أكدت الرئاسة الروسية اليوم (الاربعاء)، انها «لا تشارك في ديبلوماسية التغريدات» وتؤيد «المقاربات الجادة» وذلك بعد سلسلة من التغريدات للرئيس الاميركي دونالد ترامب حول روسيا التي دعاها الى «الاستعداد» لضربات أميركية في سورية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف رداً على سؤال لوكالات الانباء الروسية عن رد فعل الرئاسة حيال تغريدات ترامب: «نحن لا نشارك في ديبلوماسية التغريدات. نحن مع المقاربات الجادة». واضاف: «نرى اليوم ان من المهم عدم القيام بافعال يمكن ان تفاقم وضعاً هشاً اصلاً». وتابع: «نحن مقتنعون بان استخدام الاسلحة الكيماوية في دوما أمر تم اختلاقه ولا يمكن ان يستخدم ذريعة للجوء الى القوة». وكان بيسكوف حذر في وقت سابق اليوم من أي عمل في سورية يمكن «ان يزعزع الوضع الهش اصلاً في المنطقة»، وذلك بعد تهديدات بغارات غربية في سورية بعد تحميل دمشق مسؤولية هجوم كيماوي مفترض في الغوطة الشرقية. وحذر ترامب روسيا حليف النظام السوري من أن صواريخ ستطلق على سورية. وكتب ترامب في تغريدة: «ان روسيا تقسم بانها ستسقط أي صاروخ يطلق على سورية. فلتستعد روسيا لانها (الصواريخ) قادمة وهي جميلة وجديدة وذكية. ما كان يجب ان تتضامنوا مع وحش يقتل بالغاز شعبه ويتلذذ بذلك». من جهته، أعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس «استعداده» لعرض خيارات عسكرية على الرئيس ترامب. وشدد ماتيس على ان الولاياتالمتحدة «لا تزال تجري تقييماً» للمعلومات عن هذا الهجوم. في المقابل هدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين من انه «في حال هجوم اميركي (..) سيتم تدمير الصواريخ والتجهيزات التي اطلقتها». وتأتي رسالة ترامب بعد يوم فقط من تصويت روسيا في مجلس الأمن ضد قرار صاغته الولاياتالمتحدة لتشكيل لجنة لتحديد منفذي الهجمات التي وقعت السبت ويشتبه باستخدام الغاز السام فيها في مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة السورية قرب دمشق. وفي رد فعل على تغريدات ترامب، وصفت دمشق تهديدات ترامب ب«التصعيد الأرعن». ونقلت «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله: «لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من نظام كنظام الولاياتالمتحدة رعى وما زال الإرهاب في سورية (..) وليس غريباً عليه أبداً أن يساند الإرهابيين في الغوطة ويرعى فبركاتهم وأكاذيبهم لاستخدامها كذريعة لاستهداف سورية». وأصرت موسكو على أن خبراءها العسكريين لم يعثروا على أي دليل على وقوع هجوم كيماوي، وأشارت إلى أن فصائل المعارضة اختلقت أو نشرت إشاعات عن وقوع الهجوم لإلقاء اللوم على دمشق. وسارعت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الى الرد على كلام ترامب من دون ان تسميه في حسابها على «فايسبوك» قائلة: «على الصواريخ الذكية ان تصوب باتجاه الإرهابيين، وليس باتجاه الحكومة الشرعية التي تواجه منذ سنوات عدة الإرهاب الدولي على اراضيها». وفي لندن، قال زعيم حزب «العمال» البريطاني المعارض جيريمي كوربين إنه يجب أن تكون للبرلمان كلمة في شأن أي عمل عسكري ترغب رئيسة الوزراء تيريزا ماي في اتخاذه. وقال كوربين ل«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي.بي.سي) رداً على سؤال في شأن سورية: «ينبغي دائما أن تكون للبرلمان كلمة في شأن العمل العسكري». وأضاف: «من الواضح أن الوضع شديد الخطورة، ومن الواضح أنه يتعين الآن المطالبة بعملية سياسية لإنهاء الحرب في سورية. لا يمكننا المجازفة بتصعيد الوضع أكثر مما وصل إليه». لكن السويد، العضو غير الدائم في مجلس الامن الدولي، قالت إنها تعارض شن أي ضربات عسكرية على سورية، مشيرة إلى أن هذه الضربات ستنتهك القانون الدولي. وحض رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم روسياوالولاياتالمتحدة على الكف «عن شجارات الشوارع» في شأن سورية، قائلاً ان الوقت حان لأن تضعا خلافاتهما جانباً لأنها تهدد بالحاق الأذى بالمدني وميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم إن قوات موالية للحكومة تخلي مطارات رئيسة وقواعد جوية عسكرية تحسباً لضربات أميركية محتملة.