قفزت قطروالإمارات لمصاف الدول المتقدمة التي تتمنى الاتحادات الدولية والقارية إقامة بطولاتها ومناسباتها الكبرى فيها، وهذه الحقيقة لم يستوعبها بعد أهل الرياضة في مملكتنا الحبيبة، فما زال الجميع مشغولا في عراك الجمعية العمومية مع اتحاد الكرة، والبعض يقضي وقتا طويلا لإثبات صحة هدف هنا أو هناك، وفئة ثالثة مشغولة بإسقاط حكم أو رئيس ناد، ورابعة تتفنن في كيفية البروز (والطاسة ضايعة). تركنا العناوين الكبيرة التي يجب أن ينشغل بها الشارع الرياضي المحلي، وتعمقنا في تفاصيل تعاد كل يوم بل كل ساعة دون أن نفكر أبعد من أنوفنا. الاستضافة السعودية للمناسبات الرياضية تراجعت بشكل مخيف جدا وفي كل الأصعدة والألعاب، ولكن هذا الأمر الخطير لم يكن في يوم من الأيام محطة قلق لا إلى الجماهير ولا إلى الإعلام، وربما ليس في أجندة المسئول إلا ما ندر. ولا يخفى على الجميع أن ابتعاد المملكة عن الاستضافات الكبرى في مختلف الألعاب أثر بشكل مباشر وغير مباشر في تراجع رياضتها بعد أن كانت سباقة في استضافة كبرى البطولات والمنافسات العالمية، فالعاصمة الرياض كانت أول محطة لاستضافة بطولات القارات لكرة القدم، والدمام كانت أول مدينة عالمية استضافت بطولة القارات لكرة اليد، ومنها انطلقت هاتان البطولتان إلى العالم بفكر سعودي من الراحل الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله). تنازلنا عن المبادرات وعن طرح الأفكار فتقدم الاخرون، وتأخرنا بسبب الجمود الذي تعمق في رياضتنا وتسليم الراية لغيرنا فأصبحنا نتفرج ونتعجب لفكر تم إنشاؤه وصنعه محليا، واستفاد منه أخوة لنا في دول الجوار. قطروالإمارات سفيرتا الخليج في احتضان المنافسات العالمية الكبرى، لِمَ لا وهم الذين تركوا القشور واهتموا بالجوهر، فتنوعت نشاطاتهم ولم يجعلوا كرة القدم كل همهم وإذا جعلوها كذلك نجحوا بدرجة امتياز في تعزيز ثقافة إعلامهم وجماهيرهم بالعناوين الكبيرة غير الفوز والخسارة، بدليل استضافة قطر مونديال 2022، ونجاح الإمارات للمرة الثانية خلال عقدين من الزمن في استضافة نهائيات كأس آسيا مرتين. بصراحة أكثر، نحتاج لفكر متجدد يلغي فلسفة الإثارة في الرياضة جمهورا وإعلاما، ويخلق لنا فلسفة جديدة تجعل الفلسفة الأولى جزءا من المسيرة وليست كل المسيرة. مبروك للاخوة في الإمارات فوزهم باستضافة آسيا 2019.