أوضح ودات ساهتي- المستشار الإعلامى لمفتي كوسوفا-، أن الأوقاف الإسلامية أدت دورا هاما وحيويا في كل المجتمعات الإسلامية، وكذلك لدى الشعب الألباني في مختلف المجالات وفي كل المستويات: الديني والثقافي والاجتماعي والتعليمي والخيري. وكان للوقف دور بارز في بناء وتطوير الكثير من الأحياء في المدن الألبانية. ونادرا، ما تجد تجمّعا سكنيا، يعيش فيه المسلمون ولا تجد فيه أوقافا إسلامية وكان للوقف دور محوري في نشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية في بلادنا، وخاصة في دعم ومساعدة وجود المؤسسات التعليمية الإسلامية كالمدارس الدينية والمساجد والمكتبات. مشيرا إلى أن أهداف المشيخة الإسلامية في كوسوفا، تكمن في تنظيم وتخطيط وإشراف وتطبيق الشؤون الدينية في كوسوفا. وتعمل المشيخة الإسلامية- في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة عبر مؤسساتها المختلفة- على رفع مستوى الوعي الديني الإسلامي لدى المسلمين وفق التعاليم الإسلامية والمحافظة على الهوية الإسلامية والعمل على الرقي الروحي والثقافي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي للمسلمين. وتحاول وفق الإمكانيات توفير الظروف المناسبة للمواطنين للتمكّن من أداء الواجبات الدينية مبيّنا، أن تنظيم الشؤون الدينية في المشيخة الإسلامية في كوسوفا، يعتمد على دستور المشيخة الإسلامية والذى مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والمذهب الحنفي، إلى جانب القرارات الصادرة من مؤسسات المشيخة الإسلامية في كوسوفا. ونظرا لحاجة المسلمين إلى مؤسسات تعليمية، قامت المشيخة الإسلامية بتأسيس مؤسسات تعليمية وتربوية ابتداء من مرحلة الروضة إلى المرحلة الجامعية. وفي إطار هذا الموضوع كان لنا التحقيق التالي: في البداية سألناه.. حدثنا عن المشيخة الإسلامية في كوسوفا؟ المشيخة الإسلامية في كوسوفا هى مؤسسة مستقلة لمسلمى جمهورية كوسوفا، وتهدف إلى تنظيم وإدارة الشؤون الدينية لمسلمي كوسوفا، وفى سبيل تحقيق ذلك تضع المشيخة الإسلامية البرامج والخطط المدروسة لتسيير الحياة الدينية الإسلامية في كوسوفا. وتعمل المشيخة الإسلامية في إدارة الشؤون الدينية في جميع مناطق كوسوفا ووادى بريشيفو الواقع في جنوب صربيا من خلال المجالس الإسلامية الخاصة بكل بلدية. وتشرف رئاسة المشيخة الإسلامية على 28 مجلسا موزعا على 8 مناطق، والمقر الرئيسى لرئاسة المشيخة الإسلامية في العاصمة الكوسوفية بريشتينا. ورئاسة المشيخة الإسلامية لها رموزها الخاصة تُعرف بها، ولديها شعار وعلم، ويرأس المشيخة الإسلامية مفتى الجمهورية، وهو أعلى سلطة دينية للمسلمين في كوسوفا. المفتي العام ماذا عن إدارة الشؤون الدينية في كوسوفا عبر التاريخ؟ تعود إدارة الشؤون الدينية في كوسوفا، إلى عهد إدارة الدولة العثمانية لهذه البلاد. خلال هذه الفترة تم تنظيم الحياة الدينية من خلال السلطة الدينية والسياسية وفقا للشريعة الإسلامية، حيث كانت تتم إدارة الدولة من قبل مؤسسة واحدة من منطلق دين ودولة. بينما كان للطوائف الدينية الأخرى تنظيماتهم الخاصة، وكان مفهوم تنظيم الشؤون الدينية ضمن الدولة العثمانية لمسلمى البلقان داخل السلطة العليا الدينية التي يرأسها الخليفة نفسه حتى عهد السلطان مراد الثاني 1421: 1451م، حيث تم نقل الصلاحيات والمسؤوليات إلى (المفتي العام) الذى كان يُسمى في ذلك الوقت ب(شيخ الإسلام) كأعلى سلطة دينية في الدولة. ولقد اعتلى هذا المنصب، ثلاثة مشايخ من أصل ألباني هم: الشيخ على زمبيلى (1503-1526م)، والشيخ إبراهيم بيك آيفاز باشا زادة (1719-1797م)، والشيخ عبدالرحمن نصيب(1842-1914م). وكانت الشؤون الدينية على مستوى محلى تُدار من قِبل دور الإفتاء في كل ولاية. وبعد انسحاب إدارة الدولة العثمانية من الأراضى الألبانية ومن بينها كوسوفا، دخلت المنطقة في ظروف وتغيرات سياسية واجتماعية لم تكن في صالح الشعب الألباني عامة ولا للمؤسسات الدينية الإسلامية على وجه الخصوص، وخاصة في المناطق التي وقعت تحت الاحتلال السلافي. وأول مؤسسة دينية بعد الإدارة العثمانية في هذه المناطق سميت ب(اتحاد الدين الإسلامي في كوسوفا)، ومنذ تلك الفترة ناضلت هذه المؤسسة في سبيل تحقيق الاستقلالية الدينية، والحصول على الحقوق والعمل وفقا لدستورها. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولي، كان (اتحاد الدين الإسلامي) في عهد مملكة الصرب- الكروات- السلوفاك، منظّما في إطار اتحاد واحد لمسلمى البوسنة والهرسك وكرواتيا وسلوفينيا. ويرأس الاتحاد رئيس العلماء- من مقره في مدينة سراييفو-، بينما كان لمسلمى كوسوفا ومقدونيا وصربيا والجبل الأسود اتحاد آخر يرأسه مفتٍ من مقره في مدينة بلجراد. والتغيرات الكبيرة التي حدثت في فترة المملكة اليوغسلافية وخاصة في (6من يناير1929م) بوضع سياسات قمعية أصابت (اتحاد الدين الإسلامي) وأحدثت نتائجها تغيرات في إدارة الشؤون الدينية؛ حيث تم نقل صلاحيات دار الإفتاء من بلجراد والمناطق التي يشرف عليها، إلى (مجلس العلماء) في مدينة (سراييفو)، وما سُمى ب(المشيخة الإسلامية) بمقرها في سراييفو. سلطة تنفيذية أهداف المشيخة الإسلامية الكوسوفية؟ أهداف المشيخة الإسلامية في كوسوفا، تكمن في تنظيم وتخطيط وإشراف وتطبيق الشؤون الدينية في كوسوفا، وتعمل المشيخة الإسلامية- في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة عبر مؤسساتها المختلفة- على رفع مستوى الوعي الديني الإسلامي لدى المسلمين وفق التعاليم الإسلامية والمحافظة على الهوية الإسلامية والعمل على الرقى الروحى والثقافى والعلمى والاجتماعى والاقتصادى للمسلمين. وتحاول وفق الإمكانيات توفير الظروف المناسبة للمواطنين للتمكن من أداء الواجبات الدينية. وإن تنظيم الشؤون الدينية في المشيخة الإسلامية في كوسوفا، يعتمد على دستور المشيخة الإسلامية والذى مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والمذهب الحنفي، إلى جانب القرارات الصادرة من مؤسسات المشيخة الإسلامية في كوسوفا. ونظرا لحاجة المسلمين إلى مؤسسات تعليمية قامت المشيخة الإسلامية بتأسيس مؤسسات تعليمية وتربوية ابتداء من مرحلة الروضة إلى المرحلة الجامعية. هيئة أساسية ماذا تقول عن مؤسسات المشيخة الإسلامية الكوسوفية؟ تقوم المشيخة الإسلامية في كوسوفا بنشاطها وعملها من خلال مؤسساتها المختلفة التالية: مجلس جماعة المسجد من خلال كل مسجد لديه مجلس جماعة المسجد المكون من ثلاثة أفراد وهو بدوره هيئة تساعد مجلس المشيخة الإسلامية على المحافظة على تنظيم الشؤون الدينية في المحافظة ومجلس المشيخة الإسلامية على مستوى المحافظة، وهو الهيئة الإساسية في عمل المشيخة الإسلامية في منطقته، وهو الجهة المسؤولة عن جميع الشؤون الدينية والعمل وإقامة النشاط في المحافظة. والجمعية العامة للمشيخة الإسلامية هى أعلى هيئة تشريعية ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العامة بعدد مجالس المشيخة الإسلامية في المحافظات وممثل عن مدرسة (علاء الدين) الشرعية وممثل عن (كلية الدراسات الإسلامية). ورئاسة المشيخة الإسلامية هي: هيئة تنفيذية صادرة من الجمعية العامة للمشيخة الإسلامية، وهى أعلى سلطة تنفيذية في الهيكل الإدارى للمشيخة الإسلامية ورئاسة المشيخة تقوم بإدارة المشيخة الإسلامية في كوسوفا، وهى تنفذ قرارات الجمعية العامة وتشرف على عمل المؤسسات التابعة للمشيخة الإسلامية ورئاسة المشيخة الإسلامية تشرف على الإنشاء والتشغيل والحفاظ على ممتلكات المشيخة الإسلامية ويرأس المشيخة الإسلامية (رئيس) وهو في نفس الوقت (المفتي العام) لجمهورية كوسوفا. دعم ومساعدة ما دور الأوقاف الإسلامية في كوسوفا؟ أدت الأوقاف الإسلامية دورا هاما وحيويا في كل المجتمعات الإسلامية، وكذلك لدى الشعب الألباني في مختلف المجالات وفى كل المستويات؛ كالديني والثقافى والاجتماعى والتعليمى والخيري. وكان للوقف دور بارز في بناء وتطوير الكثير من الأحياء في المدن الألبانية. ونادرا ما تجد تجمعا سكنيا يعيش فيه المسلمون، ولا تجد فيه أوقافا إسلامية. وكان للوقف دور محورى في نشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية في بلادنا، وخاصة في دعم ومساعدة وجود المؤسسات التعليمية الإسلامية كالمدارس الدينية والمساجد والمكتبات. إن العدد الأكثر من المؤسسات الإسلامية أُنشئ بفضل الواقفين والمحسنين في مسقط رأسهم وفى أماكن مختلفة من الدولة العثماتية، بل وصلت حتى أماكن بعيدة مثل اليمن والأماكن المقدسة مكة والمدينة؛ مثل أوقاف الواقف (كوجا سنان باشا) و(كوكلى بيك) وأوقاف (يميشجى حسن باشا) وأوقاف الأسر النبيلة (روتلا) من برزرن و(كروويزيو) من جاكوفا و( محمود بيك) من بيا و(جينولي) من (بريشتينا). ولكن للأسف، فإن الكثير من أوقاف هؤلاء المحسنين تم تدميرها أو اغتصابها أو تغيير ماليكها من قبل أنظمة مختلفة حكمت البلاد على مر العصور، ومن أناس ضعفاء النفوس. وتعمل المشيخة الإسلامية وتنشط حتى أيامنا هذه بفضل الأوقاف الموجودة. آثار قيمة ماذا تمثل العمارة الإسلامية في كوسوفا؟ تحظى كوسوفا بكنوز ثمينة للعمارة الإسلامية الأثرية من مختلف العصور، والتي تتميز بتنوّعها وقيمتها التاريخية، وعمرها أكثر من خمسة قرون منذ بداية عهد الخلافة العثمانية متمثلة في الجوامع والمساجد والجسور والحمامات العامة والتكايا والقلاع. ودعت الحاجة إلى بناء البنية التحتية التي تخدم وتهيئ الظروف المناسبة لأداء الشعائر الدينية، إلى جانب نشر الدعوة والثقافة الإسلامية والعمارة الإسلامية في كوسوفا. على الرغم من تأثير الفن المعمارى العثمانى عليها، إلا أنها تتميز بخصائص وسمات خاصة ألبانية. والعمارة الإسلامية في كوسوفا، متنوعة وتتضمن العديد من المنشآت المتنوعة، وتغلب عليها عمارة الجوامع والمساجد، بالإضافة إلى المنشآت والمرافق الأخرى مثل بناء المدارس الدينية والتكايا والمكتبات والحمامات العامة والأسواق واستراحات للقوافل والطواحين ومنابع المياه وأبراج الساعات والمصليات والتخطيط الهندسى للمناطق السكنية في المدن والقري، وبُنيت أغلب هذه المبانى من قِبل الأسر الألبانية النبيلة. ويُعتبر من أقدم المبانى للعمارة الإسلامية في كوسوفا (الحمام العام) في مدينة (فوشتري) وجامع (غازى على بيك) من عام 1410م. وأكثر المبانى تمثيلا للعمارة الإسلامية في كوسوفا للعهد العثماني المنشآت التالية: جامع (السلطان محمد الفاتح) وجامع (السلطان مراد باشا) وجامع (ساراتشانة) وجامع (سنان باشا) في مدينة بريزرن وجامع ( كوجا سنان باشا) في مدينة كاتشانيك وجامع (خادومي) في مدينة جاكوفا. بالإضافة إلى المبانى الأخرى مثل (الحمام الكبير) في مدينة بريشتينا و(حمام الحاج بيك) في مدينة بيا و( (حمام عيسى بيك) في مدينة فوشترى و( حمام الغازى على بيك) في مدينة بريزون. كما أن هناك أسواقا تمثل هذه العمارة والتي بُنيت في المناطق السكنية في مختلف مناطق كوسوفا، وأُعيد بناؤها في أماكن الأسواق التي كانت موجودة قبل الفترة العثمانية، حيث تمثل هيكلها المعمارى خصائص المدن الألبانية. وهذه المنشآت الإسلامية، بُنيت لتخدم المجتمع في مختلف المجالات ولا يزال بعضها يؤدى دوره حتى أيامنا هذه، لتصبح اليوم آثارا قيمة وكنزا من كنوز العمارة الإسلامية في البلقان. أضرار بالغة ما الأضرار التي تأثّر بها الشعب الكوسوفى أثناء الحرب الأخيرة؟ السنوات العشر الأخيرة من الاحتلال الصربى خلال الفترة (1989-1999) كانت من أصعب الأيام لشعب كوسوفا؛ لأن النظام الصربى أغلق جميع المدارس من جميع المراحل التعليمية، فطُرد العمال الألبان من وظائفهم وأعمالهم واُضطر الآلاف إلى الهجرة خارج البلاد، وكل ذلك بهدف التطهير العرقى للألبان من كوسوفا. لكن، رغم كل أشكال الاضطهاد والظلم الذى تعرّض لها الشعب الكوسوفي، لم يستسلم. ففى البداية بدأ بالتحرك المعارِض السلمي، الذى تحوّل فيما بعد إلى الحراك المسلح بظهور جيش التحرير الكوسوفى على الساحة ضد قوات النظام الصربى لينتهى الأمر بتحرير كوسوفا عام 1999. أُصيبت كوسوفا بأضرار بالغة جراء الحرب التي شنتها القوات الصربية خلال الحرب الأخيرة، حيث اُستشهد أكثر من 12ألف مدنى من نساء وأطفال وشيوخ، وهناك حوالى 1800 مفقود رغم اكتشاف حوالى 600 مقبرة جماعية وتم إحراق أكثر من 250 ألف منزل. ومن أكثر المؤسسات تضررا- خلال هذا العقد الأخير من احتلال النظام الصربى بلا شك- المشيخة الإسلامية في كوسوفا؛ حيث دُمر أكثر من 40% من بنيتها التحتية. وواجهت كوسوفا الاعتداء الوحشى الظالم من قبل النظام الصربي، الذى استهدف مباشرة البنية التحتية للمشيخة الإسلامية من الجوامع والمساجد والكتاتيب والمكتبات والأرشيف والمقابر. وقامت القوات الصربية خلال هذه الفترة بإحراق وتدمير أكثر من 218 أثرا في كوسوفا، من بينها جوامع أثرية مثل جامع (خادومي) في مدينة جاكوفا والمبنيّ عام 1594- 1595م، و(السوق الأثرى القديم) و(مكتبة الجامع) حيث كانت تملك المئات من المخطوطات الإسلامية القديمة. وفى مدينة بريشتنيا (جامع الرمضانية) المبنيّ 1569م في مدينة (بيا)، كما تم إحراق جميع المساجد مثل جامع (السوق 1470م) وجامع (كورشوملى 1577)، وجامع دفتر دار 1570 وجامع الحمام 1587 والجامع الأحمر 1755 والسوق الأثرى القديم. وتدمير البنية التحتية للمشيخة الإسلامية، كان ممنهجا ومدروسا؛ حيث وصل الحال في بعضها إلى أن آلة الحرب الصربية كانت بعد قيامها بالاعتداء على الموقع تقوم بتنظيف مكان التدمير وتزيل آثاره بالكامل لمنع إعادة بنائها مرة أخرى كما هو الحال في جامع (الإكرامية) في مدينة فوشترى المبنيّ في عام 1878م، وجامع (إبري) 1878 في مدينة ميتروفيتسا. ومع دخول قوات حلف الناتو إلى كوسوفا، قامت القوات الصربية بإحراق كامل لمقر رئاسة المشيخة الإسلامية في العاصمة بريشتينا قبل فرارها من كوسوفا، وكان هذا المبنى يشمل أرشيفا قديما ومكتبة غنية بالمخطوطات والوثائق التاريخية الهامة. الشعائر الدينية حدّثنا عن المؤسسات التعليمية والتربوية للمشيخة الإسلامية في كوسوفا؟ يعتبر الجامع هو النواة الأولى لمؤسسات المشيخة الإسلامية، بل كانت المساجد هى سبب في إنشاء القرى والمدن كما هو الحال مع جامع (خادم آغا) الذى بُنى في عام 1594 في مدينة (جاكوفا) حيث بناه بيزيبان سليمان آغا من قرية (غوسك) في جاكوفا. وكان أول جامع وضع أساسه في كوسوفا بعد معركة (كوسوفا) الشهيرة في عام 1389م، حيث أسسه السلطان (بايازيد ييلديريم) الشهير بالصاعقة، وأنهاه السلطان (محمد الفاتح الثاني) مع بناء هذا الجامع، بدأ عهد بناء المساجد في كوسوفا وخاصة في القرن 16 وأواسط القرن 17 عندما دخل الشعب الألباني في الإسلام أفواجا. بالإضافة إلى دور المساجد في أداء الشعائر الدينية، كان لها دور مهم كمراكز للتعليم والتربية للشعب ومكان للتجمع واتخاذ القرارات المصيرية. وتشرف المشيخة الإسلامية على أكثر من 800 جامع ومسجد. وينشط تعليم الدين الإسلامي بشكل أساسي، من خلال الأئمة في المساجد، حيث يقوم الإمام بتعليم الأطفال مبادئ الإسلام في حلقات تعليم يحضرها أطفال المسلمين في المساجد، كما يقوم بتعليم حروف اللغة العربية تمهيدا لتعليم قراءة القرآن الكريم وأحكام التجويد. ومن أقدم الكتاتيب في كوسوفا، مكتب سوزيو في مدينة بريزرن المبنيّ في عام 1513م حيث درس فيه الشيخ سوزيو، كما كان هناك مكتب أوقفه الواقف الشهير، الصدر الأعظم في الدولة العثمانية، كوجا سنان باشا في مدينة كاتشانيك. بالإضافة إلى هذه الكتاتيب، عمل ونشَط في مجال التعليم عدة مؤسسات أخرى؛ مثل المدارس الابتدائية والإعدادية ودار المعلمين ودار المعلمات. أمهات الكتب ماذا عن تاريخ المكتبات الإسلامية في كوسوفا؟ تاريخ التربية الإسلامية والتعليم العام في كوسوفا مرتبط بشكل وثيق بالمكتبات الإسلامية، ذلك لكون العلاقة بين المدارس الإسلامية والمكتبات علاقة خاصة. وتم تأسيس معظم المكتبات في بلادنا ضمن المؤسسات التعليمية والتي أسسها الواقفون والمحسنون، حيث بُنيت غالبا بالقرب من المدارس والكتاتيب والمساجد كما شملت المكتبات الكثير من أمهات الكتب في العلوم الإسلامية والعلوم الأخرى. والمكتبة المركزية لمجلس المشيخة الإسلامية في بريشتينا، هي من المكتبات التي أُنشئت حديثا في 1951م من قبل المسؤولين في المشيخة الإسلامية في تلك الفترة، وعلى رأسهم الشيخ الحافظ بايرام أغنى وتعرّضت هذه المكتبة إلى إحراق كامل من قبل الصرب في 1999، ولحسن الحظ لقد نجت بعض المؤلفات والمخطوطات باللغة العربية والعثمانية والفارسية، وهى تُحفظ اليوم في المكتبة المركزية للمشيخة الإسلامية. وتشمل هذه المكتبة أكثر من 1000 مخطوط باللغة العربية والعثمانية والفارسية واللغة الألبانية بالأبجدية العربية. المدرسة الكبرى معاهد تحفيظ القرآن الكريم ماذا تمثّل للشعب الألباني؟ اهتم الشعب الألباني بتحفيظ القرآن الكريم منذ الأيام الأولى من انتشار الإسلام في المنطقة، وكان هذا الاهتمام يتصف بالعمل المؤسساتى حتى عام 1948 عندما تم إغلاق مدرسة محمد الفاتح باشا في بريزرن التي كانت تشتهر بتحفيظ القرآن الكريم كما كان يتم تحفيظ القرآن الكريم في المدارس الأخري. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية استمر تحفيظ القرآن الكريم في مساجد كوسوفا لدى حفّاظ مشهورين قاموا بتحفيظ القرآن للناشئة بعد انتهاء الطالب من الحفظ يخضع للاختبار أمام لجنة متخصصة، وأمام المحفّظ والعديد من الحضور حيث يحصل على لقب (الحافظ). نظرا إلى أهمية الحفظ والتحفيظ، قامت المشيخة في عام 2005م في موقع (المدرسة الكبري) في مدينة جاكوفا، بتأسيس معهد التحفيظ. حيث يحفظ فيه طلاب القرآن الكريم. وعُمر الطلاب الدارسين في هذا المعهد من 10-17 عاما، ويتابع الطلاب إلى جانب التحفيظ تعليمهم العام في المدارس الحكومية. وتخرج في هذا المعهد حتى الآن العديد من الحفّاظ. مدرسة علاء الدين أشهر المدارس الدينية في كوسوفا؟ المدارس الدينية في كوسوفا، هى مدارس ثانوية شرعية تؤهل كوادر لاحتياجات مؤسسات المشيخة الإسلامية أمثال الأئمة والخطباء والمعلمين والوعاظ. وكانت المدارس الشرعية منتشرة في المدن والقرى الكثيرة في كوسوفا حتى عام 1948؛ وهو العام الذى تم فيه الإغلاق بالقوة لآخر مدرسة دينية. واستأنفت مدرسة (علاء الدين) عمل المدارس الدينية التي تم إغلاقها من قبل السلطات الشيوعية؛ حيث كملت دورها التربوى التعليمى الديني لشعب كوسوفا. وأسست هذه المؤسسة التعليمية التربوية في بريشتينا عام 1951، وبدأت عملها في ساحات الجامع (علاء الدين) حيث سُميت فيما بعد بهذا الاسم، وعملت مدرسة علاء الدين 10 سنوات حتى عام 1961 كمدرسة لمرحلة إعدادية، وبعد هذه الفترة ارتفعت للمرحلة الثانوية لمدة خمس سنوات، وكانت مدرسة علاء الدين هى المدرسة الثانوية الشرعية الوحيدة في جميع المناطق الألبانية. وفى عام 1979، قررت رئيسة المشيخة الإسلامية بناء مجمع جديد مناسب يلبى احتياجات مدرسة علاء الدين، وتم تتويج هذه المبادرة في عام 1985، ونظرا إلى حاجة المسلمين لتوسيع التعليم الديني والحاجة الماسة لتوفير الظروف الملائمة، قررت المشيخة الإسلامية فتح فروع لمدرسة علاء الدين في مدن مختلفة. ويبلغ عدد الطلاب في هذه المدرسة بفروعها أكثر من 800 طالب وطالبة من مختلف المناطق داخل وخارج كوسوفا.