دخل لاعبو الأندية السعودية لدرجة الشباب عالم الاحتراف من أوسع الأبواب من خلال هيكلة جديدة لم تعهدها الكرة السعودية في الفترة الماضية، وسجل منتخب الشباب المتأهل لكأس العالم صيف 2017م بكوريا الجنوبية والذي اختتم مبارياته في بطولة آسيا للشباب يوم أمس بمملكة البحرين حضورا في هذا الملف بشكل لافت، فلم يعد اللاعب الشاب، أو حتى الناشئ بعيداً عن سلك الاحتراف في الكرة السعودية، بعد أن ظل هذا الملف متشابكا ومعقدا لسنوات طويلة مضت. وخاض المنتخب السعودي أصعب تحد له في البطولة أمس أمام الكمبيوتر الياباني، وقبلها كان قد أظهر مستويات جيدة خلال مسيرته، والتي أشاد بها الشارع الرياضي، لكن الأهم من المستويات هو أن المنتخب أصبح يملك نجوماً بارزين قادرين على تمثيل الفريق الأول في فرقهم، بل بمقدورهم الاحتراف الخارجي الأمر الذي سيعود بالنفع على الكرة السعودية بشكل كبير، خصوصاً إذا ما انتقل هؤلاء اللاعبون للعب في الملاعب الأوروبية في هذه المرحلة العمرية «مرحلة الشباب»، ولعل ما أفاد المنتخب السعودي هو توقيع عقود احترافية مع أنديتهم حتى وهم يمثلون الفئات السنية. وبنظرة سريعة لقائمة المنتخب السعودي سنجد 10 لاعبين يمثلون الأهلي في المنتخب ليتربع الأخير على رأس قائمة الأندية التي طعمت المنتخب بلاعبين، حيث يأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين، أيمن الخليف الذي انتقل من نادي هجر إلى الأهلي بعقد رسمي في عام 2013م، وتدرّج في الفريق عبر فئاته السنية. ثم يأتي اللاعب عبدالباسط هندي الذي انتقل للأهلي بعقد رسمي من نادي الأمجاد بمحافظة صبيا إلى نادي الأهلي، وهو أحد اللاعبين السبعة الذين أبرمت إدارة الأهلي معهم عقوداً احترافية في يوم واحد إضافة إلى بعض نجوم الفريق الأولمبي. كما انتقل فهد الحربي إلى الأهلي من نادي الرائد بعقد رسمي وصلت قيمته إلى 3 ملايين ريال على دفعتين. وعلي الأسمري بالأهلي أحد اللاعبين السبعة أيضاً. كما انتقل اللاعب نايف كريري من نادي حطين إلى الهلال قبل ثلاثة مواسم كلاعب في فئة الناشئين، وتم تصعيده من خلال الفئات السنية المختلفة. بينما انتقل خالد دبيش لاعب النصر إلى نادي قرطبة الاسباني مطلع عام 2016م، كأول لاعب سعودي يوقع عقداً احترافياً في الليجا الاسباني قبل أن يعود بالتراضي إلى ناديه. ويبرز أيضاً في القائمة عبدالإله العمري الذي انتقل إلى النصر من نادي وج بصفقة قدّرت بحوالي 500 ألف ريال. فيما تدرج باقي اللاعبين في الفئات السنية لأنديتهم. بعض الأندية أسرعت في توقيع العقود الاحترافية لبعض اللاعبين المتواجدين في قائمة المدرب سعد الشهري الحالية، فيما بقي بعض اللاعبين حتى الآن بلا عقود احترافية رسمية، خاصة أن هؤلاء اللاعبين ينتظرهم مستقبل كبير يليق بما قدّموه من مستويات في البطولة الآسيوية، وقد يتلقّى العديد من هؤلاء اللاعبين عروض احتراف خارجية إذا ما قدّموا نفس المستوى في بطولة كأس العالم صيف 2017م، وبالتالي فإن إدارات تلك الأندية ستنتظر عودة نجومها ممثّلي منتخب الشباب بفارغ الصبر من أجل الإسراع في فتح المفاوضات الرسمية لهؤلاء اللاعبين وتوقيع عقود احترافية طويلة الأمد للاستفادة من خدماتهم وتطبيق نظام الإحلال لفئاتها السنّية وخاصة درجتي الأولمبي والأول. وفي ظل سعي الأندية السعودية استقطاب المواهب الشابة في مختلف الفئات السنية، وسعيها الدؤوب في توفير بيئة وقاعدة من اللاعبين الشباب من أجل تمويل الصفوف الأولية لها، بات لاعبو المنتخب السعودي للشباب والذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب والمقامة صيف 2017م بكوريا الجنوبية محط أنظار جميع الأندية التي ترى في هؤلاء اللاعبين الفرصة الثمينة من أجل الاستفادة من خدماتهم في المستقبل القريب، حيث سيكون هذا الجيل النواة الحقيقية لجيل ذهبي جديد يؤكد عودة هيبة الكرة السعودية في المستقبل والمؤمّل تواجده في نهائيات كأس العالم 2022م بقطر.