توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، روسيا من رد قادم بالصواريخ الذكية على هجوم كيماوي في سوريا مؤكدا أن الصواريخ «قادمة» وهاجم موسكو لدعمها رئيس النظام الأسد في قتل الشعب السوري، الذي وصفه ب«الحيوان القاتل». قاتل السوريين وغرد ترامب على «تويتر» قائلا: «روسيا تتعهد بإسقاط أي صاروخ يطلق على سوريا، استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة.. لطيفة وجديدة وذكية!»، وأضاف مخاطبا موسكو: «لا يجب أن تكونوا شركاء للحيوان القاتل، الذي يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك». وكان سفير روسيا في لبنان، ألكسندر زاسيبكين، قال في وقت سابق الأربعاء: «إن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف منصات إطلاقها»، وأضاف في تصريحات بثها تلفزيون تابع لميليشيا «حزب الله»: إنه يستند في ذلك إلى تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسي. ضربات عسكرية وتأتي تلك التصريحات في وقت يشهد احتقانا غير مسبوق بين موسكووواشنطن وحلفائها حول سوريا، لا سيما بعد أن ألمح الرئيس الأمريكي إلى احتمال توجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد، كما أفادت عدة تقارير إعلامية بتوجه المدمرة الأمريكية «USS DONALD COOK» التي غادرت الاثنين ميناء قبرص؛ تجاه سوريا، مزودة ب60 صاروخاً مجنحاً من نوع توماهوك. وفيما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أسفها لعدم التوصل لاتفاق داخل مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، توقع الخبير الألماني ورئيس مركز أبحاث العالم العربي، جونتر ماير، في تصريحات لإذاعة ولاية هيسن المحلية، هجوما عسكريا ضخما من جانب سفن حربية في البحر المتوسط على قواعد عسكرية للنظام اليوم الخميس كحد أقصى. اتهام ألماني وفي السياق نفسه، حملت ميركل نظام الأسد لأول مرة مسؤولية هجوم الغاز على دوما. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي عقب اختتام الاجتماع المغلق لمجلس الوزراء الألماني في قصر ميسبرج بولاية براندنبورج: «هناك أدلة قوية تُشير في اتجاه النظام السوري»، وأضافت في إشارة إلى ضربة عسكرية محتملة من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها على مواقع للنظام: «لا أريد التكهن الآن عن أشياء أخرى». وبحسب بيانات جديدة معدلة للخوذ البيضاء، فإن 42 شخصا على الأقل لقوا حتفهم خلال الهجوم بالغاز السام يوم السبت الماضي، وهناك أكثر من 500 شخص يخضعون للعلاج حاليا في المستشفى. وتحمل الولاياتالمتحدة النظام السوري مسؤولية الهجوم، فيما أعلنت روسيا التي تعد حليفة للأسد أن المعارضة هي من دبرت الهجوم. السلامة الجوية في غضون ذلك، دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكنترول)، أمس، شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن غارات جوية في سوريا خلال 72 ساعة. وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني: «ينبغي توخي الحذر عند تخطيط العمليات الخاصة بالرحلات في منطقة معلومات الطيران بشرق المتوسط/نيقوسيا»، مشيرة إلى امكانية استخدام صواريخ جو-أرض وكروز خلال تلك الفترة وأن هناك احتمالا لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة. استعداد البنتاغون وفي وقت لاحق، أعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس أمس «استعداده» لعرض خيارات عسكرية على الرئيس دونالد ترامب ردا على هجوم الأسد الكيميائي. لكنه شدد على ان الولاياتالمتحدة «لا تزال تجري تقييما» للمعلومات عن هذا الهجوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية والذي حملت الدول الغربية نظام الأسد مسؤوليته. وقال ماتيس ردا على سؤال حول استعداد البنتاغون لتوجيه ضربة الى نظام الأسد: «نحن مستعدون لعرض خيارات عسكرية، اذا كانت ملائمة، بحسب ما قال الرئيس». ولكن ردا على سؤال آخر حول مدى تأكد واشنطن من مسؤولية النظام عن الهجوم الكيميائي المفترض قال ماتيس: «لا نزال نجري تقييما لمعلومات اجهزة استخباراتنا، وحلفائنا. لا نزال نعمل على هذا الامر». علاقة سيئة ولا يتقاطع الموقف الحذر لماتيس الذي كان يتحدث الى الصحافيين في مستهل لقائه نظيره الهولندي، مع تغريدات ترامب الذي حذر روسيا الاربعاء من أن صواريخ ستطلق على سوريا ردا على الهجوم الكيميائي. من جانبه، اعتبر الرئيس ترامب أن العلاقات مع روسيا هي الآن أسوأ مما كانت عليه إبان الحرب الباردة. وفي سلسلة من التغريدات تزامنت مع برنامج يركز على روسيا تبثه قناته المفضلة «فوكس نيوز»، فتح ترامب الباب أمام شن هجمات عسكرية ضد نظام الأسد حليف الكرملين، واطلق عبارات ضد روسيا هي الأعنف منذ توليه الرئاسة. وقال ترامب: «علاقاتنا مع روسيا هي اليوم اسوأ مما كانت عليه في اي وقت مضى، وحتى خلال الحرب الباردة. ولا يوجد سبب لذلك». وسخر ترامب من تهديد موسكو بإسقاط اي صواريخ اميركية تطلق على سوريا، وانتقد موسكو لعلاقاتها مع نظام بشار الاسد.