فجع الوسط الرياضي بخبر رحيل صديق جمال الليل، مساء أمس الاثنين، طاويا خلفه صفحات من التحدي والإخلاص، ستطرز بأحرف من ذهب في تاريخ هذا الوطن الغالي، الذي لا ينسى أبدا أحدا من أبنائه الأوفياء. وقد أثرى الساحة الرياضية بصوته الشرقاوي المميز، تحدى الإعاقة التي ولدت معه، ليتألق كتربوي ومعلق وحكم دولي لكرة الطائرة، ضاربا أروع الأمثلة في الرغبة والإصرار، فأصبح اسم «صديق جمال الليل» لا يغيب عن ذاكرة الرياضيين، خصوصا من ينتمون للجيل الأول. يعرف عنه اطلاقه العديد من اللزمات التي لا تنسى، لعل أبرزها، تلك التي أطلقها حينما توج الاتفاق بأول بطولة خارجية في تاريخ كرة القدم السعودية تحت قيادة الوطني خليل الزياني، التي قال فيها: «اشهد يا زمن.. وسجل أيها التاريخ.. الاتفاق بطل العرب». فصدّيق، الذي برز في مجال التعليق الرياضي، وعاصر جيل المعلقين القدامى أمثال محمد رمضان وزاهد قدسي وعلي داود، جعل من أسلوبه في التعليق حدثا خاصا، من خلال استخدام المفردات اللغوية الصحيحة، إضافة إلى تواجد المعلومات المميزة عن الفرق واللاعبين والتحضير الجيد للمباريات، إضافة إلى معاصرته في ذاك الوقت العديد من نجوم الكرة في المملكة، الذين ساعدوا المعلق الرياضي على الإبداع في مجال التعليق الرياضي بأدائهم الرفيع، ليكون صديق جمال الليل أحد الرموز الرياضية، التي سيخ-لدها تاريخ الرياضة السعودية طويلا. لم ينصفه الإعلام كثيرا، فهذه القامة الرياضية الكبيرة، التي خدمت الرياضة السعودية في عدة مجالات، كانت تستحق الأكثر، لكن تكريمه من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - قبل فترة وجيزة، كأحد رواد الرياضة بالمنطقة الشرقية، ساهم في تعويضه عن كل ذلك، حيث كانت سعادته لا توصف في ذلك المساء.