناء على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفسر اهتمامها بتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي واكتساب المعرفة والتكنولوجيات المتعلقة به من خلال شراكاتها مع الشركات العالمية، كما تهدف المملكة إلى الاستثمار في هذا المجال الواعد والمليء بالفرص التي تدر أرباحا عالية، شأنها في ذلك شأن الدول الكبرى في العالم مثل الصين وغيرها.