كشف تقرير صدر منتصف الأسبوع الماضي باللغة الفارسية عن شبكة الأخبار الإيرانية (خبر أونلاين) عن عدد الأطفال الذين يعيشون في سجون (سبيدار) والواقع في مناطق الأحواز الشمالية بلغ عددهم 426 طفلًا ًولدوا وبقوا مع أمهاتهم السجينات، واللاتي تتفاوت أعمارهن بين 19 و29 سنة بسبب رفض السلطات الإيرانية خروج الأطفال للعيش مع أهاليهم. وقد اعتبر مراقبون مهتمون بالشأن الأحوازي أن بقاء الأطفال بين أسوار سجون النظام الإيراني يعد جريمة ولا يجب السكوت عنها، وبين المراقبون أن العدد المنشور غير دقيق، وأن الرقم الحقيقي أعلى من 450 طفلاً ولدوا ويقضون حياتهم بين أروقة السجون. وذكرت الشبكة نفسها أن هذا الرقم تم الحصول عليه من رئيس السجون في الأحواز العقيد في الحرس الثوري الإيراني رضا بوسجي أثناء إحدى الزيارات من قبل مراسلي الأخبار الإيرانية لسجن (سبيدار) الذي يعد من أشهر المعتقلات السياسية المعروفة بسوء السمعة في إيران، حيث يديره العقيد في الحرس الثوري محمد كياني والذي يعتبر المحقق الرئيسي في القضايا التي يتم تصنيفها على أنها سياسية. وقال مصدر خاص وفي اتصال هاتفي مع (اليوم) من داخل الأحواز العربية رفض ذكر اسمه لاحتياطات أمنية أن سجن سبيدار يعد واحدًا من السجون الثلاثة (كاسبيدار) و(فجر) المعروفة مواقعها في الأحواز العربية، وأن هناك ما يقارب 15 سجنًا تقع في مواقع غير معلنة في الأراضي الأحوازية تمارس فيها جميع أشكال الانتهاكات الحقوقية، وأضاف المصدر إن سجن (سبيدار) والذي صممت عنابرة لاستيعاب 5 مسجونين، تقوم إدارة السجن بسجن 25 سجينة في غرفة واحدة، بحيث يتناوبون على فترات النوم لعدم استيعاب المساحة، وأضاف المصدر إنه سجن لفترة من الزمن في نفس السجن، وأن العاملين فيه يتعمدون إبقاء الأطفال بين أمهاتهم حتى يتم تعذيب أبنائهم أمامهم كوسيلة للضغط على السجينات وانتزاع الاعترافات بالقوة. من ناحية أخرى بين والد أحد الأبناء الذين رافقوا والداتهم في فترة محكوميتهم أنه تفاجأ أن ابنه الذي خرج مع والدته وعمره 6 سنوات، حيث ولد في داخل سجون الاحتلال الإيراني أنه كان يتعجب من كل ما يراه خارج السجن، بسبب الأوضاع اللاإنسانية داخل تلك السجون، وأنه لا توجد حضانات للأطفال على أقل تقدير، وأضاف الأب إن علاج ابنه لدى أخصائي نفسي استمر لأكثر من سنة. التجاهل الدولي من جانبه قال طه الياسين الناشط الحقوقي ونائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان (EAHRO) والتي تتخذ من لندن مقرًا لها في اتصال هاتفي مع اليوم: «إن الانتهاكات الحقوقية والتي يمارسها المحتل الإيراني تتكرر نفسها كل يوم دون تحرك دولي يذكر»، وأضاف طه الياسين إن منظمة (EAHRO) قامت بطلب التدخل من منظمة حقوق الإنسان (هيومين رايتس) ومنظمة (اليونيسكو) وغيرها من المنظمات الحقوقية الأممية للتقصي والتحقق وإيجاد الحلول المناسبة لمثل هذا الانتهاك بحق الأطفال إلا أن وعودها لم تترجم عمليًا. وتساءل الياسين عن سبب التجاهل الدولي عن هذه الانتهاكات التي تمارس ضد الشعب العربي الأحوازي في أرضه، والتي مورست ضد جميع فئات الشعب، وتابع طه الياسين في حديثه ل«اليوم»: إن المنظمة طلبت من المنظمة العربية لحقوق الإنسان التدخل في هذه المأساة التي يتعرض لها شعب عربي، ورفضوا بسبب أن إيران لا تعتبر دولة عربية. 32 ألف سجين من ناحية أخرى كشفت إحصائيات صادرة في وقت لاحق عن السلطات الإيرانية أن عدد المسجونين من الشعب الأحوازي بلغ 32 ألف سجين تم اعتقالهم من قبل أفراد الحرس الثوري الإيراني، وبينت الإحصائية الصادرة باللغة الفارسية بأن سجن (سيبدار) والذي يقع في (الأحواز العاصمة) يوجد به 13 ألف سجين منهم 6 آلاف امرأة. شبكة (خبر أونلاين) الإخبارية حجبت نشر الإحصائية المتعلقة بعدد الأطفال الذين يرافقون أمهاتهم من نسختيه العربية والإنجليزية تجنبًا لفضح الانتهاكات الحقوقية في داخل الأحواز العربية. تغيير النظام على صعيد آخر دعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالمنفى في ملتقى حاشد أقامه في باريس إلى تغيير النظام في طهران الذي وصفه بأنه محاصر بين ثلاث حروب في الشرق الأوسط، وحذر الدول الغربية من توقيع أي اتفاق معه. وقالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أمام المؤتمر الذي حضره عشرات الآلاف من الجالية الإيرانية في المنفى إضافة إلى سياسيين من مختلف التوجهات السياسية وحقوقيين بارزين: «إن نظام الملالي محاصر بين ثلاث حروب بالعراق وسوريا واليمن ولا مهرب له منها». والمجلس الوطني للمقاومة ومقره فرنسا تحالف سياسي لمجموعات ايرانية معارضة عدة أبرزها حركة «مجاهدي خلق». وهذه الحركة هي التي كشفت عام 2002 عن وجود البرنامج النووي الإيراني. وشددت رجوي على أن هذا الملتقى جاء لإيصال صوت الشعب الإيراني إلى مسامع العالم بأن هذا الشعب لا يريد السلاح النووي ويرفض الاستبداد والقمع والتنكيل، وقالت: «إن خطاب عشرات الملايين ممن ضاقوا ذرعًا بسياسات النظام وممن يطالبون بالحرية والديمقراطية هو نظام ولاية، والفقيه قد وصل إلى نهايته». وتابعت: «انظروا كيف هي إيران منتفضة اليوم وملتهبة وهائجة رغم 1700 حالة إعدام؟» مشيرة إلى ما وصفتها «بانتفاضة مدينة مهاباد» ومظاهرات مدن سنندج وسردشت وسقز ومريوان التي تعكس شجاعة وحالة عصيان الأكراد الإيرانيين بوجه الجريمة والتعسف.