تعهد معارضو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة المظاهرات ضد هيمنته على روسيا. ويوم السبت شارك عشرات الآلاف في مسيرة حافظت على زخم الحركة الاحتجاجية ضد رئيس الوزراء الذي يدير روسيا منذ 12 عاماً. وينعته معارضوه بأنه قيصر روسي آخر في الكرملين. وقال المنظمون على موقع للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت //سنعود// وذلك بعد يوم واحد من تحدى المتظاهرين الطقس شديد البرودة لتنظيم ثالث تجمع حاشد منذ تصاعد الغضب على التلاعب المزعوم في انتخابات برلمانية فاز بها حزب بوتين في الرابع من ديسمبر. وسار المحتجون الذين كانوا يلوحون بالاعلام واللافتات على مقربة من جدران وابراج الكرملين يوم السبت وهم يهتفون//روسيا بلا بوتين// و//اعيدوا لنا الانتخابات.// وعلى الرغم من تنظيم انصار بوتين تجمعا ضخما ايضا في موسكو يوم السبت محذرين من خطر تقويض الاستقرار فان حجم مسيرة المعارضة يشير الى ان بوتين يواجه تحديا مطولا وهو يستعد للعودة لرئاسة البلاد في الرابع من مارس. ولم تكن مثل هذه الاحتجاجات امرا متصورا قبل ستة اشهر لو لم تثرها مطالب باجراء انتخابات نزيهة. وتشكل الاحتجاجات المتواصلة اكبر تهديد سياسي لبوتين منذ انتخابه رئيسا لروسيا لاول مرة عام 2000. ومن شبه المؤكد ان يفوز بوتين بفترة رئاسة تستمر ست سنوات في مارس ولكن سلطته تضررت ولم يثن توقف الاحتجاجات خلال عطلة السنة الجديدة الطويلة الناس الذين احتجوا بأعداد كثيرة في العاشر من ديسمبر و24 من الشهر نفسه. وكلما طال أمد الاحتجاجات زاد التهديد الذي تواجهه شرعية بوتين، على الرغم من ان المعارضة ليست سوى جماعات متحدة بشكل فضفاض وتضم مجموعات مختلفة مثل القوميين واليساريين والليبراليين وانصار البيئة. وقال السياسي المعارض بوريس نيمتسوف في مدونة //عندما رأيت في مؤشر الحرارة ان الحرارة 22 درجة مئوية تحت الصفر هذا الصباح اعتقدت أنه لن يحضر عدد يزيد على ما يتراوح بين عشرة آلاف وخمسة عشر الف وكلما طال أمد الاحتجاجات زاد التهديد الذي تواجهه شرعية بوتين حتى رغم ان المعارضة ليست سوى جماعات متحدة بشكل فضفاض وتضم مجموعات مختلفة مثل القوميين واليساريين والليبراليين وأنصار البيئة.شخص. الحمد الله كنت مخطئا وثبت ان سكان موسكو اكثر تصميما وأقوى واكثر مثابرة عما كنت اعتقد//. مضيفا //نخوض نضالا صعبا طويلا ضد اوغاد ولصوص قساة. انه ماراثون يتعين علينا كسبه.// ويقول المنظمون ان من المتوقع ان يكون الاحتجاج الضخم المقبل في 26 فبراير وهو الاسبوع السابق لانتخابات الرئاسة او بعد فترة وجيزة منها. ودعا بوتين يوم الاثنين الى تجديد الآليات الديمقراطية منتقدا «الاستعراضات السياسية» التي تنظمها المعارضة بعدما نجحت في حشد عشرات الالاف السبت في موسكو. وكتب بوتين في مقال طويل نشرته صحيفة كومرسانت بعنوان «الديمقراطية ونوعية الدولة» «اننا بحاجة الى تجديد آليات ديمقراطيتنا، يجب ان نأخذ بالاعتبار نشاطا مدنيا متزايدا». وتابع ان «مجتمعنا المدني ازداد نضجا ونشاطا ومسؤولية». غير ان بوتين المرشح لولاية ثالثة في الكرملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 4 مارس، بعد ولايتين سابقتين متتاليتين بين 2000 و2008، حذر من اي «ديمقراطية وهمية». وقال «لسنا بحاجة الى وضع تقتصر فيه الديمقراطية على شعار، حين يتم تقديم استعراض سياسي وعرض لمرشحين على انهم يمثلون سلطة الشعب» في اشارة الى تظاهرات المعارضة. وتابع «علينا ان نتجنب سلوك مثل هذا الطريق الذي لا يفضي الى مكان، بل هو محاولة لتبسيط السياسة وانشاء ديمقراطية وهمية». وكتب «ان الديمقراطية الحقيقية لا تولد دفعة واحدة ولا تستنسخ نموذجا خارجيا» موضحا انه «لا بد ان يكون المجتمع مهيئا لاستخدام الاليات الديمقراطية». وهذه العبارة الأخيرة استخدمها حليفها العربي بشار الأسد الذي نظاماً يترنح ويواجه احتجاجات تقترب من القضاء عليه. وقال الأسد في تصريحات اغضبت مواطنيه في بداية ثورات الربيع العربي أن المجتمع السوري غير مهيأ لتطبيق الديمقراطية. ويبقى بوتين الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية بالرغم من التراجع الحاد في شعبيته خلال الاشهر الاخيرة. لكنه يواجه اكبر حركة معارضة منذ توليه السلطة عام 2000.