كما هو الحال في العديد من العمليات الإرهابية التي تحدث بين حين وحين داخل المملكة والبحرين، فإن إيران تقف وراء تلك العمليات الإرهابية الشنيعة في محاولة للاجهاز على أمن واستقرار المملكة وبقية دول الخليج، فالهجوم على سفارة المملكة وجسر الملك فهد هو هجوم سافر لا مبرر له إلا إشاعة الفتنة والاضطراب وزعزعة أمن البحرين الشقيق، الذي يتعرض بين فترة وأخرى لأعمال إرهابية مدفوعة بتأييد إيراني مطلق. الهجوم على السفارة والجسر تورطت فيه خلية إرهابية، تنتمي للتيار الشيرازي المتشدد في محاولة جديدة لتهديد أمن البحرين، فأحد المخططين لعملية الاعتداء على سفارة المملكة والجسر هو نفسه أحد المخططين لمحاولة الانقلاب المسلح الفاشل، الذي حدث في البحرين عام 1981م، فالتيار الشيرازي الإيراني المتشدد يقف وراء العملية الجديدة كما يقف وراء عدة عمليات إرهابية في البحرين. والتيار الإيراني المتطرف يقف وراء جرائم إرهابية عديدة نفذها في العراق، ويقف وراء الجماعات الإرهابية التي حاولت باستخدام القوة المسلحة إسقاط النظام الحاكم في البحرين، وهو نفس التنظيم المتورط بالاعتداء السافر على السفارة السعودية في البحرين وعلى جسر الملك فهد، وقد تدرب أعضاء التيار في إيران على صنع المتفجرات واستخدام الأسلحة النارية والرماية. لقد مدت طهران هذا التنظيم بكل المساعدات المادية والمالية والأسلحة اللازمة لتنفيذ الجريمة الإرهابية الأخيرة في محاولة يائسة لزعزعة أمن البحرين وأمن المملكة ضمن عمليات إرهابية سافرة، لا هم لها إلا التفجير والتخريب والتدمير وممارسة عمليات الإرهاب بمختلف مسمياتها وألوانها وأهدافها الشريرة لتقويض الأمن الخليجي وزعزعته ومحاولة إصابته في مقتل. والعملية الإرهابية الأخيرة تكشف من جديد عن نوايا إيران العدوانية، التي لم تعد خافية لزعزعة أمن واستقرار المملكة وسائر دول الخليج، ضمن مخطط إرهابي متواصل الغرض منه هو تفتيت الوحدة الوطنية السائدة في البحرين ودول الخليج، وقد رأى حكام طهران أن خير وسيلة لتحقيق هذا الهدف الشيطاني هو الاستمرار في ممارسة تلك العمليات الإجرامية السافرة والتمسك بأهدافها المدمرة. ويقوم التيار الإرهابي الشيرازي بممارسة أعماله الإجرامية من خلال التغرير بعناصر بحرينية واختيار القيادات الموالية له تحقيقا لأنشطة إرهابية تستهدف كافة المواقع الأمنية والسفارات الخليجية بما فيها السفارة السعودية، فالمخطط الإرهابي الموضوع كان يستهدف أعمالا تفجيرية وتخريبية وشغبا واسعا وتهريب أسلحة ومفرقعات إلى البحرين كما اعترفت عناصر التنظيم. وتستمر إيران في مسلسلها الشيطاني للنيل من أمن البحرين وأمن المملكة وأمن سائر دول مجلس التعاون الخليجي؛ تحقيقا لأطماع وتوسعات ما زالت تدور في رؤوس حكام طهران منذ زمن بعيد؛ من أجل السيطرة على مقدرات البحرين ودول المنطقة؛ تحقيقا لحلم يرمي للسيطرة على دول الخليج وضمها للإمبراطورية الفارسية، وهو حلم أدى وما زال يؤدي لحدوث مثل تلك العمليات الإرهابية المستمرة. إن حماية الإرهاب من قبل حكام طهران ومد هذه الظاهرة وأصحابها بكل المعونات والمساعدات لتنفيذ مخططاتها العدوانية، لا يجب أن تمر بسلام، وعلى المجتمع الدولي أن يمارس صلاحياته كاملة بادانة أمثال تلك العمليات الإرهابية الإجرامية والتنديد بها وبمن يمارسها وتجريمهم، فالاعتداءات التي تمارسها إيران ضد أمن الخليج وسلامته يخدش أهداف الأمن والسلم الدوليين ويحاول الإطاحة بهما. وستبقى البحرين وبقية دول المنطقة متعاونة دائما؛ لتفويت الفرص على أعدائها والكشف عن الخلايا الإرهابية التي تقف وراء تلك العمليات الإجرامية، وسيبقى الأمن فيها قويا وشامخا، وستبقى الوحدة الوطنية متغلغة في عقول ونفوس وقلوب أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، مهما ارتفعت وتيرة تلك الجرائم التي يقف حكام طهران وراء تنفيذها واستمراريتها، في محاولة يائسة لزعزعة أمن الدول الخليجية واستقرارها وسلامة أراضيها.