توقع خبراء الطقس تراجعا نسبيا للعاصفة الغبارية في الساحل الشرقي، والتي ضربت أجزاء من مناطق المملكة قبل ثلاثة أيام، حيث دارت بشكل عنيف حول مركز المنخفض الجوي، وكانت الاضطرابات الجوية شديدة طيلة نهار وليل أمس، وخصوصا في اندفاع كميات ضخمة من الغبار، أحالت النهار إلى شبه ليل، مع ارتفاع أمواج البحر بشكل كبير، ويتغير اتجاه الرياح اليوم إلى شمالية غربية عالية السرعة بما يُساعد -بمشيئة الله- على انخفاض درجات الحرارة، مع تراجع كبير في نسبة الرطوبة الذي يؤثر في الاحساس بطقس معتدل حتى نهاية الأسبوع. كذلك من المتوقع استمرار هبوب العواصف الترابية على المنطقة الشرقية، بشكل متفاوت خلال الأسبوعين القادمين، التي تمثل فترة الذروة للاضطرابات الجوية بفصل الربيع حتى منتصف شهر أبريل الجاري. وكانت معظم مناطق المملكة تعرضت قبل أيام لأجواء مغبرة، حيث رصدت صور الأقمار الاصطناعية تشكل ثلاث عواصف رملية متتالية، ترافقت مع نشاط كبير للرياح وصل لأكثر من 70 كيلو مترا في الساعة في منطقة الحدود الشمالية، واشتدت عند الظهيرة بالغبار الكثيف وانعدام تام في مدى الرؤية الأفقية، خاصة في مناطق الجوف ورفحاء وبدت السماء مظلمة، وتركزت العاصفة الثانية فوق منطقة حائل والقصيم وغرب الرياض، وعملت سرعة الرياح على انخفاض كبير في مدى الرؤية الأفقية، واستمر عصف الرياح في مساحات واسعة من وسط وشرق وشمال المملكة حتى مساء الأربعاء، كما امتد تأثير العاصفة إلى الشرقية ودول الخليج العربي، ومن المحتمل حدوث تراجع ملحوظ للغبار اليوم في أجواء دافئة نسبيا، مع نشاط الرياح الشمالية الغربية المثيرة للأتربة والغبار، خصوصا على مناطق جنوب المملكة. الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، قال: إن أبريل الجاري هو ثاني أشهر فصل الربيع، وهو البداية الحقيقية لموسم السرايات التي تعرف في نجد بالمراويح، وهي الأمطار التي تهطل بصورة مفاجئة، حيث تتكون السحب بسرعة بعد صفاء الجو، ومنه سميت السرايات، أي أنها تسري والناس نيام، مع استمرار فترة التقلبات والأجواء المزعجة، متميزة بسرعة الرياح التي تثير الغبار وتنعدم معها الرؤية الأفقية، خصوصا في الأماكن المفتوحة، كما تنعدم فرصة الأمطار حتى الأسبوع الأول من أبريل، ويتوقع عودتها بعد ذلك بقوة -بمشيئة الله-. وأضاف أن "الأجواء في المملكة في موسم الربيع للعام الحالي تمثل موسما استثنائيا في المقارنة بما سبق بحيث تكون درجات الحرارة متجهة نحو الارتفاع كلما مضت الأيام باتجاه الانتهاء من الموسم، حيث إن (الحميم الثاني) ثالث منزلة بفصل الربيع، يتزامن مع مقدمات القيظ، وتتقلب فيه الرياح، وغالبا ترتفع فيه درجة الحرارة وتهب الرياح الشمالية الغربية الباردة أحيانا، كما تحدث تغييرات للطقس ما يتسبب في انخفاض درجات الحرارة ومقدمات للسرايات، التي تنشأ عنها السحب والعواصف الرعدية سريعة متغيرة الاتجاهات بين السكون والهبوب العاصف، وهو نوء محمود قد ينزل فيه المطر -بإذن الله- ويعتبر دخوله آخر طلع النخيل وآخر غرسها".