وصلتني باقة متنوعة من إصدارات الزملاء الشِّعرية الجديدة وقد تعددت مناحي المجموعات الفنية وتشعبت أطيافها حسب ذائقة مؤلفيها ومعتنقي توجهاتها وقد تلقَّفتها منهم شخصيا ومن بريدي الخاص بنشوة الاشتياق وبلذة الرغبة في قضاء وقت ممتع في ضيافتها إذ بي أستفردُ فيها من بين أرصدة الكتب والإصدارات الأخرى التي اقتنيتها من معرض الكتاب الأخير في الرياض وأتنقَّل بين صفحاتها على عجالة من أمري لقراءة ذوات الزملاء الأعزاء وبما يفكرون كيما تتوفر الفرصة للتفرغ للقراءة الفاحصة وللكتابة عنها فاستشعرتُ الجمال الغضَّ في بعضها يلامسُ روحي المغرمة فيه وتحسستُ المُرَّ في بعضها الآخر يحشرجُ ذائقتي الفنية واستكثرتُ الطِّباعة عليها وتمنيتُ لو ظلّت تلك الكتابات الهشَّة حبيسة الأدراج لكيلا تفضح صاحبها الرافل ألقاً مُصطنعا من أضواء الإعلام التافه وصرتُ أتساءل مع نفسي كيف يتهافت كاتبٌ كبير صنعته زبرجة الشهرة الفارغة فتاتا بين عبارات كتاباته وتكون طعما سائغا لانهياره تمنيتُ لو ظلت تلك الكتابات الهشَّة حبيسة الأدراج لكي لا تفضح صاحبها الرافل ألقا مصطنعا من أضواء الإعلام التافه وصرتُ أتساءل مع نفسي كيف يتهافت كاتبٌ كبير صنعته زبرجة الشهرة الفارغة فتاتا بين عبارات كتاباته.في أعين جمهوره ومتابعي شهرته كنتُ حريصة على اقتناء دواوين شعرية لشعراء لطالما سمعتُ عنهم وقرأتُ عن أخبارهم التي ملأت الصحف ومواقع الشبكة العنكبوتية لأضع كلا ً في منزلته التي ارتضته له قدرته الإبداعية بعيدا عن ترّهات حزبه ومبالغات المطبِّلين له وتملّق المزمجرين، وكم أزعجتني نصوص أشهرهم الغائرة في جراحات اللغة بين ضم المفعول وفتح الفاعل، وما بين إسقاطات الهمزة ومهاترات التعابير المجازية ورمزية الشِّعرية المتهالكة البنية وضبابية المعنى التي شرقت بفهمي وغربت باستيعابي، فما كان بي سوى أن أرفع تلك المجاميع جانبا وأحتفظ بها في جزء من مكتبتي لأتفرغ لها لاحقا بعد أن أنتهي من مشروعي الكتابي الآني الذي أعتكف عليه ويشغل حيِّزا من ذاكرتي ومن وقتي المشتت بين نوبات الدوام القاتلة والمشاركات المنبرية والأسفار الثقافية وتهافت( البرودكاستات ) الجنونية في برنامج ( الوات ساب ) لجهاز ( الآيفون ) النقال الذي أجنَّ البشر وسرق جل أوقاتهم وما بين مجالسة الأقارب وعتب الأحباب فمن الجميل حقا جمع إصدارات الزملاء شعراء وشاعرات الوطن والتفرغ لقراءتها وفهمها والوقوف على مكامن جمالياتها ونقاط ضعفها ومعرفة أساليب الشعراء وفنون ابداعاتهم لإعطاء كل ذي حقٍّ حقه دون مغالاة ولا مقالاة لصالح أدبنا المحلي ولتشذيب نتاجنا وتهذيب كتاباتنا بما يتناسب وحجمه الحقيقي لكيلا يضحك الضاحكون علينا، فقد مللنا من حجم المغالطات الثقافية التي بدت تنمو وتتكاثر بيننا دون أن نستشعر أثر ذلك في تشكيل واقع ثقافتنا وحقيقة عطاءاتنا المتناسبة وقدراتنا الكتابية فلننتبه لذلك قبل أن يندبنا النادبون ويضجُّ بنا الضَّاجُّون !!