موسكو - أ ف ب - لم يرد القادة الروس امس، على التظاهرات غير المسبوقة احتجاجاً على فوز حزب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من الشهر الجاري، بينما رأى خبراء أنها تشكل تحدياً حقيقياً للنظام. وتفيد تقديرات مستقلة أن ما بين خمسين وثمانين ألف شخص شاركوا في موسكو في التظاهرة التي لا سابق لها في حجمها منذ وصول بوتين إلى السلطة في العام 2000. كما شارك آلاف الأشخاص في تظاهرات في مدن أخرى. وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين في موسكو ب 25 ألفاً. ونظمت التظاهرات احتجاجاً على عمليات تزوير تقول المعارضة إنها سمحت لحزب روسيا الموحدة الحاكم، بالفوز في الانتخابات. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين للموقع الإلكتروني الإخباري «غازيتا.رو» إن الحكومة الروسية ليس لديها أي تعليق في هذا الشأن. ورد الفعل الرسمي الوحيد الذي صدر حتى الآن على اكبر تظاهرة للمعارضة منذ التسعينات صدر عن المسؤول في حزب روسيا الموحدة اندريه ايساييف الذي قال إن «هذا العدد ليس كبيراً في مدينة تضم ملايين السكان». وأضاف: «ومع ذلك سندرس ما قيل وأسباب استياء» المتظاهرين. وسجلت تعبئة استثنائية في موسكو حيث كانت تجمعات المعارضين التي لم يرخص لمعظمها تضم مئات الأشخاص من قبل. وبعد تعتيم منذ بداية الاحتجاج فتحت محطات التلفزيون التي تسيطر عليها الدولة الروسية نشراتها بهذه المسألة مساء السبت. وقال مصدر في الكرملين نقلت تصريحاته «غازيتا.رو» إن هذا القرار اتخذه على ما يبدو الرئيس ديمتري مدفيديف الذي اصدر تعليمات إلى شرطة موسكو بالتصرف باعتدال. وانتهت التظاهرة في العاصمة من دون اعتقال أي شخص لكن تم توقيف كثيرين في مدن أخرى. وقال احد قادة المعارضة التي تنظم الحركة الاحتجاجية الوزير السابق بوريس نيمتسوف لإذاعة «كومرسانت أف أم» امس، إن تظاهرات جديدة ستجري في 17 و18 و24 الجاري. وأضاف: «سنواصل حركتنا الاحتجاجية طالما لم تتم تلبية مطالبنا». وتطالب المعارضة بتنظيم انتخابات جديدة وإطلاق سراح محكومين بعقوبات بالسجن تصل إلى 15 يوماً اثر توقيفهم في تظاهرات أولى نظمت في موسكو وسان بطرسبورغ غداة الاقتراع. ورأى يفغيني غونتماخر من معهد التنمية المعاصر أن هذه الانتخابات هي «القشة التي قصمت ظهر البعير» بعد الاستياء المتزايد للسكان في مواجهة الظلم والفساد. وأضاف الخبير أن «الناس اصبحوا يستسيغون التظاهرات الحاشدة ومستعدون لتعبئة جديدة في أي وقت وبأي حجة». وتأتي هذه التعبئة قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي يأمل فلاديمير بوتين بالفوز فيها في الرابع من آذار (مارس) المقبل. ويمكنه نظرياً البقاء رئيساً للبلاد حتى 2024 بعد أن تولى الرئاسة ثماني سنوات من 2000 إلى 2008. وحذر الكسي مالاشنكو الخبير في معهد «كارنيغي» في موسكو من انه «لم يعد هناك ثقة في القادة إنها أزمة سياسية خطيرة». وأضاف: «إذا جرت الانتخابات الرئاسية غداً فسيحصل بوتين على عدد قليل جداً من الأصوات».