كأن الحقوق قد اكتملت جملة وتفصيلا للرجال، وكأن الحقوق كاملة قد انتقصت لنون النسوة المتزوجات منهن وغير المتزوجات، وأصبح كل همنا الشعارات البراقة خلف ستار الحقوق وأغفلنا الواجبات. فالمطالبة تكون في حق منتزع أو متنازع عليه وليس في شيء منصوص ومعلوم لمن أراده. فالمرأة هي من تخلت عن بعض حقوقها المشروعة لها سلفا وتنازلت عنها بمحض اختيارها وإرادتها، ويقصد هنا على وجه التخصيص والتبعيض وليس التعميم. فهي من أهملت جوانب الحب الأسري والحياة الأسرية والزوجية الهانئة ببعض ما بها من مشاعر وأحاسيس وسكن، فنجدها باتت تتهرب من واجباتها تجاه أسرتها بحجة العمل والالتزامات العملية والتي أحيانا قد تضطر إلى جلبها إلى مملكتها بقصد أو بغير قصد وأوكلت واجباتها المنزلية وبعض جوانب التربية للمرأة الأخرى في المنزل «الشغالة» أو لزوجة تحت الطلب. تلك نظرة ليست متخلفة أو رجعية، فلمسات تلك تختلف عن لمسات تلك، فالاهتمام بالتغذية مسؤولية، والتربية مسؤولية أخرى، والأبناء مسؤوليتنا وهم للمجتمع والمجتمع نحن ونحن شيء أكبر بكثير منا. قد يتفق معك الكثير بأنه من الضروري من وجود من يعين على أداء الواجب المنزلي لا أن يترك كليا على تلك الأخرى. يا من بخلت بعواطفها الأسرية والزوجية من حب وعاطفة وتطالب بحقوقها وكأنه واجب على الطرف الآخر مع تقصيرها وقسوتها وهدر أنوثتها، كيف تنبعث العواطف الأسرية والحب الحقيقي وكل لاهٍ في ملاهي تحقيق الذات من الأطراف داخل البيت الواحد (الزوج والزوجة العاملين)، فالحب أنتم، والعطاء أنتم فمن يمنح الحب الصادق يربأ بنفسه عن انتظار الرد، فالرجل يخطئ عندما يتجاهل الرد أو يغفل أو يتشاغل عن مبادلاته فلذلك كثير من العواقب والسلبيات التي سوف تتراكم مع الأيام. أليس الرجل هو من يطالب بحقوق المرأة؟ أليس من يدافع عنك رجلا؟ لا تصدقي دعاوى المساواة المزعومة والحقوق الضائعة التي لها مآرب ومثالب تتكشف بمرور الوقت. لننظر إلى معدلات الجريمة التي تذهل المتتبع لها على المواقع في المجتمعات التي سبقتنا في تجربة ما يعرف بالمساواة، لقد عادوا يطالبون بعودة الأمور إلى ماعادت إليه بعد أن اتضح لهم خطأ ما طالبوا به وطبقوه. شوقي بن علي حملي