أعتقد أن علاقتنا بالكبسة متينة وراسخة حتى حلّت بنا وحللنا بأكياسها! ولذلك ففتور العلاقات في رمضان أعقبته لقاءات صاخبة بعد العيد، حتى كأن الشاعر يقصد فراقنا لها حين قال: بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا ومن هذا المنطلق فلا بد من تحديد واضح لمعالم العلاقة مع العزيزة الكبسة، لأننا -كما العالم- نعاني من ضبابية العلاقات وعدم وضوحها، فالصديق لا يعرف صديقه الحقيقي! والموظف لا يدري ماذا يريد مديره! والزوجة لا تعرف ماذا يريد زوجها! والابن لا يدري أي أسلوب يريد أبوه أن يسير عليه! ولذلك نقول لصديقة الطفولة والشباب والمشيب ما يلي: نحن معك معك عزيزتي! وإن تآمروا عليك وسكتوا عن غيرك، فادخلت قفص الاتهام واتهمت بأنك السبب الوحيد لكل مرض وثقل وجمود، بينما ما يأتي من الغرب مما لا يعرف أصله ولا فصله هو علامة التقدم والتحضر حتى أصبح البعض يأكل بالشوكة والملعقة وبأطراف أسنانه أمام الكاميرات، ويفترش الأرض ويضرب (بأم خمس) في الواقع، ولذلك فمهما قيل..نحن صامدون! ولن نتخلى عنك وليقل القائل: (الشاي الأخضر هو: المادة التي يستخدمها الشعب لإراحة الضمير بعد أكل الأخضر واليابس)! وإن رأت بعض بناتنا أنها مثال للنعومة والأناقة، ولا تريد أن تطبخ ولا تنفخ كما كانت أمها تفعل، بل وصلت الحال ببعض الأمهات إلى أن تنكص على عقبيها، وتشترط على الفارس المغوار ألا تضع ابنتها رجلها في المطبخ حتى تأتي الشغالة التي أصبحنا بسببها كرة بين وزارة العمل ومكاتب الاستقدام، فإننا سنستسلم للضغوط التي لا قبل لنا بها، ولكننا لم ولن نتخلى عنك! حتى أصبحت مطاعمك أكثر من مراكزنا الثقافية وطوابيرنا (بصحوننا) عند محاسبيها أطول من طوابير اليابان على الأجهزة الحديثة! بل إن البعض وصلت به الحال إلى أن يسوّقك للعالم كعلامة وحيدة لنا، حتى أصبح الآخرون يعرفون كبستنا أكثر من إنتاجنا الفكري والحضاري! مع ذلك كله نقول: تحيا الكبسة والمجد لعشاقها! * متخصص بالشأن الاجتماعي