شهدت محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية صباح أمس عاصفة رملية تعد الأقوى هذا العام، إذ إنها حولت أجواء المحافظة إلى اللون الأحمر، واتجهت العاصفة نحو محافظة حفر الباطن والمراكز لها بسرعة تجاوزت 70 كيلومترا بالساعة ادت الى شبه انعدام في الرؤية الأفقية. وادت العاصفة إلى استنفار الجهات الأمنية الحكومية كالدفاع المدني وأمن الطرق والمرور والدوريات الأمنية إضافة الى الشرطة، فقد قامت ادارة امن الطرق بمحافظة حفر الباطن بتعزيز الدوريات وإقامة نقاط على الطرق الدولية لتنبيه المسافرين وتهدئتهم والعمل على ضمان سلامتهم على تلك الطرق. كما رفعت مديرية الشؤون الصحية في المحافظة استعداداتها بجميع مرافقها ومنشآتها لاستقبال الحالات وخاصة من يعانون أمراضا في الجهاز التنفسي. وقال الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية عبدالعزيز العنزي: إن معظم المراجعين في مثل هذه الاجواء هم من مرضى الربو الشعبي والأمراض التنفسية الأخرى، مشيراً إلى أن مديرية الشؤون الصحية تنصح المواطنين والمقيمين، وخاصة مرضى الربو والمصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة، والبقاء في منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة، ولبس الكمامات الواقية أثناء الخروج. مضيفا: إن الشؤون الصحية اتخذت جميع الاحتياطات؛ لمواجهة موجة الغبار وتجهيز أقسام الطوارئ بالمستشفيات والمراكز الصحية التابعة؛ لاستقبال الحالات المتهيجة بفعل الغبار، متمنياً للجميع الصحة والسلامة. وعلى صعيد متصل توقع خبراء طقس حدوث تراجع نسبي للعاصفة الغبارية اليوم الخميس على الساحل الشرقي، والتي ضربت اجزاءً من مناطق المملكة أمس، حيث دارت بشكل عنيف حول مركز المنخفض الجوي، وكانت اضطرابات جوية شديدة طيلة نهار وليل أمس وخاصة في اندفاع كميات ضخمة من الغبار، مع ارتفاع امواج البحر بشكل كبير، كما توقعوا تغير اتجاه الرياح اليوم الى شمالية غربية عالية السرعة بما يُساعد بمشيئة الله على انخفاض درجات الحرارة، مع تراجع كبير في نسبة الرطوبة التي تؤثر في الاحساس بطقس معتدل حتى نهاية الاسبوع، واستمرار هبوب العواصف الترابية على المنطقة الشرقية، بشكل متفاوت خلال الأسبوعين القادمين، التي تمثل فترة الذروة للاضطرابات الجوية بفصل الربيع حتى منتصف إبريل الجاري. وكانت غالبية مناطق المملكة تعرضت أمس لأجواء مغبرة، حيث رصدت صور الأقمار الاصطناعية تشكل 3 عواصف رملية متتالية، ترافقت مع نشاط كبير للرياح وصل لأكثر من 70 كيلومترا في الساعة في منطقة الحدود الشمالية، واشتدت عند الظهيرة بالغبار الكثيف وانعدام تام في مدى الرؤية الأفقية خاصة في مناطق الجوفورفحاء وبدت السماء مظلمة، وتركزت العاصفة الثانية فوق منطقة حائل والقصيم وغرب الرياض وعملت سرعة الرياح أدت لانخفاض كبير في مدى الرؤية الأفقية، وتعاضدت العاصفتان مع تحرك نشاط كبير في الرياح الجنوبية شمال وشمال شرق المملكة بسبب انخفاض الضغط الجوي بشكل مفاجئ، واستمر عصف الرياح في مساحات واسعة من وسط وشرق وشمال المملكة حتى مساء أمس الاربعاء، كما امتد تأثير العاصفة الى الشرقية ودول الخليج العربي، ومن المحتمل حدوث تراجع ملحوظ للغبار اليوم في اجواء دافئة نسبياً مع نشاط الرياح الشمالية الغربية المثيرة للأتربة والغبار، خاصة على مناطق جنوب المملكة. من جهتها واكبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، من خلال التنبيه للظاهرة الجوية واصدرت التحذيرات الآنية في نظام الإنذار المبكر بموقعها بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عن تحرك الكتلة الهوائية. وقال الباحث الفلكي سلمان آل رمضان: إن إبريل هو ثاني أشهر فصل الربيع، وهو البداية الحقيقية لموسم السرايات التي تعرف في نجد بالمراويح، وهي الأمطار التي تهطل بصورة مفاجئة، حيث تتكون السحب بسرعة بعد صفاء الجو، ومنه سميت السرايات، أي أنها تسري والناس نيام، مع استمرار فترة التقلبات والأجواء المزعجة، متميزة بسرعة الرياح التي تثير الغبار وتنعدم معها الرؤية الافقية، خاصة في الأماكن المفتوحة، كما تنعدم فرصة الأمطار حتى الأسبوع الأول من إبريل، ويتوقع عودتها بعد ذلك بقوة بمشيئة الله ومن جانبه توقع خبير الطقس تركي الوائلي تشكل منخفض سطحي حركي عميق مصحوب بجبهة هوائية باردة شمال وشمال شرق المملكة، سيؤدي الى نشاط الرياح وعصف الغبار على شمال شرق وشرق ووسط المملكة والكويت والبحرين وقطر تستوجب توخي اقصى درجات الحيطة والحذر، ولا يستبعد انعدام تام بالرؤية الافقية خاصة خارج النطاق العمراني وعبر الطرقات السريعة.